أفلام قد ترفع معدل الذكاء.. كيف تدربك السينما على التفكير بعمق؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رغم نصائح الأهل المشددة لصغارهم، أن قضاء أوقات طويلة أمام الشاشات ستضرهم، فإن بعض الدراسات أكدت كيف تجعل مشاهدة الأفلام المتفرج أكثر إنتاجية أو تحسّن من حالته المزاجية وصحته العاطفية.

وقد تبعد مشاهدة تلك الأفلام عن ذهن المتفرج القلق وفي بعض الأحيان تزيده ذكاء سواء الذكاء بمفهومه الدارج العقلاني أو العاطفي.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

وقد ذهبت بعض الدراسات لمدى أبعد وتحليل اختيار نوع الفيلم وتأثيره على صاحبه، معلنين أن عشاق أفلام الرعب يتمتعون بذكاء أعلى من المتوسط.

في هذا التقرير نستعرض بعض الأفلام التي تجاوزت حدود المتعة والترفيه لتصبح مفيدة للعقل ومن ثم ينصح بمشاهدتها.

تذكار.. ساعتان من تحفيز الذاكرة

فيلم "تذكار" أو (Memento) الذي ترشح لجائزتي أوسكار ويحتل المرتبة 57 ضمن قائمة أفضل 250 فيلما بالسينما العالمية حسب موقع "آي.إم.دي.بي" (IMDb) الفني، هو أحد أفضل وأشهر أفلام المخرج كريستوفر نولان.

اعتمد الفيلم على السرد غير الخطي، حيث تروى الأحداث من النهاية إلى البداية، وهو ما أجبر المشاهد على إعادة تركيب القصة بنفسه كما لو كانت أشبه بأحجية ولغز مراوغ يجب حله خلال ما يقارب ساعتين.

وحسب دراسة أجراها باحثون في جامعة كوليدج لندن بالتعاون مع سينما فيو، فإن الأشخاص الذين شاهدوا الأفلام أظهروا تركيزا ذهنيا أعلى وثباتا في الانتباه وهو ما ساعد على تحسين الإدراك، خاصة أن السرد غير الخطي من أهم أدوات تعزيز الذاكرة وبالأخص لدى هؤلاء من يعانون من اضطرابات بها.

كذلك أكد العمل أهمية اللجوء إلى وسائل للمساعدة على التذكر من بينها الخرائط الذهنية التي استعرض الفيلم كيفية رسمها ودمجها ببعضها من أجل رؤية أكثر شمولا، كون الأمر قد يصبح معقدا، إذ يصيب غياب الذكريات الحاضر بالعطب، كذلك تؤثر تصورات المرء عن نفسه وذكرياته على فهمه للعالم من حوله.

عقل جميل لمحبي الرياضيات

في عام 2001 صدر فيلم "عقل جميل" (A Beautiful Mind) الذي جنى 313 مليون دولار ونجح باقتناص الأوسكار وبافتا البريطانية وغولدن غلوب. أحداث الفيلم مقتبسة عن أحداث حقيقية وتحديدا السيرة الذاتية للعالم جون فوربس ناش الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، لعب دوره النجم راسل كرو.

بوستر A Beautiful Mind
الملصق الدعائي لفيلم "عقل جميل" (A Beautiful Mind) (الجزيرة)

تتمحور القصة حول جون ناش المصاب بالفصام رغم عبقريته الرياضية الفذة، للأسف مرض البطل يجعله يعاني من هلاوس بصرية وسمعية ينتج عنها عجزه عن التمييز بين الواقع والخيال، مما يؤثر على حياته الاجتماعية.

إعلان

لكن، رغم الحبكة الدرامية، لم يخلُ العمل من المعادلات الرياضية الصعبة، وطرحه إحدى أهم النظريات الاقتصادية التي عاش ناش عمرا بأكمله يحاول إثباتها، قبل أن تصبح الملاذ الأول للاقتصاديين كونها تشرح كيف يمكن للشركات المتنافسة تحديد أسعارها، وكيف يمكن للحكومة تصميم مزادات من شأنها الضغط على مقدمي العطاءات.

لعبة التقليد

لمحبي الرياضيات أيضا، يمكنكم مشاهدة فيلم "لعبة التقليد" (The Imitation Game) وهو دراما تاريخية تستعرض السيرة الذاتية لآلان تورنغ عبقري الرياضيات ومحلل الشفرات وعالم الحاسوب، للدرجة التي جعلت المخابرات الإنجليزية تستعين به من أجل فك شفرة "الإنغما" الألمانية النازية أثناء الحرب العالمية الثانية.

وهو ما يحققه بالفعل بفضل اختراعه أول حاسب آلي بالتاريخ، مما يسمح له بفك الشفرة ومن ثم المساهمة في انتصار الحلفاء بالحرب العالمية الثانية مقلصا مدة الحرب لسنتين الأمر الذي نتج عنه إنقاذ حياة 14 مليون شخص.

الفيلم إخراج النرويجي مورتن تيلدوم وبطولة بيندكت كامبرباتش وكيرا نايتلي، وهو عمل مثالي للمشاهدة من قبل المتخصصين بالتكنولوجيا أو ممن يحلمون بترك بصمتهم بالمجال نفسه، إذ يساعدهم على تطوير مهاراتهم، ويمدهم بالطرق التي تتيح لهم استغلال الذكاء الاصطناعي في حل المشكلات بأسلوب تقني مدروس، مؤكدا قوة الرياضيات في حل الأزمات.

برايمر: الأفضل بين أفلام السفر عبر الزمن

أما عشاق العلوم وخاصة الفيزياء نرشح لهم فيلم "برايمر" (Primer) الذي ناقش فكرة السفر عبر الزمن. صدر العمل في 2004 بميزانية محدودة جعلته أقرب للأفلام التسجيلية.

ويحكي عن 4 مهندسين يحاولون اختراع آلة تقوم بتغيير كتل الأجسام، قبل أن يكتشفوا قدرة الآلة نفسها على السفر عبر الزمن ويسعوا لتطويرها من أجل استغلالها لتحقيق مصالحهم الشخصية بجانب بعض المكاسب المادية.

وصف البعض الفيلم بالمعقد أو على أقل تقدير حاجته للمشاهدة أكثر من مرة لاستيعابه، كونه جاء متخما بالمصطلحات الفيزيائية شديدة التخصص والنظريات العلمية التي تستلزم العاملين بمجال العلوم لفهمها، على رأسها نظريات مثل "تأثير ميسنر" و"مخططات فاينمان"، غير أن الأسباب نفسها جعلت آخرين يصنفونه أفضل فيلم بتاريخ السينما العالمية من حيث مناقشة فكرة السفر عبر الزمن.

بوستر primer
الملصق الدعائي لفيلم "برايمر" (Primer) (الجزيرة)

قلبا وقالبا.. الذكاء العاطفي كيف نعلمه لأطفالنا؟

في دراسة أجراها علماء نفس في جامعة أوكلاهوما حول العلاقة بين الدراما الخيالية والعواطف، وبعد خضوع المشاركين لعدة اختبارات، أظهرت النتائج أن الذين شاهدوا الدراما الخيالية أظهروا انسجاما وتجاوبا أكبر مع مشاعرهم.

" frameborder="0">

بخلاف التجاوب، قد يصل تأثير بعض الأفلام حد تنمية الذكاء العاطفي للمشاهد، وهو ما حققه فيلم الرسوم المتحركة "قلبا وقالبا" (Inside Out) الذي صدر الجزء الأول منه عام 2015.

وسلط الفيلم الضوء على طفلة اعتادت أن تعيش في سعادة مع أسرتها، إلا أن اضطرارها للانتقال إلى مدينة أخرى بعيدا عن صديقاتها وفي ظل انشغال والديها بتأسيس عالمهم الجديد، تسيطر المشاعر السلبية عليها.

إعلان

وداخل رأسها يأخذنا العمل في رحلة بين مجموعة من المشاعر مثل الفرح، والحزن، والخوف، والغضب، والاشمئزاز، غير أن الضغوط التي تواجهها تتسبب بخروج الحزن والفرح عن السيطرة.

رغم بساطة الفكرة ظاهريا، فإنها تتضمن من العمق ما يتيح للمتلقي اكتشاف أهمية التحلي بالذكاء العاطفي، وإدراك أهمية كل شعور على حدة، حتى تلك التي نصنفها باعتبارها مشاعر سلبية، غير أنها في حقيقة الأمر جزء لا يتجزأ من وجداننا علينا مواجهته وإتاحة المجال له للخروج واحتلال مساحة من دواخلنا دون الهروب منه أو إنكاره.

يذكر أن الفيلم صدر عنه جزء ثان مؤخرا، مناسب للمراهقين، خاصة وأنه سلط الضوء على مشاعر البطلة بفترة المراهقة وما يصاحبها من اضطرابات وتخبطات ومشاعر جديدة لم يعتد الصغار اختبارها من قبل.

0 تعليق