ما بدأ كتحليل عسكري لافت قدمه الخبير في الشؤون العسكرية، نضال أبو زيد، في حديثه لبرنامج "نبض البلد" مؤخراً، تحول خلال الساعات الماضية إلى حقيقة موثقة أكدتها اعترافات محتجزين "إسرائيليين" تم الإفراج عنهم.
فقد كشف أبو زيد عن الأساليب المبتكرة التي تتبعها "وحدة الظل"، إحدى أكثر الوحدات سرية في كتائب القسام، والتي استخدمت "مظاهرات وهمية" كغطاء لتهريب المحتجزين وخداع جيش الاحتلال، وهو ما تم تأكيده الآن، ليثبت صحة التحليل ويكشف عن عمق الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي.
تحليل أبو زيد: "المظاهرات الوهمية".. تكتيك التضليل النفسي
في تحليله الذي أثار اهتماماً واسعاً، أوضح أبو زيد أن استخدام المظاهرات كغطاء لعمليات التهريب هو "ترجمة واقعية" لوعود الناطق العسكري أبو عبيدة بـ"معركة طويلة ومعقدة".
ففي يناير/كانون الثاني 2025، ووفقاً لتقارير استخباراتية، استغلت الوحدة "مظاهرات منظمة" ضد حماس في شمال غزة، والتي تبين لاحقاً أنها غطاء لنقل محتجزين إسرائيليين إلى الجنوب. ويعتمد هذا التكتيك، بحسب أبو زيد، على ثلاثة عناصر رئيسية:
التمويه الجماهيري: يتم نقل المحتجزين بين الحشود، حيث تساعد الضوضاء والفوضى في إخفاء أي إشارات إلكترونية قد تلتقطها أجهزة المراقبة الإسرائيلية.
التنسيق مع خلايا استشهادية: في المرحلة النهائية، يتم تسليم المحتجزين إلى مجموعات مهمتها الحماية النهائية، أو إعدام المحتجز لمنع تحريره في حال اقتراب قوات الاحتلال.
التأثير النفسي: يعتبر أبو زيد أن هذا التكتيك "يهدد إسرائيل إعلامياً واستراتيجياً"، حيث فشل جيش الاحتلال في استعادة محتجزيه أحياءً إلا في عمليات نادرة.
التحليل يصدق.. اعترافات المحتجزين تكشف المستور
لم يبقَ تحليل أبو زيد في إطار النظريات، فقد جاءت اعترافات محتجزين إسرائيليين أفرج عنهم القسام قبل أيام لتؤكد صحة هذه المعلومات بشكل قاطع.
وقد لاقى هذا التأكيد صدى واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أعاد النشطاء نشر تحليل أبو زيد، مؤكدين دقته ومصداقيته.
ووصف مغردون "وحدة الظل" بأنها "كلمة السر التي قصمت غرور الوحش الصهيوني"، معتبرين أن نجاح هذه الخدعة يمثل انتصاراً في حرب العقول والاستخبارات.
التأثير الاستراتيجي: فشل استخباراتي وقصم لـ"غرور" الاحتلال
يرى أبو زيد أن فشل "إسرائيل" في اختراق هذه الوحدة وكشف خططها يعود إلى "تآكل جاهزيتها العسكرية" وتركيزها على سياسات التدمير والتهجير القسري بدلاً من العمل الاستخباراتي الدقيق.
لقد نجحت "وحدة الظل" في تحويل المحتجزين إلى "ورقة رابحة" لا يمكن تجاوزها، وهو ما تجلى بوضوح في الصفقات الأخيرة، حيث تم تسليم المحتجزين إلى الصليب الأحمر دون أي خسائر في صفوف الوحدة.
من هي "وحدة الظل"؟.. نخبة القسام السرية لحماية "الورقة الرابحة"
"وحدة الظل" هي وحدة نخبوية عالية السرية ضمن كتائب القسام، تأسست بهدف رئيسي واحد: أسر جنود الاحتلال وإخفاؤهم، للحفاظ عليهم كورقة تفاوض استراتيجية.
وقد برز دورها بشكل كبير في عملية إخفاء الجندي جلعاد شاليط لمدة خمس سنوات (2006-2011)، والتي انتهت بصفقة "وفاء الأحرار" التي تم بموجبها تحرير أكثر من ألف أسير فلسطيني.
يكشف تحليل نضال أبو زيد، الذي تم إثبات صحته، أن نجاح "وحدة الظل" ليس مجرد نجاح تكتيكي، بل هو انتصار في حرب العقول والاستراتيجيات النفسية. ففي غزة المحاصرة، أثبتت هذه الوحدة أن القوة الحقيقية لا تكمن فقط في الأسلحة، بل في السرية والعقيدة والذكاء في إدارة الصراع.
0 تعليق