وصف الخبير في الشؤون العسكرية، نضال أبو زيد، عملية إخفاء المقاومة الفلسطينية للمحتجزين "الإسرائيليين" لمدة قاربت العامين بأنها "أكبر عملية إخفاء سري تُدرّس في علوم الاستخبارات"، معتبرًا أنها تمثل نجاحًا استخبارياً معقدًا للمقاومة وفشلًا مركبًا لأجهزة استخبارات الاحتلال وحلفائها.
جاء ذلك في تحليل قدمه أبو زيد لبرنامج "نبض البلد" على قناة رؤيا، حيث استعرض تفاصيل العملية والاستخبارات المعقدة التي نفذتها المقاومة.
نجاح استخباري معقد للمقاومة
أوضح أبو زيد أن العملية السرية نفذتها وحدات متخصصة تُعرف باسم "وحدة الظل" و*"وحدة سراب"*، مشيرًا إلى أن نجاحها في إخفاء الأسرى لمدة 736 يومًا يمثل فشلًا استخبارياً ليس فقط لأجهزة أمن الاحتلال الأربعة، بل أيضًا للاستخبارات البريطانية والأمريكية، التي كانت تستخدم طائرات استطلاع متطورة في أجواء غزة ولم تتمكن من الحصول على أي معلومات.
وأضاف الخبير أن العملية سجلت تفوقًا تكتيكيًا واستخباريًا كبيرًا، إذ تمكنت المقاومة من الحفاظ على المحتجزين بعيدًا عن أعين أجهزة المخابرات طوال هذه الفترة الطويلة والمعقدة، ما يجعلها مثالًا يُدرس في علوم الاستخبارات العسكرية.
فشل المكافأة وصمود "الحاضنة الشعبية"
سلط أبو زيد الضوء على دور الحاضنة الشعبية في غزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال عرض مكافأة بلغت 5 ملايين دولار مقابل أي معلومة عن أسير واحد، لكنها لم تؤتِ أي نتائج.
واستشهد أبو زيد بتصريح لرئيس الموساد، ديفيد برنياع، قال فيه:
"لو وُضعت هذه المكافأة لأي تنظيم في العالم لباع أبيه".
وأكد الخبير أن أهالي غزة، رغم الضغط والتجويع والدمار، ظلوا ملتفين حول المقاومة، ولم يقدموا أي معلومة، رغم انتقال المحتجزين بينهم في المجتمع المحلي، ما يعكس تضامن المجتمع مع المقاومة وصعوبة اختراقه.
فشل استخباري مركب للاحتلال
خلص أبو زيد إلى أن العملية تُسجل نجاحًا استخبارياً للمقاومة وفشلًا مركبًا للاحتلال، مضيفًا أن أجهزة الاحتلال فشلت في الحصول على معلومات دقيقة حتى عن جنودها وعملائها.
وأشار إلى أن هذه العملية تبرز قدرة المقاومة على التخطيط والتنفيذ الدقيق في مواجهة تقنيات استخباراتية متقدمة، كما تُظهر مدى الاعتماد على التخفي والتكتيكات الذكية والالتفاف الشعبي لضمان نجاح المهمة.
ويعتبر هذا التحليل مؤشرًا على أن المقاومة الفلسطينية استطاعت تحقيق إنجاز استخباراتي كبير، يجعل من هذه العملية واحدة من أبرز العمليات السرية في التاريخ الحديث للصراع مع الاحتلال.
0 تعليق