أسبوع تاريخي للذهب: مكاسب قياسية يتبعها تراجع حاد عن القمة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أججت المخاوف الاقتصادية الكلية والسياسية فقدان الثقة بالعملات الورقية، ودفعت المستثمرين والبنوك المركزية نحو المعدن الأصفر كملاذ آمن

شهدت أسواق الذهب أسبوعاً تاريخياً مضطرباً؛ ففيما نجح المعدن النفيس في تسجيل أفضل مكاسب أسبوعية له، إلا أنه أنهى التداولات بتراجع حاد عن قمته التاريخية.

ويكشف هذا الأداء عن سوق تعيش صراعاً بين زخم الشراء القوي القائم على المخاوف الكلية، وبين عمليات جني الأرباح الفنية بعد صعود قياسي.

تجاوزت مكاسب الذهب، الذي لا يدر عائداً، 65% منذ بداية العام، مدفوعة بمزيج من التوترات الجيوسياسية، والتكهنات القوية بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، وعمليات الشراء الضخمة من البنوك المركزية، وتراجع الاعتماد على الدولار.


ويرى المتداولون أن صعود الذهب لم يعد يعتمد على المشهد الفني فقط، بل يعكس تحولاً في الأسواق نحو فقدان الثقة بالعملات الورقية والنظام التقليدي.

وقد خضعت الأسواق لاضطرابات قوية هذا الأسبوع رغم غياب البيانات الأمريكية الحرجة بسبب استمرار الإغلاق الحكومي؛ حيث غذت تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، حول ضعف سوق العمل، التوقعات بخفض وشيك لسعر الفائدة في اجتماع أكتوبر المقبل.

كما عادت أجواء الحرب التجارية للظهور بعد تهديدات الرئيس ترمب بزيادة التعريفات الجمركية على الصين بسبب خلافات حول واردات فول الصويا والمعادن النادرة.

تحليل فني: تصحيح صحي أم بداية سقوط؟

أثار التراجع الأخير للذهب بأكثر من 2%، وهبوطه من قمته التاريخية عند 4,392 دولاراً إلى إغلاق الأسبوع عند 4,213.3 دولاراً، قلقاً لدى المستثمرين.

وتشير البيانات الفنية إلى أن السوق يمر بمرحلة اختبار دعم حرجة، وسط إشارات مختلطة تفرض الحذر قبل اتخاذ أي قرار شراء.

وتُظهر المؤشرات الفنية اللحظية (إطار ساعة واحدة) ميلاً للبيع، في حين أن المتوسطات المتحركة على الأطر الزمنية الأعلى (اليومي والأسبوعي) لا تزال تمنح إشارات شراء قوية.

ويُفسر هذا التراجع بأنه موجة طبيعية لجني الأرباح بعد الوصول إلى قمم تاريخية، خاصة مع تلميحات الفيدرالي بخفض الفائدة التي قلصت المخاوف من التضخم الفوري.

ويحدد المحللون الفنيون مستويات التداول المحورية القادمة؛ ففي السيناريو الإيجابي، إذا حافظ الذهب على مستوى الدعم 4,196 دولاراً وارتد بنجاح فوق منطقة 4,240 – 4,278 دولاراً، فمن المرجح أن يستعيد زخمه الصعودي نحو القمة التاريخية.

أما في السيناريو السلبي، فإن كسر مستوى الدعم 4,196 دولاراً بشكل واضح يفتح الطريق أمام تصحيح أعمق قد يصل إلى 4,140 دولاراً ثم 4,019 دولاراً.

وتشير هذه الإشارات المتضاربة والتقلبات العالية إلى أن أفضل استراتيجية حالياً هي المراقبة الحذرة وتجنب القرارات المتسرعة، وانتظار تأكيد الارتداد بدلاً من التسرع بالشراء.
ورغم أن الذهب خسر 91.3 نقطة يوم الجمعة، إلا أنه لا يزال في مرحلة "تصحيح" وليس "انهياراً" حتى الآن.

0 تعليق