Published On 19/10/202519/10/2025
|آخر تحديث: 20:43 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:43 (توقيت مكة)
ودع الكينيون اليوم الأحد زعيم المعارضة البارز رايلا أودينغا، في مراسم دفن رسمية وشعبية أقيمت بمسقط رأسه في منطقة بوندو غربي البلاد، بعد مسيرة سياسية امتدت عقودا ترك خلالها بصمات بارزة في تاريخ الديمقراطية الكينية.
وشارك آلاف الكينيين إلى جانب شخصيات سياسية بارزة من داخل البلاد وخارجها في مراسم التشييع، حيث وُوري جثمان أودينغا الثرى في مقبرة عائلته، وسط مراسم عسكرية كاملة وطقوس تقليدية.
وحضر الجنازة الرئيس الكيني وليام روتو، والرئيس السابق أوهورو كينياتا، والرئيس النيجيري الأسبق أولوسيغون أوباسانجو، إضافة إلى وفود أفريقية رفيعة.
ووصف روتو الراحل بأنه "موحّد" أسهم في استقرار البلاد، فيما اعتبره مشاركون "مناضلا أفريقيا ناكرا للذات".
 
 مسيرة سياسية حافلة
رحل أودينغا عن عمر ناهز الثمانين إثر أزمة قلبية مفاجئة في الهند. وعلى الرغم من إخفاقه في الفوز بالرئاسة في 5 محاولات، فقد شغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 2008 و2013، ولعب دورا محوريا في عودة التعددية الحزبية خلال تسعينيات القرن الماضي، كما يُنسب إليه الفضل في الدفع نحو إقرار دستور 2010 الذي حظي بإشادة واسعة.
وعُرف أودينغا بقدرته على بناء التحالفات السياسية، إذ عقد تفاهمات مع الرئيس الأسبق كينياتا عام 2018، ثم مع الرئيس روتو العام الماضي، بعد موجة احتجاجات واسعة هزت البلاد.
 
 مراسم دامية
وشهدت الأيام الماضية سلسلة من الفعاليات التأبينية في نيروبي ومدن أخرى، شارك فيها عشرات الآلاف من أنصاره، وأسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة المئات في تدافع جماهيري.
كما سُجلت محاولات لاقتحام موقع الدفن اليوم، قبل أن تتمكن قوات الأمن من السيطرة على الحشود.
 
 إرث سياسي وغياب مؤثر
يُنظر إلى أودينغا باعتباره أحد رموز "التحرر الثاني" في أفريقيا، لإسهامه في ترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في كينيا، وأنه ظَل شخصية محورية في المعارضة لعقود.
إعلان
ويرى مراقبون أن رحيله يترك فراغا كبيرا في المشهد السياسي الكيني، خصوصا مع اقتراب الانتخابات المقررة عام 2027، في ظل غياب شخصية معارضة تحظى بالثقل الشعبي والسياسي ذاته.

 
            
0 تعليق