بنقاء عيار 24.. الذهب الصيني الجديد يثير الجدل: خديعة تسويقية أم ثورة في عالم المعادن؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أثار ظهور هذا المنتج تبايناً حاداً في الآراء على المنصات الرقمية

تزامناً مع الارتفاعات القياسية في أسعار الذهب عالمياً، والتي دفعت سعر الأونصة لتجاوز حاجز 4000 دولار، اشتعلت موجة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي حول منتج جديد ومثير يُعرف بـ"الذهب الصيني الجديد".

هذا المنتج، الذي يَعِد بخصائص لم تكن ممكنة في السابق، يثير تساؤلات واسعة حول طبيعته وقيمته الاستثمارية الحقيقية، ويضع المستهلكين والمستثمرين في حيرة بين من يراه ثورة تكنولوجية حقيقية ومن يعتبره مجرد خدعة تسويقية متقنة لاستغلال ظروف السوق الحالية.

ما هو "الذهب الصيني الجديد"؟

بعد سنوات من البحث والتطوير، حصلت الصين على براءة اختراع لما أطلقت عليه اسم "الذهب الصافي الصلب" (يينغ زو جين).


ويكمن جوهر هذا الابتكار في معالجة المعضلة التاريخية للذهب الخالص (عيار 24)، الذي لطالما تميز بنقائه المطلق ولكن عانى من ليونته الشديدة التي تجعله سهل الخدش والتشوه، وبالتالي غير عملي للاستخدام اليومي في المجوهرات.

وقد نجح العلماء الصينيون في التغلب على هذه المشكلة عبر إضافة كميات ضئيلة جداً، لا تتجاوز 0.1%، من معادن نادرة لم يتم الكشف عنها بالكامل.

أدت هذه الإضافة إلى تغيير البنية الذرية للذهب، مما زاد من صلابته بشكل هائل.

والنتيجة هي منتج فريد يجمع بين أفضل ما في العالمين؛ فهو يتمتع بنقاء الذهب عيار 24 (بنسبة 99.9%)، وفي الوقت نفسه يمتلك صلابة الذهب عيار 18، حيث تصل درجة صلابته إلى 60 على مقياس فيكرز، أي ما يعادل أربعة أضعاف صلابة الذهب العادي.

ورغم هذا التعديل البنيوي، يحافظ الذهب الجديد على خصائصه الجمالية الأساسية، من لمعانه الشديد وثبات لونه ومقاومته العالية للخدوش.

والأهم من ذلك، أنه يسمح للصاغة والمصممين بابتكار حُليّ بتصاميم أكثر دقة وتعقيداً، وبأوزان أخف، مما قد ينعكس إيجاباً على سعر القطعة النهائي للمستهلك.

وقد ظهر هذا المنتج لأول مرة في معارض الذهب الصينية خلال العام الجاري، وسرعان ما انتشر ليصبح النوع الأكثر رواجاً، حيث يشكل حالياً ما بين 20% إلى 25% من إجمالي مبيعات المجوهرات الذهبية في الصين.

خديعة أم ثورة؟ جدل على المنصات الرقمية

أثار ظهور هذا المنتج تبايناً حاداً في الآراء على المنصات الرقمية.

ويرى الفريق المتشكك أن "الذهب الصيني" ما هو إلا حيلة تسويقية ذكية لسد الفراغ التجاري الذي خلفه عزوف الناس عن الشراء بسبب الأسعار الجنونية.

ويعتقد البعض، مثل الناشط أحمد الذي كتب: "الذهب الصيني مطلي فقط وليس حقيقياً، ويُستخدم للخداع"، أنه ليس ذهباً خالصاً، بل سبيكة لا تستحق أن تحمل اسم الذهب.

في المقابل، يرى الفريق الآخر أن هذا المنتج هو ابتكار تكنولوجي حقيقي يعالج عيباً جوهرياً في الذهب الخالص، ويعزز من متانته وقيمته العملية كمجوهرات، مما يجعله أكثر استدامة وجاذبية.

وبين هذين الرأيين، يقف فريق ثالث، يتكون بشكل أساسي من المستثمرين، متسائلاً حول القيمة الحقيقية لهذا الذهب كأصل للادخار، ومدى سهولة تسييله وبيعه خارج الصين، وهل سيعترف به تجار الذهب حول العالم بنفس قيمة الذهب التقليدي عند إعادة البيع.

وبينما يستمر الجدل، يبقى "الذهب الصافي الصلب" حقيقة تجارية راسخة تكتسح السوق الصيني الضخم.

ويبقى السؤال الأهم الذي ستجيب عليه الأسواق العالمية ومعايير الصناعة في الفترة القادمة: هل سيتم الاعتراف بهذا الابتكار عالمياً كذهب خالص ذي قيمة استثمارية كاملة، أم سيبقى منتجاً محلياً يثير الشكوك حول طبيعته الحقيقية وقيمته عند إعادة البيع خارج حدود الصين؟

0 تعليق