كشفت وزارة الخارجية والمغتربين السورية أن الرئيس أحمد الشرع طالب بشكل واضح ومباشر نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال القمة التي جمعتهما مؤخراً في موسكو، بتسليم الرئيس السابق "الهارب بشار الأسد" لمحاكمته في سوريا.
جاء هذا التأكيد على لسان نائب مدير إدارة روسيا وشرق أوروبا في الوزارة، أشهد صليبي، في لقاء مع قناة الإخبارية السورية، مما يمثل أول إعلان رسمي عن هذا المطلب الحساس الذي تم طرحه على أعلى المستويات بين البلدين.
مطلب العدالة الانتقالية على طاولة الكرملين
أوضح صليبي أن الرئيس الشرع طرح مسألة تسليم الأسد "بشكل واضح" خلال لقائه مع الرئيس بوتين. وأشار إلى أن الجانب الروسي أبدى "تفهماً واضحاً تجاه تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا"، دون الخوض في تفاصيل الرد الروسي على طلب التسليم نفسه.
إعادة بلورة السياسة الخارجية.. ومراجعة الاتفاقيات مع موسكو
وضع صليبي هذا المطلب في سياق أوسع لإعادة تشكيل السياسة الخارجية السورية بعد التغيير الأخير. وأكد أن زيارة الشرع إلى روسيا جاءت للتأكيد على "إعادة التنسيق والتعاون مع جميع الدول"، وأن سوريا مقبلة على "إعادة بلورة سياستها الخارجية بما يتوافق مع مصالحها الوطنية".
وشدد على أن القيادة السياسية الجديدة تعتمد مبدأ الشفافية في التعامل مع ملف روسيا، وسيتم إطلاع الشعب السوري على كافة التحديثات. والأهم من ذلك، أكد صليبي أن "جميع الاتفاقيات بين دمشق وموسكو ستعاد صياغتها بما يضمن المصلحة العليا للشعب السوري".
آليات قانونية جديدة وتنسيق دولي مستمر
أشار المسؤول السوري إلى أن المباحثات بين الشرع وبوتين شملت أيضاً وضع آليات قانونية جديدة للتعاون الثنائي، خاصة في ملفات المطلوبين والملفات العالقة.
كما أكد على استمرار التنسيق مع موسكو في المحافل الدولية، مثل مجلس الأمن والأمم المتحدة، بما يعزز حضور سوريا ويدعم مصالحها الاستراتيجية، وذلك على الرغم من مراجعة الاتفاقيات الثنائية والمطلب المتعلق بالأسد.
الزيارة والملفات المطروحة
كان الرئيس الشرع قد وصل إلى موسكو يوم الأربعاء الماضي في زيارة رسمية، تمحورت حول العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى مناقشة الجوانب السياسية والاقتصادية وملفات إعادة الإعمار الملحة.
ويُذكر أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد كان قد فر إلى روسيا بعد سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على دمشق وإنهاء حكمه في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

0 تعليق