في إعلان مفاجئ ومقتضب، أعلنت جماعة الحوثي في اليمن، اليوم الخميس، عن مقتل رئيس أركانها العامة، اللواء محمد عبد الكريم الغماري. ويمثل مقتل الغماري، الذي يُعتبر القائد العسكري الأعلى في هرم الجماعة، ضربة قاصمة لقيادتها العسكرية، ويأتي في وقت حرج يتسم بتصاعد التوترات الإقليمية والجهود المتعثرة لإنهاء الحرب في اليمن.
وأكدت جماعة الحوثي، عبر وسائل إعلامها الرسمية، نبأ مقتل اللواء الغماري، دون تقديم أي تفاصيل حول ظروف أو توقيت أو مكان مقتله. وقد أثار هذا الغموض والتكتم تساؤلات واسعة حول ما إذا كان قد قُتل في غارة جوية، أو خلال مواجهات على إحدى الجبهات، أو في ظروف أخرى لم يتم الكشف عنها بعد.
ويمثل مقتل الغماري خسارة استراتيجية كبرى لجماعة الحوثي على الصعيدين العسكري والمعنوي. فعلى المستوى العسكري، يُعتبر الغماري أحد أبرز المخططين والمنظرين للعمليات العسكرية للجماعة، وسيخلق غيابه فراغاً كبيراً في قيادة أركانها، وقد يؤثر على قدرتها على تنسيق عملياتها المعقدة على المدى القصير.
يأتي هذا الإعلان في ظل استمرار الصراع اليمني الذي يدخل عامه العاشر، والذي وضع جماعة الحوثي، التي تسيطر على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من شمال البلاد، في مواجهة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والتحالف الداعم لها. كما يتزامن مع تصعيد كبير في منطقة البحر الأحمر، حيث تشن الجماعة هجمات على حركة الملاحة الدولية، مما أدى إلى ردود عسكرية أمريكية وبريطانية.
0 تعليق