Published On 17/10/202517/10/2025
|آخر تحديث: 10:07 (توقيت مكة)آخر تحديث: 10:07 (توقيت مكة)
بركة البطرك أحد أكبر البرك الأثرية وأقدمها في مدينة القدس، كانت تزوّد أسبلة المدينة بالماء خاصة أسبلة المسجد الأقصى. تقع داخل أسوار البلدة القديمة غرب حارة النصارى، وتمتد على مساحة 3 دونمات (الدونم يعادل ألف متر مربع).
تختفي بركة البطرك عن الأعين بين الحوانيت والبيوت التي تحيط بها من الجهات كافة، وليس لها مدخل رئيسي، مما جعلها مهجورة.
الموقع
تقع بركة البطرك داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، بين سويقة علون جنوبا باتجاه البازار وحارة النصارى شرقا، ويُشكل خان الأقباط جهتها الشمالية، ويحدها من الجهة الغربية فندق البتراء.
تبلغ مساحتها 3 دونمات ويصل عمقها إلى نحو 4 أمتار، وقد هدمت بعض جدرانها وأعيد بناؤها في فترات مختلفة.
التسمية
تطلق على البركة مسميات عدة مثل بركة صلاح الدين وبركة حارة النصارى وبركة باب الخليل وبركة خان الأقباط، كما أطلق عليها علماء الآثار التوراتيون في قرون سابقة اسم بركة حزقيا (حزقيال) عندما بنى الملك حزقيا بركة في القدس استباقا للحصار الآشوري.
تاريخ البركة
تعود جذور بركة البطرك القديمة للفترة الرومانية وربما قبل ذلك، وقد كشف الباحثون عن قناة صرف المياه المتصلة بالبركة ونسبوا تاريخها إلى أواخر العصر الروماني في القرن الثاني للميلاد.
كانت البركة مقلعا للحجارة، ثم أصبحت مكانا لتجميع الماء واستقباله من بركة مأمن الله.
وتذكر المصادر أن السلطان صلاح الدين الأيوبي أوقَف بركة وحمام البطرك حين حرر مدينة القدس عام 1187م، إلى جانب الخانقاه الصلاحية التي تجاور البركة وتتبعان كلاهما للوقف ذاته.
أهملت قناة السبيل التي تغذي البركة بعد اختلال موازين القوى وضعف الدولة العثمانية عام 1914، وأصبحت البركة تعتمد فقط على ماء الأمطار وبقيت كذلك حتى بداية ستينيات القرن الماضي، فاستعاض السكان عنها بشبكات الماء.
استأجر الأقباط أرضا وبنوا خان الأقباط بجوار البركة ثم ادّعوا ملكيتهم لها، فحدث خلاف بينهم وبين الأوقاف الإسلامية بشأن ذلك، وعندما احتلت إسرائيل القدس عام 1967 حاولت السيطرة على البركة عبر تعزيز النزاع بين الأطراف التي تدّعي ملكيتها، لكن محاولاتها باءت بالفشل.
إعلان
وبركة البطرك وقف إسلامي تابع للخانقاه الصلاحية، وهي أحد أهم الأماكن التي كانت تتجمع بها المياه وتُسحب منها لحمام السلطان أو حمام البطرك.
مشروع تطوير البركة
تحيط المباني بالبركة من جميع الجهات، وليس لها مدخل رئيسي، الأمر الذي جعلها مهجورة ولم يتم تطويرها. وفي فترة كان هناك مشروع لشراء دكان من الدكاكين المحيطة بها، وتحويله إلى مدخل للبركة، لكن ذلك لم يتم.
في عام 2001 أعلنت سلطات الاحتلال عن مشروع لتطوير البركة واستغلالها لأغراض سياحية، وتمهيدا لتهويدها والاستيلاء عليها، فدفعت هذه الخطوة دائرة الأوقاف الإسلامية إلى تأجيرها لجامعة القدس التي حاولت بدورها إنشاء مشاريع عديدة في المكان.
عملت الجامعة على تطوير البركة واستثمار مساحتها الكبيرة لأهداف ثقافية وتربوية تخدم سكان مدينة القدس، وتحافظ على تاريخ البركة وأهميتها.
كما جففت الجامعة ماء البركة ونظفت أرضيتها، درءا لانتشار الأمراض والرطوبة وتراكم النفايات فيها.

0 تعليق