يواجه اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أول أزمة حقيقية، حيث اتهم مسؤول كبير في حكومة الاحتلال حركة حماس بـ"اختلاق أزمة" عبر تعمد تأخير تسليم جثث المحتجزين.
وقد تصاعد الموقف ليصل إلى أعلى المستويات، حيث أبلغ رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأن "حماس تكذب"، مطالباً بتدخل الوسطاء للضغط على الحركة.
ووفقاً لما نقله موقع "أكسيوس" عن مسؤول كبير في حكومة الاحتلال، فإن الخلاف يتركز حول ملف رفات المحتجزين، الذي يُعد المرحلة الثانية والأكثر حساسية في الاتفاق.
واتهم المسؤول الحركة بشكل مباشر قائلاً: "حماس اختارت عدم تسليم جثث يمكن تسليمها، وتختلق بذلك أزمة"، في إشارة إلى أن الحركة تمتلك القدرة على تسليم المزيد من الجثث لكنها تمتنع عن ذلك لأسباب تفاوضية.
وقد دفع هذا الموقف نتنياهو إلى التواصل مباشرة مع الرئيس الأمريكي، حيث قال المسؤول إن "نتنياهو أبلغ ترمب أن حماس تكذب، وطلب من الوسطاء الضغط عليها لإعادة مزيد من الجثث".
ويعكس هذا الاتصال حجم القلق لدى قيادة الاحتلال، وسعيها لاستخدام النفوذ الأمريكي لحسم هذا الملف الشائك.
من جانبه، أظهر الرئيس ترمب تفهمه للموقف، حيث أكد المسؤول أن "ترمب قال لنتنياهو إنه على علم بتأخر تسليم جثامين المحتجزين، وإنه يعمل على حل ذلك".
وتبرز هذه الاستجابة الدور المحوري الذي تلعبه واشنطن كضامن رئيسي للاتفاق، وقدرتها على التدخل المباشر لمعالجة العقبات التي تواجه تنفيذه.
وكانت حركة حماس قد صرحت في وقت سابق بأن قضية العثور على الجثامين "معقدة وتحتاج إلى الوقت"، نظراً لأن جيش الاحتلال "غيّر معالم غزة" بالكامل خلال حربه التي استمرت لعامين، مما يجعل عمليات البحث والانتشال من تحت الركام مهمة بالغة الصعوبة وتتطلب معدات خاصة.
وبهذا، يقف اتفاق غزة أمام أول اختبار حقيقي لمدى صموده.
وستكون قدرة الوسطاء، وخاصة الولايات المتحدة، على جسر الهوة بين رواية الاحتلات التي تتهم حماس بالمماطلة، ورواية حماس التي تتحدث عن صعوبات لوجستية، هي العامل الحاسم في تحديد ما إذا كان الاتفاق سيتجاوز هذه الأزمة ويستمر في مساره، أم أن ملف الجثامين سيتحول إلى عقبة قد تنسف الجهود الدبلوماسية بأكملها.
0 تعليق