Published On 16/10/202516/10/2025
|آخر تحديث: 15:11 (توقيت مكة)آخر تحديث: 15:11 (توقيت مكة)
أعلن الرئيس الكيني وليام روتو -أمس الأربعاء- حدادا وطنيا لمدة 7 أيام على رحيل زعيم المعارضة التاريخي ورئيس الوزراء الأسبق رايلا أودينغا، الذي توفي في أحد المستشفيات الخاصة بولاية كيرالا في الهند عن عمر ناهز 80 عاما.
وأكدت الرئاسة أن أودينغا سيشيَّع في جنازة رسمية بمراسم دولة كاملة، في حين أعلن غدا الجمعة 17 أكتوبر/تشرين الأول عطلة عامة في البلاد تكريما لمسيرته السياسية الطويلة.
وقد نشر القرار في الجريدة الرسمية بتوقيع وزير الداخلية كيبشومبا موركومين، الذي شدد على أن الحكومة ستعمل بالتنسيق مع عائلة أودينغا لضمان إقامة مراسم وداع تليق بمكانته.

مراسم وداع استثنائية
وقد وصل جثمان أودينغا -صباح اليوم الخميس- إلى مطار جومو كينياتا الدولي، وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار واسع لقوات الدفاع الكينية. وقد أُوقف العمل في المطار مؤقتا إلى حين خروج الجثمان بسبب الازدحام بعد توافد عدد كبير من المشيعين.
وسينقل الجثمان إلى مستشفى "لي" ثم إلى ملعب كاساراني، حيث يلقي عليه نظرة الوداع النواب والجمهور، وذلك قبل أن يوارى الثرى في مسقط رأسه بقرية بوندو إلى جانب والده الزعيم التاريخي جراموجي أودينغا وابنه الراحل فيدن.
وكشف كيثور كينديكي نائب الرئيس عن أن أودينغا أوصى بأن يدفن خلال 72 ساعة من وفاته، وهو ما يفسر إعلان العطلة العامة بشكل عاجل لإتاحة الفرصة لتنظيم مراسم التشييع.
وحسب برنامج الوداع الرسمي، سيقام حفل تأبين ضخم غدا الجمعة في ملعب نيايو بالعاصمة نيروبي، بحضور شخصيات سياسية ودبلوماسية من مختلف أنحاء العالم، لتأبين الرجل الذي ظل لعقود رمزا للمعارضة وصوتا قويا للإصلاح في كينيا وشرق أفريقيا.

إرث سياسي ممتد
على مدى أكثر من نصف قرن، كان لأودينغا دور محوري في الحياة السياسية الكينية. فقد قاد الحركة الديمقراطية التي أنهت نظام الحزب الواحد عام 1991، وأسهم في صياغة دستور 2010.
إعلان
كما شغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 2008 و2013 في إطار اتفاق لتقاسم السلطة عقب الأزمة الانتخابية الدامية التي أودت بحياة أكثر من ألف شخص.
ورغم إخفاقه في الفوز بالرئاسة خلال 5 استحقاقات انتخابية (1997، 2007، 2013، 2017، 2022)، فإن أودينغا ظل رمزا للمعارضة ووجها بارزا لمطالب الإصلاح والعدالة الاجتماعية.
وقد اعتقل لمدة 6 سنوات في ثمانينيات القرن الماضي بتهمة التآمر ضد نظام الرئيس دانيال أراب موي، قبل أن يعود لاحقا لاعبا رئيسيا في مساعي التغيير الدستوري والحكم الرشيد.

حزن وقلق في الشارع
وبينما خيّم الحزن على البلاد، شهدت بعض أحياء نيروبي اضطرابات وأعمال نهب عقب انتشار خبر الوفاة، في مشهد يعكس حجم الانقسام الذي رافق مسيرة أودينغا السياسية.
وقد نكست الأعلام منذ الأربعاء في جميع أنحاء البلاد وفي البعثات الدبلوماسية بالخارج، وألغيت الأنشطة الحكومية الرسمية.
كما توافدت رسائل التعزية من قادة أفارقة ودوليين وصفوا أودينغا بأنه "أيقونة الديمقراطية" و"رجل دولة" امتد تأثيره إلى ما وراء حدود كينيا.
0 تعليق