Published On 16/10/202516/10/2025
|آخر تحديث: 21:01 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:01 (توقيت مكة)
"كشفت الممثلة الأميركية الحائزة على جائزة الأوسكار، ماريسا تومي، البالغة من العمر 60 عاما، عن سر حفاظها على لياقتها البدنية، موضحة أنها تمارس رياضة الهولا هوب بانتظام، واصفة إياها بأنها الجزء المفضل في روتينها الرياضي اليومي".
ولم تعد أطواق الهولا هوب مجرد لعبة طفولية تذكرنا بأجواء الحفلات المدرسية وحصص التربية البدنية، بل عادت اليوم إلى الواجهة كأحد الاتجاهات الرياضية الحديثة التي تجمع بين الحركة والمتعة ويقبل عليها البالغون وكبار السن لتحسين اللياقة البدنية والتوازن بأسلوب بسيط وفعال.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listوتحظى هذه الرياضة بشعبية بين المشاهير، ومن بينهم ميشيل أوباما ونجمة البوب الأميركية بيونسيه والممثلة ليف تايلر ونجم كرة السلة شاكيل أونيل، ضمن جهودهم للحفاظ على رشاقتهم ولياقتهم البدنية.

ما هي رياضة الهولا هوب؟
هي نشاط بدني يعتمد على تدوير حلقة أو طوق مصنوع عادة من البلاستيك حول الخصر أو الوركين أو أجزاء أخرى من الجسم عبر حركات منسقة ومحددة تحافظ على دوران الطوق لأطول فترة ممكنة دون سقوطه.
ووفق ما نقله موقع "هيلث شوت"، عن خبير اللياقة البدنية أبي سينغ ثاكور، فإن الهولا هوب تعد تمرينا ممتعا و يُمكن للمبتدئين وكبار السن ممارسته بشكل آمن، إذ إنه تمرين منخفض التأثير ولا يسبب ضغطا على المفاصل ويسهم في تحسين التوازن وتقوية عضلات الجذع وتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية".
ويمكن دمج طوق الهولا هوب في الروتين اليومي من خلال مجموعة من التمارين البسيطة، أبرزها تمرين الخصر، ويمكن تطبيقه على النحو التالي:
الوقوف مع مباعدة القدمين بمقدار عرض الكتفين. وضع الطوق حول الخصر. تحريك الوركين بحركات دائرية صغيرة للحفاظ على دوران الطوق.

جذور تاريخية
تعود أصول الهولا هوب إلى الحضارات القديمة في مصر واليونان، حيث كانت الأطواق المصنوعة من الكروم أو الصفصاف تستخدم لأغراض ترفيهية ورياضية، وفي القرن الخامس عشر، استخدم السكان الأصليون لأميركا الأطواق نفسها في طقوسهم الدينية لتمثيل مفهوم الحياة الأبدية.
إعلان
عادت حلقات الهولا هوب إلى الواجهة من جديد في خمسينيات القرن الماضي، بعدما استوحت شركة الألعاب الأميركية "وام-أو" فكرتها من الأطفال في أستراليا، الذين كانوا يلفون أطواق الخيزران حول خصورهم للمتعة والتسلية، واستطاعت الشركة تحويل هذه الفكرة إلى منتج تجاري ناجح بصنع أطواق من البلاستيك المجوف، وباعت أكثر من 25 مليون طوق في الأشهر الأولى فقط من إنتاجه.
وسرعان ما اجتاحت موضة الهولا هوب العالم، وانتشرت في فرنسا وألمانيا واليابان، لتصبح ظاهرة اجتماعية عالمية، ولكن بحلول أواخر الستينيات، تراجع هذا الشغف، وواجهت اللعبة بعض القيود، إذ حظرتها اليابان في الشوارع واعتبرها الاتحاد السوفياتي رمزا "للرأسمالية الأميركية".
ومع ذلك لم تختفِ أطواق الهولا هوب من ساحات المدارس ومتاجر الألعاب وظلت تجذب الأطفال على مر السنين، ومع مرور الوقت، عادت اللعبة من جديد إلى الواجهة، لكن هذه المرة كاتجاه رياضي يجمع بين التمرين والترفيه بين البالغين وكبار السن، لما يقدمه من فوائد صحية ونفسية متعددة.

فوائد الهولا هوب لكبار السن
مع التقدم في العمر، تصبح بعض التمارين التقليدية، مثل الجري أو التمارين الهوائية عالية التأثير، شاقة أو محفوفة بالمخاطر بالنسبة لكبار السن، ولهذا تعد الهولا هوب تمرينا مثاليا يقدم فوائد متعددة، تشمل:
تعزيز التوازن
تسهم تمارين الهولا هوب في تقوية عضلات الجذع، مما يعزز التوازن ووضعية الجسم الصحيحة كما أن الحركة الدائرية للطوق تحفز الجهاز الدهليزي المسؤول عن التوازن والتوجيه المكاني مما يُقلل من خطر السقوط والإصابات.
وتدعم هذه الفكرة دراسة صينية أجريت عام 2001 بعنوان "دور تمرين الهولا هوب في تدريب وظيفة التوازن لدى كبار السن"، حيث أظهرت أن ممارسة هذه الرياضة تحسن مرونة الجذع وتزيد من كفاءة التوازن لدى كبار السن.
زيادة المرونة وصحة المفاصل
يتطلب تمرين الهولا هوب حركة مستمرة للوركين والخصر، مما يعزز مرونة العمود الفقري وحركة المفاصل وتمدد العضلات المحيطة، مما ينعكس بالإيجاب على آداء الأنشطة اليومية مثل الانحناء ومد الذراعين والالتفاف.
تحسين صحة القلب
يعتبر الهولا هوب تمرين كارديو متوسط الشدة، إذ يرفع من معدل ضربات القلب ويحسن تدفق الدم، مما يعزز من لياقة القلب والأوعية الدموية، وفي دراسة أجرتها جامعة ويسكونسن وشملت 16 متطوعة تتراوح أعمارهن بين 16 و59 عاما، تبين أن ممارسة الهولا هوب لمدة 30 دقيقة رفعت معدل ضربات القلب إلى 151 نبضة في الدقيقة، وهو ما يعادل 84% من الحد الأقصى المتوقع، في الوقت نفسه، بلغ متوسط استهلاك الأكسجين نحو 20.6 مل/كغم/دقيقة، مما يشير إلى أن تمرين الهولا هوب يعادل الفوائد التي تمنحها التمارين التقليدية للقلب.
دعم الصحة النفسية والعقلية
يوضح خبير اللياقة البدنية، أبي سينغ ثاكور لموقع "هيلث شوت" أن تمرين الهولا هوب يحفز إفراز هرمون الإندورفين ، مما يُساعد على تحسين المزاج وتخفيف التوتر ومحاربة القلق، كما يساعد على تنشيط الدماغ وتعزيز التركيز والوظائف الإدراكية والتي تتأثر عادة مع التقدم في العمر.
إعلان
تقوية العضلات وزيادة كثافة العظام
يعد تمرين الهولا هوب من التمارين الشاملة للجسم، إذ ينشط عضلات الجذع والذراعين والساقين والأرداف مما يساعد على تقويتها وشدها والحد من فقدان الكتلة العضلية المرتبط بالعمر،علاوة على ذلك، يمكن أن يكون للهولا هوب تأثير إيجابي على كثافة العظام مما يقلل من خطر الإصابة بكسور العظام.
متى لا ينبغي ممارسة الهولا هوب؟
على الرغم من فوائد تمارين الهولا هوب العديدة وإمكانية تعديلها لتناسب مختلف مستويات اللياقة البدنية بتغيير وزن الطوق أو سرعة الحركات أو مدة التمرين، فإنها قد لا تناسب جميع كبار السن وخصوصا من يعانون من هشاشة العظام أو التهاب المفاصل، لذلك ينصح باستشارة الطبيب قبل البدء في أي نشاط بدني جديد لضمان السلامة.
0 تعليق