Published On 18/10/202518/10/2025
|آخر تحديث: 22:50 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:50 (توقيت مكة)
تعد القشريات البحرية مثل الجمبري والسلطعون والكركند والمحار من أكثر المأكولات انتشارا وشعبية حول العالم، فهي تجمع بين الطعم المميز والقيمة الغذائية العالية. تحتوي هذه المأكولات على بروتينات عالية الجودة وسهلة الهضم، إضافة إلى الأحماض الدهنية أوميغا 3 التي تعزز صحة القلب والدماغ، ومعادن أساسية مثل الزنك والسيلينيوم، فضلا عن مجموعة من الفيتامينات المهمة.
كما أن انخفاض سعراتها الحرارية يجعلها خيارا مثاليا لمن يتبعون الحميات الغذائية دون التضحية بالنكهة. ومع ذلك فإن الحصول على أفضل طعم وفائدة يتطلب التعامل مع القشريات بعناية فائقة منذ لحظة شرائها وحتى وصولها إلى المائدة.
أساسيات اختيار وتنظيف القشريات
تبدأ رحلة الطهي الناجح للقشريات بخطوة أساسية لا يمكن إغفالها، وهي اختيار المكونات الطازجة والمضمونة المصدر. فالقشريات الجيدة يجب أن تفوح منها رائحة البحر النقية، لا رائحة نفاذة أو زنخة. بالنسبة إلى المحار والأصداف الحية، يجب أن تكون مغلقة بإحكام، لأن انفتاحها أو وجود كسر فيها غالبًا ما يشير إلى فسادها. أما الجمبري الطازج، فيتميّز بلونه الوردي الشفاف وقوامه المتماسك، وهي علامات رئيسية تدل على صلاحيته وجودته للطهي.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listبعد التأكد من الطزاجة، تأتي مرحلة التنظيف الدقيقة، التي تعدّ حجر الأساس في ضمان الطعم الجيد والسلامة الغذائية. فالأصداف والمحار تُغسل جيدًا تحت ماء بارد جارٍ باستخدام فرشاة خشنة لإزالة أي رواسب أو حبيبات رملية عالقة بالقشرة الخارجية. ويمكن نقعها في ماء مملّح لبضع ساعات، وهي خطوة فعّالة لطرد الأوساخ والشوائب الداخلية.
" frameborder="0">
أما في حالة الجمبري، فيُفضل إزالة الرأس عند الرغبة، ثم شقّ القشرة من الظهر للتخلّص من الخط الأسود الرملي، وهو الجهاز الهضمي للقشرة ويُعد مسؤولًا عن أي طعم غير مستحب. وفيما يخص السلطعون والكركند، يُنزع الدرع العلوي والخياشيم الداخلية والأمعاء، مع الاحتفاظ باللحم الصالح للأكل، وخصوصًا الكورال (البيض في الأنثى)، الذي يُعد جزءًا فاخرًا وغنيًا بالعناصر الغذائية.
إعلان
وأخيرًا، فإن التخلّص من الأجزاء غير الصالحة للأكل لا يُحسّن الطعم فحسب، بل يُقلّل أيضًا من احتمالية التلوث أو التسمم الغذائي، مما يجعل وجبتك أكثر أمانًا ونكهة. إن اتباع هذه الخطوات البسيطة بدقة هو ما يُحوّل عملية الطهي من مجرد إعداد للطعام إلى طقس من العناية والاحتراف، يعكس احترامًا للمكونات البحرية وقيمتها الغذائية العالية.
التتبيل المتوازن
تتميّز القشريات بنكَهتها البحرية الرقيقة، لذا يُنصح بالاكتفاء بتتبيلات بسيطة تُبرز الطعم الطبيعي دون أن تغطيه. من المكونات الأساسية: الملح البحري، عصير الليمون، الثوم، الفلفل الأسود، زيت الزيتون، مع أعشاب منسجمة مثل الشبت أو الزعتر أو البقدونس.
يمكن أيضًا استخدام تتبيلة آسيوية من صلصة الصويا والزنجبيل والعسل، أو تتبيلة الزبدة مع الثوم والبقدونس المناسبة للشوي.
يُفضل ألا تتجاوز مدة التتبيل 15–30 دقيقة لتجنّب طهي اللحم كيميائيًا بسبب المكونات الحمضية، مع الاعتدال في الملح لتفادي الجفاف. الهدف من التتبيل هو تعزيز النكهة البحرية لا إخفاؤها.
تقنيات الطهي المثالية
القاعدة الذهبية في طهي القشريات هي وقت قصير وحرارة معتدلة، لأن الطهي المفرط يُفقدها طراوتها وقيمتها الغذائية.
من أفضل الطرق السلق أو الطهي بالبخار، إذ يحتاج الجمبري إلى نحو 2–3 دقائق في ماء مغلي مع شرائح ليمون وورق غار، بينما يُطهى اللوبستر من 7 إلى 10 دقائق حسب الحجم، ويفتح المحار بالبخار خلال 5–8 دقائق في قدر مغطى.
" frameborder="0">
كما يُناسبها التحمير السريع في مقلاة مع الزبدة أو زيت الزيتون والثوم لمدة 2–4 دقائق حتى يكتسب الجمبري أو السلطعون لونًا ورديًا. أما للشوي أو التحميص، فيوضع اللوبستر أو السلطعون في فرن بدرجة 200 مئوية لمدة 10–12 دقيقة بعد دهنه بمزيج من الزبدة والثوم والأعشاب.
وفي الأطباق المركبة مثل الباستا أو الكاري أو الحساء، يُفضل إضافة القشريات في المرحلة الأخيرة للحفاظ على قوامها الطري ونكهتها. فالإفراط في الطهي يُسبب فقدان الأوميغا-3 والمعادن مثل الزنك والسيلينيوم، ويجعل القوام مطاطيًا وغير محبب.
الأجزاء غير التقليدية لها استخدامات متعددة
ليست الأجزاء الشهيرة من القشريات وحدها الصالحة للأكل، فهناك مكونات خفية تتميز بقيمة غذائية عالية ونكهة مركزة تضيف عمقًا فريدًا للأطباق.
من أبرز هذه الأجزاء الخدود، الموجودة في بعض الأنواع مثل الكركند والأسماك الكبيرة، وهي قطع صغيرة لكنها شديدة الطراوة وغنية بالنكهة. كما تُعد رؤوس الجمبري واللوبستر مصدرًا غنيًا بالطعم البحري، وتُستخدم لتحضير المرق والشوربات المركزة التي تُعد قاعدة مثالية لأطباق مثل الباييلا والباستا البحرية.
أما الكورال، أي بيوض إناث اللوبستر أو السلطعون، فيُعرف بطعمه القوي والمميز ويُضاف عادةً إلى الصلصات أو الأطباق الفاخرة لتعزيز النكهة وإضفاء لون غني.
إن استغلال هذه الأجزاء لا يسهم فقط في تقليل الهدر، بل يُكسب الأطباق عمقًا ونكهةً استثنائية يصعب الحصول عليها من لحم القشرة الأبيض وحده.
معايير السلامة والتخزين للحفاظ على المذاق والجودة
سلامة القشريات تبدأ من لحظة شرائها وحتى لحظة تقديمها، ولتحقيق ذلك يجب اتباع قواعد أساسية للحفاظ على القشريات والاحتفاظ بنكهتها و قوامها.
إعلان
تحفظ القشريات في الثلاجة فوق طبقة من الثلج مع تجنب غمرها في الماء حتى لا يتغير قوامها. يفضل طهيها في يوم الشراء أو خلال 24 ساعة على الأكثر، وعدم تركها خارج الثلاجة لأكثر من ساعة لأن نمو البكتيريا في المأكولات البحرية سريع جدا.
عند الحاجة للتجميد يمكن حفظها في الفريزر، لكن من الأفضل إذابتها ببطء داخل الثلاجة قبل الطهي. كما ينصح بعدم إعادة تسخين القشريات المطهية أكثر من مرة لتفادي فقدان الجودة وتقليل مخاطر التلوث.
القشريات البحرية ليست طعاما فاخرا فقط، بل ثروة غذائية تتطلب دقة في الاختيار والتنظيف والتتبيل للحفاظ على نكهتها الطبيعية. تكمن متعة الطهي في استخدام الأجزاء غير التقليدية واتباع معايير السلامة والتخزين، مما يضمن وجبة تجمع بين المذاق الأصيل والقيمة الغذائية العالية، وتحول القشريات إلى تجربة طهي متكاملة وفاخرة.

0 تعليق