Published On 15/10/202515/10/2025
|آخر تحديث: 17:51 (توقيت مكة)آخر تحديث: 17:51 (توقيت مكة)
في مقاله بصحيفة "آي بيبر" البريطانية، قدّم المحلل السياسي سايمون ماركس قراءة عميقة في التحول الجذري لأسلوب إدارة السياسة الخارجية الأميركية منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مؤكدا أن واشنطن تقودها اليوم "فرقة من الهواة" قلبوا معايير الخبرة الدبلوماسية رأسا على عقب.
يركّز المقال على شخصية ستيف ويتكوف، رجل العقارات وصديق ترامب القديم، الذي تحوّل من رجل أعمال مغمور إلى مبعوث رئاسي يتصدر مشهد التفاوض في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listفشل الدبلوماسيين التقليديين
ورغم استهانة نخب السياسة الخارجية في واشنطن به، فقد أثبت ويتكوف نجاحا غير متوقع تمثّل في إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء من غزة، ما وضع النخبة الدبلوماسية التقليدية في واشنطن أمام فشل ذريع، بحسب المقال.
وقال ماركس إن سيرة ويتكوف الذاتية لم تكن توحي بأنه يمتلك المهارات اللازمة للتعامل مع رجال "قساة" مثل الرئيس فلاديمير بوتين أو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- أو قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
سايمون ماركس: رغم استهانة نخب السياسة الخارجية في واشنطن به، فقد أثبت ويتكوف نجاحا غير متوقع تمثّل في إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء من غزة، ما وضع النخبة الدبلوماسية التقليدية في واشنطن أمام فشل ذريع
صداقة ترامب وويتكوف
وتطرق الكاتب إلى بداية صداقة ويتكوف مع ترامب وتعود إلى عام 1986، حين التقيا صدفة في مطعم صغير بنيويورك الساعة الثالثة صباحا.
كان كلاهما يشتري شطائر بعد يوم عمل طويل، ولم يكن ويتكوف يحمل نقودا كافية لسداد قيمة ساندويش لحم الخنزير والجبن الذي اشتراه، فدفع ترامب الحساب عنه. ولم يكن أيٌّ منهما يتخيّل أنهما سيتوسطان بعد 4 عقود في التوصل لاتفاق سلام تاريخي في الشرق الأوسط.
وطبقا للمقال، لم يكن ويتكوف مهيأً تماما للاضطلاع بالدور الذي يشغله اليوم في إدارة ترامب، لدرجة أنه اعترف بأنه تعلّم أساسيات الشؤون الخارجية من مشاهدة الوثائقيات على منصة نتفليكس للأفلام والفيديوهات، مما جعل كثيرين في واشنطن يسخرون منه.
" frameborder="0">
سحر الشخصية وجاذبيتها
لكن ويتكوف -الذي يصف نفسه بأنه "دبلوماس هاوٍ"- لجأ إلى ما يشبه "حكومة المطبخ" طلبا للنصح حول الشرق الأوسط، والتي ضمت الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، ومستشار الأمن القومي البريطاني الحالي جوناثان باول، الذي شكره ويتكوف علنا في منشور عبر وسائل التواصل يوم الاثنين.
إعلان
ووصفه الرئيس الأميركي بأنه "مفاوض عظيم، لأنه شخص عظيم"، وهو ما اعتبره المحلل السياسي في مقاله استهلالا لعصر جديد من الدبلوماسية يعتمد على "سحر الشخصية وجاذبيتها" كأداة لإحداث التغيير.
وذكر ماركس أن جهود الرجل في الوساطة أثمرت بفضل العون الذي تلقاه من جاريد كوشنر صهر الرئيس وأحد "الهواة" في فريق ترامب، "الذي يفتقر هو الآخر إلى المؤهلات التقليدية التي كانت في السابق تخول المرء لشغل مناصب رفيعة في الخارجية أو مجلس الأمن القومي".
" frameborder="0">
النخب السياسية في حرج
وأضاف أن تلك النخب تجد نفسها اليوم -هي، ودوائر أخرى- في وضع حرج للغاية بعد نجاحه في إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء من غزة.
ويرى ماركس أن ترامب استطاع أن يُحرج المؤسسة السياسية التقليدية، محققا إنجازات بوسائل غير تقليدية، حتى وإن كانت محاطة بالفوضى والعفوية.
فالعالم -كما يقول ساخرا في اختتام مقاله- يُدار اليوم من "مستثمر عقارات يمتلك حسابا في نتفليكس"، في إشارة إلى مفارقة عصر تتراجع فيه الخبرة لصالح الجرأة والشخصية الكاريزمة.
0 تعليق