أبو زيد يكشف سر تحليله: مظاهرات الأربع ساعات كانت غطاءً لنقل المحتجزين في غزة (فيديو) - الأول نيوز

كشف الخبير في الشؤون العسكرية، نضال أبو زيد، عن المنهج التحليلي الذي اعتمده لاستنتاج أن المقاومة الفلسطينية استخدمت المظاهرات الشعبية كغطاء لنقل المحتجزين الإسرائيليين داخل قطاع غزة، وهو ما أكّدته لاحقًا شهادات بعض المحتجزين المفرج عنهم.

وجاء هذا الكشف في حديث جديد لبرنامج "نبض البلد" على قناة رؤيا، حيث أوضح أبو زيد أنه لم يكن يمتلك معلومة استخباراتية مباشرة، بل اعتمد على تحليل منطقي لسلوك المظاهرات الشعبية، التي وصفها البعض حينها بأنها "انقلاب للحاضنة الشعبية على المقاومة".

شهادات المحتجزين تؤكد التحليل

أكد أبو زيد أن شهادات بعض المحتجزين المفرج عنهم مؤخرًا، والتي أفادوا فيها بأنه تم نقلهم بالفعل أثناء المسيرات، جاءت لتؤكد صحة التحليل الذي طرحه سابقًا. وقال: 

"كنت متأكد أن أحد المحتجزين الذين سُلموا سيعلن عن هذه المعلومة".

وأبرز أبو زيد أن هذه الشهادات أثبتت أن المقاومة استطاعت استخدام الحشود الشعبية بشكل استراتيجي لتسهيل عمليات النقل دون لفت الانتباه، ما يعكس درجة عالية من التخطيط والتنظيم الذكي.

 كيف تم التوصل إلى الاستنتاج؟

شرح الخبير كيف توصل إلى استنتاجه، موضحًا أنه رصد ملاحظتين رئيسيتين شككتا في رواية 'الانقلاب الشعبي' على المقاومة:

المدة الزمنية للمظاهرات:

تساءل أبو زيد: "لا يوجد حاضنة شعبية تنقلب على المقاومة لمدة أربع ساعات فقط"، معتبراً أن المدة القصيرة كانت أمراً ملفتاً وغير طبيعي.

مسار المظاهرات:

لاحظ أن المتظاهرين كانوا ينطلقون من مكان محدد ثم يعودون إليه، وهو ما لا يتسق مع طبيعة الاحتجاجات العفوية، ما دفعه إلى الاعتقاد بوجود غرض استخباراتي خفي وراء الحركة.

وقال أبو زيد:"هذا الأمر التُقط بنوع من التحليل من عن طريقي وقلت أنا حينها أن هناك أمر ملفت"، مشيرًا إلى أنه تحفظ على ذكر استنتاجه كاملاً في ذلك الوقت حفاظًا على سلامة العملية.

"ذكاء متناهٍ للمقاومة"

ختم أبو زيد تحليله بالقول: "أنا أعتقد أن هذا ذكاء متناهٍ من المقاومة"، مرجحًا أن لدى المقاومة أساليب أخرى للتخفي لم يتم رصدها أو الكشف عنها بعد، ما يعكس قدرة عالية على التخطيط العملياتي والتنفيذ الدقيق تحت مراقبة أجهزة استخباراتية متقدمة.

وأضاف أن هذه الاستراتيجية تُظهر مستوى التخطيط الاستخباري المتطور لدى المقاومة الفلسطينية، والذي يعتمد على التحليل الميداني والغطاء الشعبي لضمان نجاح العمليات دون اكتشافها، مؤكداً أن هذا النوع من الذكاء العسكري يُدرّس كدرس مهم في علوم الاستخبارات الحديثة.