أفادت مصادر ميدانية، صباح الثلاثاء، بتجدد إطلاق النار المكثف من دبابات الاحتلال المتمركزة في المناطق الشرقية لمدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة.
وأوضح شهود أن دوي القصف المدفعي سمع بكثافة في المناطق الحدودية، ما أثار حالة رعب واسعة بين السكان المحليين، خصوصاً في الأحياء القريبة من الشريط الحدودي.
حركة المدنيين وتأثير القصف
ذكر الشهود أن حركة المدنيين في المناطق الشرقية أصبحت محدودة للغاية، حيث لجأ كثيرون إلى ملاجئ آمنة أو إلى منازلهم المحصنة تجنباً للتعرض للقصف.
كما أغلقت بعض المدارس والمؤسسات التعليمية أبوابها مؤقتاً. وأفادت المصادر أن القصف استمر على فترات متقطعة طوال الساعات الأولى من الصباح، ما يزيد من حالة التوتر والخوف بين السكان.
ويأتي هذا التصعيد بعد أيام قليلة من غارات جوية الاحتلالية استهدفت نفس المنطقة، في إطار عمليات تقول سلطات الاحتلال إنها تستهدف مواقع لحركة حماس، بينما يشير الفلسطينيون إلى أنها طالت مناطق مأهولة بالسكان.
تزامن ذلك مع مباحثات دولية وجهود أمريكية رفيعة المستوى لتثبيت وقف إطلاق النار وبدء ترتيبات إعادة الإعمار في القطاع، ما يضع ضغوطاً إضافية على جميع الأطراف للالتزام بالتهدئة.
تحركات الاحتلال واستنفار حماس
أشارت المصادر إلى أن دبابات الاحتلال على طول الحدود الشرقية لخانيونس أطلقت قذائفها بشكل متكرر، بالتزامن مع تحركات محدودة للمراقبين العسكريين الفلسطينيين، ما يؤكد ارتفاع مستوى الاستنفار الأمني في المنطقة.
و حذرت منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية من تصاعد الخطر على المدنيين، داعية السكان إلى توخي الحذر والابتعاد عن المناطق الحدودية واتباع التعليمات الأمنية الصادرة عن فرق الطوارئ المدنية.
وأكدت أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية جديدة، في وقت يحاول فيه المجتمع الدولي تثبيت الهدنة وإعادة الإعمار.
التأثير على التهدئة وإعادة الإعمار
بينما تركز الجهود الدبلوماسية على ضمان استمرار وقف إطلاق النار الهش، فإن الوقائع على الأرض تظهر أن أي خرق صغير يمكن أن يؤدي إلى تصعيد ميداني واسع.
وقد شهد الأسبوع الماضي حوادث مماثلة، تسببت بسقوط جرحى وخلق حالة من الذعر بين المدنيين رغم سريان التهدئة رسمياً.
وأكدت المصادر أن تكرار إطلاق النار من دبابات الاحتلال يعكس حالة ترقب واستعداد عسكري عالي، في ضوء تحركات حماس والفصائل الفلسطينية في القطاع، مع استمرار الضغط السياسي الدولي لتفادي أي تدهور أمني يعرقل جهود إعادة إعمار غزة.
الوضع الإنساني والسياسي
ويظل الوضع الإنساني هشاً للغاية، مع استمرار الخوف بين السكان وعدم وضوح الأفق السياسي، ما يجعل الحاجة إلى تهدئة مستدامة وإعادة بناء الثقة بين الأطراف ضرورة ملحة لضمان عدم تكرار التصعيد وحماية المدنيين والبنية الت
حتية الحيوية.
0 تعليق