أكد الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، أن الاحتلال الصهيوني ينتهج "سياسة ثابتة" في استمرار خرق اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الحركة وثقت العديد من الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين منذ بدء سريان الهدنة.
وفي تصريحات صحفية الأحد، شدد قاسم على أن حركة حماس ملتزمة بتنفيذ الاتفاق بدقة، لكنها تواجه تحديات كبيرة في ملف جثامين محتجزي الاحتلال، متهماً الاحتلال بمنع دخول المعدات اللازمة لإتمام عملية البحث والانتشال.
الخلفية والسياق السياسي:
تأتي هذه التصريحات في وقت حرج، بعد إتمام المرحلة الأولى من "خطة ترمب" لوقف إطلاق النار، والتي شملت تسليم جميع المحتجزين الأحياء لدى المقاومة مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
وتتركز الجهود الدبلوماسية واللوجستية حالياً على استكمال المراحل التالية من الاتفاق، والتي تواجه تعقيدات ميدانية وسياسية، لا سيما فيما يتعلق بملف الجثامين، والفتح الكامل للمعابر، واستمرار الخروقات الميدانية التي تهدد بتقويض الاتفاق الهش.
التزام حماس مقابل الخروقات المستمرة:
أوضح قاسم أن حركة حماس "التزمت بكل تفاصيل وقف إطلاق النار في غزة، وخاصة في المرحلة الأولى من خلال تسليم كل الأسرى الأحياء دفعة واحدة".
وفي المقابل، اتهم الاحتلال بارتكاب "جملة من الانتهاكات" منذ بدء الاتفاق، واصفاً "تأجيل فتح معبر رفح" بأنه "خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار واستهانة بجهود الوسطاء".
وأضاف أن الاحتلال "يستغل ملف المساعدات لابتزاز الموقف السياسي ويلوح بالتجويع مرة أخرى"، مؤكداً أن سلطات الاحتلال "لم تتخل عن سياسة التجويع" في وجه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهو ما تعتبره الحركة انتهاكاً خطيراً للتفاهمات الإنسانية التي نص عليها الاتفاق.
تحديات ملف الجثامين:
فيما يتعلق بملف رفات محتجزي الاحتلال، أكد قاسم أن الحركة "تعهدت للوسطاء بإغلاق ملف جثامين محتجزي الاحتلال رغم الصعوبات". وأوضح أن هذه الصعوبات هائلة وتتمثل في "الدمار الكبير" الذي أحدثه الاحتلال، والذي "غيّر معالم غزة" بالكامل.
وشدد على أن "عدم وجود معدات ثقيلة لإزالة الركام" يمثل العائق الأبرز أمام جهود البحث والانتشال، مؤكداً أنه تم إيضاح هذا الموقف للوسطاء.
ولم يقتصر الأمر على التحديات اللوجستية، بل أشار قاسم إلى أن الاحتلال "تعمد في بداية الحرب قصف محتجزي الاحتلال والمربعات السكنية من حولهم"، مما زاد من تعقيد مهمة العثور على رفاتهم وانتشالها.
رسالة للوسطاء والرد على واشنطن: أكد الناطق باسم حماس أن الحركة تتواصل مع الوسطاء بشكل مستمر بشأن "استمرار خروقات الاحتلال الإسرائيلي"، وأن هناك "تواصل مستمر مع الجانب الأمريكي بشأن التجاوزات التي يتعمد الاحتلال القيام بها".
ودعا "كل الأطراف التي تريد استمرار الهدوء في هذه المنطقة" إلى "الضغط على الاحتلال لضمان تنفيذ التزاماته".
ورداً على الاتهامات الأمريكية الأخيرة، وصف قاسم تصريحات الخارجية الأمريكية بأنها "أكاذيب لا أساس لها من الصحة"، متهماً واشنطن بتبني "رواية الاحتلال المضللة".
وأكد أن "الاحتلال أسس للفوضى ولا يروق له رؤية الأمن في القطاع".
الأهداف المستقبلية والموقف الوطني:
اختتم قاسم تصريحاته بالتأكيد على الأهداف النهائية للحركة، قائلاً إنها تسعى حالياً "لوقف الحرب تماماً وانسحاب الاحتلال وتبادل الأسرى ودخول المساعدات".
وكشف في هذا الإطار أن الحركة بدأت اتصالات مع السلطة الفلسطينية وبقية الفصائل "لبلورة موقف وطني يتجاوز الملفات الشائكة"، مشدداً في رسالة سياسية واضحة على أنه "لا يمكن لأي جهة أو قوة في العالم إلغاء قوة سياسية بما في ذلك حماس".

0 تعليق