عاجل

جنوب أفريقيا.. القتل والبطالة يعودان لمستويات 1994 - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عادت معدلات القتل والبطالة في دولة جنوب أفريقيا إلى مستويات مرتفعة لم تُسجّل منذ نهاية نظام الفصل العنصري، وقد اخترقت عصابات إجرامية عالمية مؤسسات الدولة، وفق تقرير نشره موقع "أفريكا ريبورت".

وحمّل التقرير القادة السياسيين والاقتصاديين مسؤولية هذا التدهور بسبب غياب القيادة، وتراجع أداء المؤسسات.

Deputy President of South Africa Kgalema Motlanthe, centre, arrives for the Nelson Mandela memorial service at Westminster Abbey in London Monday, March, 3, 2014. Mandela the former president of South Africa died in December 2013.((AP Photo/Alastair Grant)
موتلانثي ترأس جنوب أفريقيا فترة انتقالية بعد استقالة مبيكي (أسوشيتد برس)

وقال الرئيس السابق كغاليما موتلانثي في ختام منتدى "النمو الشامل" الذي نظّمته مؤسسته في عطلة نهاية الأسبوع بضواحي جوهانسبرغ إن "اليأس ليس خيارا".

وموتلانثي سياسي جنوب أفريقي بارز، شغل منصب رئيس البلاد لفترة انتقالية بين سبتمبر/أيلول 2008 ومايو/أيار 2009، بعد استقالة الرئيس ثابو مبيكي.

وخلال المناقشات، صعد رجال أعمال وقادة سياسيون ومحللون وأكاديميون إلى المنصة واحدًا تلو الآخر للتعبير عن شعور بالإحباط من المسار الذي تسلكه البلاد، بعد 7 سنوات من تولّي الرئيس سيريل رامافوزا الحكم خلفًا لـجاكوب زوما، وتعهدّه بمكافحة الفساد واسع النطاق.

"مشكلة يمكننا حلّها"

وقال القاضي المتقاعد إدوين كاميرون، الذي يشغل حاليًا منصب القاضي المراقب لخدمات السجون، إن معدل القتل في جنوب أفريقيا عاد إلى ما كان عليه "عام 1994، خلال الاضطرابات التي جلبت لنا الديمقراطية".

JOHANNESBURG, SOUTH AFRICA - 15 JULY: Residents of Alexandra Township begin cleaning up after several days of looting on July 15, 2021 in Johannesburg, South Africa. South Africa has deployed the military to quell spasms of civil unrest and looting sparked by last week's imprisonment of former president Jacob Zuma, but also fueled by high unemployment and social and economic fallout from the Covid-19 pandemic, which has hit the country hard. (Photo by James Oatway/Getty Images)
سكان ألكسندرا ينظفون الشوارع بعد أيام من أعمال النهب في 15 يوليو/تموز 2021 في جوهانسبرغ (غيتي إيميجز)

فبعد الانتقال إلى الديمقراطية، انخفض معدل القتل تدريجيًا ليصل إلى أدنى مستوياته عام 2011، لكنه يبلغ الآن نحو 27 ألف جريمة قتل سنويًا.

وأضاف كاميرون "إنها مشكلة يمكننا حلّها. نحن النخبة، خلقنا هذه المشكلة".

وأوضح أن ذلك حدث نتيجة الاعتقاد بأن العقوبات الإلزامية ستكون الحل السحري للحد من الجريمة، بينما يتطلب الأمر إصلاحًا شاملًا لمنظومة العدالة الجنائية لضمان محاسبة جميع الجناة.

إعلان

أما وزير الشرطة فيروز كاشاليا، فقال إن الفساد البنيوي واختراق "مؤسسات السلطة السياسية والبيروقراطية والقطاعات الاقتصادية" بات يشكّل تهديدًا للأمن القومي في البلاد.

وأضاف "هذه ليست مجرد جرائم. لا يمكن فهم هذه الظواهر أو معالجتها على أنها أفعال إجرامية فردية فقط".

JOHANNESBURG, SOUTH AFRICA - 14 JULY: Vigilantes escort a man who they detained and accused of looting on July 14, 2021 in Vosloorus, Johannesburg, South Africa. South Africa has deployed the military to quell spasms of civil unrest and looting sparked by last week's imprisonment of former president Jacob Zuma, but also fueled by high unemployment and social and economic fallout from the Covid-19 pandemic, which has hit the country hard. (Photo by James Oatway/Getty Images)
أفراد من لجان الحراسة يعتقلون متهما بالنهب بمنطقة فوسلوروس في جوهانسبرغ (غيتي إيميجز)

وشدّد على ضرورة تعزيز مؤسسات مكافحة الفساد في جنوب أفريقيا، معتبرًا أن الأمر "مشروع طويل الأمد لا حلول سريعة له".

ورغم مشاكل الشرطة، قال كاشاليا إنها لا تزال تحتفظ بقيادة كفؤة على مختلف المستويات، ولها حضور وطني واسع.

اختراق الشرطة

وكانت مزاعم قد أُثيرت باختراق عصابات إجرامية جهاز الشرطة بعد أن اتّهم الجنرال نهلانلا مخوانازي (مفوّض شرطة كوازولو ناتال) وزيرَ الشرطة السابق سينزو مكونو بالتدخّل في عمل الشرطة.

A road is barricaded in Soweto near Johannesburg, Tuesday July 13, 2021 as ongoing looting and violence continues. South Africa's rioting continued Tuesday with the death toll rising to 32 as police and the military struggle to quell the violence in Gauteng and KwaZulu-Natal provinces. The violence started in various parts of KwaZulu-Natal last week when Zuma began serving a 15-month sentence for contempt of court. (AP Photo/Themba Hadebe)
إغلاق طريق بمنطقة سويتو قرب جوهانسبرغ خلال أعمال النهب والعنف (أسوشيتد برس)

وقال كاشاليا أيضا إن التحقيقات القضائية والبرلمانية في هذه المزاعم "ستسلّط الضوء على منطقة مظلمة" وستساعد في "إعادة ضبط أجندة الأمن والسلامة".

وفي حديثه لمجلة "ذا أفريكا ريبورت" اعتبر أن هذه التحقيقات دليل على أن مؤسسات جنوب أفريقيا لا تزال تعمل.

أزمة البطالة

وبشأن البطالة، قالت الخبيرة الإستراتيجية والاقتصادية والأكاديمية مريم ألتمان إن معدلات البطالة تراجعت أيضًا، مشيرة إلى أن النسبة الحالية أعلى مما كانت عليه عام 1990، حين بدأ الخبراء البحث عن حلول، وكانت البطالة وفق التعريف الضيّق تبلغ 30%.

Football - Uruguay v Germany FIFA World Cup Third/Fourth Place Play-Off - South Africa 2010 - Nelson Mandela Bay Stadium, Port Elizabeth, South Africa - 10/7/10 South Africa President Jacob Zuma at the end of the match Mandatory Credit: Action Images / Matthew Childs Livepic
رئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما (رويترز)

وأضافت ألتمان التي استعانت بها الحكومة في التسعينيات لدراسة سبل تعزيز التوظيف "انخفضت البطالة إلى نحو 22% حتى عام 2008، لكنها الآن أعلى مما كانت عليه عند البداية".

وتبلغ نسبة البطالة حاليًا نحو 33% وفق التعريف الضيّق، و41% وفق التعريف الموسّع الذي يشمل الباحثين المحبطين عن العمل.

وأوضحت الخبيرة ألتمان أن تقليص البطالة كان ممكنًا في فترات قصيرة سابقًا، لكنها "تعود مجددًا" ربما بسبب ضعف التنمية الاقتصادية وأنظمة النقل العام على المدى الطويل.

وقالت "نحن في نقطة علينا فيها التفكير في كيفية التعامل مع الأمور، لأننا ندور في حلقة مفرغة، وهذا هو الركود. نحن لا نقف ساكنين، بل نتحرك كثيرًا، لكننا لا نتقدّم".

وشدّدت على أن تعزيز المؤسسات أمر جوهري في أوقات عدم اليقين مثل الوقت الراهن.

غياب القيادة السياسية

من جانبه، قال مسيبيسي جوناس رئيس مجلس إدارة شركة "إم تي إن" والمبعوث الخاص للولايات المتحدة إن العديد من هذه المشاكل يمكن حلّها عبر قيادة سياسية قوية، منتقدًا غيابها لدى الحكومة وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي لا يزال عضوًا فيه.

وأضاف أن حكومة الوحدة الوطنية، الائتلاف الحاكم بين عدة أحزاب بعد انتخابات العام الماضي بقيادة رامافوزا، لم توحّد الشعب أو تحسّن الحوكمة كما كان مأمولًا.

South Africa's President Cyril Ramaphosa holds a press conference following his meeting with EU commission president at the EU headquarters in Brussels on October 9, 2025. (Photo by Nicolas TUCAT / AFP)
رئيس جنوب أفريقيا رامافوزا في مؤتمر بمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول 2025 (الفرنسية)

وقال جوناس أيضا "بل على العكس، تصاعدت حالة الاستقطاب الوطني. وتبدو حكومة الوحدة الوطنية مجرد غطاء لغياب السلطة المركزية".

إعلان

وانتقد حزبه أيضًا، الذي شغل فيه مناصب قيادية ونائبًا لوزير المالية سابقًا، قائلًا "جزء من سبب عدم قدرة حكومة الوحدة على الاتفاق على طريق للمضي قدمًا هو أن حزب المؤتمر الوطني منقسم ومفكك".

وأضاف جوناس "الحزب لا يقدّم قيادة موثوقة في القضايا الاجتماعية والاقتصادية، ولم يُظهر أي مسار واضح للتنفيذ. وفي ظل التقلبات الجيوسياسية، لم يتمكن من تقديم استجابة متماسكة أو قابلة للتطبيق".

التعافي الاقتصادي

تأتي هذه الانتقادات بعد أسبوع من إعلان رامافوزا برنامجا جديدا للتعافي الاقتصادي، وفي وقت قال فيه وزير التجارة والصناعة والمنافسة باركس تاو إن جنوب أفريقيا "قريبة" من إبرام اتفاق بشأن الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة.

ويعمل جوناس مبعوثا خاصا من خارج الولايات المتحدة، بعد أن فتحت وزارة العدل الأميركية تحقيقًا بشأن تعاملات مشبوهة لشركة "إم تي إن" في إيران عام 2006، مما حال دون حصوله على تأشيرة دخول.

JOHANNESBURG, SOUTH AFRICA - MAY 31: Election posters are seen on a street in Alexandra township on May 31, 2024 in Johannesburg, South Africa. South Africa's national and provincial elections were held on Wednesday to elect a new National Assembly and provincial legislature in each of the nine provinces, parties campaigned predominantly on the promises of addressing issues of unemployment, electricity, water shortages, corruption, high crime rates and economic inequality. Results will be officially announced on June 2. (Photo by Chris McGrath/Getty Images)
الفقر والبطالة وارتفاع معدلات الجريمة أكبر المشكلات التي تواجه جنوب أفريقيا (غيتي إيميجز)

ولم تعيّن جنوب أفريقيا سفيرًا جديدًا بعد طرد إبراهيم رسول من واشنطن في مارس/آذار الماضي.

وقال جوناس إن هناك "قوى عالمية" تلعب دورًا في المشهد، تجمع بين الحنين إلى الفصل العنصري من جهة، والشعبوية الأفريقية من جهة أخرى، وتسعى إلى "زرع الانقسامات داخل المجتمع الجنوب أفريقي" محذرًا من مستقبل قد تهيمن فيه "النزعة السلطوية ومعاداة الدستور".

وختم بالقول "أبرز أعراض هذا التدهور هو تدمير مؤسساتنا.. الانهيار المتواصل في الإدارات الحكومية التي يفترض أن تخدمنا جميعا".

0 تعليق