إعلام عبري: حماس تشارك سرياً في مفاوضات تشكيل حكومة تكنوقراط في غزة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تقريرعبري: الحركة تؤثر "من خلف الستار" على اختيار الشخصيات الوزارية المقبلة

ذكرت هيئة البث العبرية (كان)، الثلاثاء، أن حركة حماس تشارك بشكل سري في المباحثات الجارية لتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة في الأراضي الفلسطينية، يُفترض أن تتولى إدارة قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة.

وأوضحت الهيئة العبرية أن مشاركة الحركة تجري "من خلف الستار"، في محاولة واضحة للتأثير على عملية اختيار الشخصيات التي ستشغل المناصب الوزارية في الحكومة المقترحة، رغم أن الإعلان الرسمي لهذه الحكومة يصفها بأنها مستقلة وذات طابع تقني بعيد عن أي انتماءات سياسية مباشرة.

ويأتي هذا التطور في سياق مساعي دولية وإقليمية لتثبيت الهدنة الهشة في قطاع غزة وإطلاق عملية إعادة الإعمار بعد سنوات من التوتر والنزاع المستمر بين الفصائل الفلسطينية و كيان الاحتلال.

ويهدف تشكيل حكومة تكنوقراط إلى ضمان إدارة القطاع بشكل إداري وتقني بحت، مع التركيز على الخدمات العامة وإعادة بناء البنية التحتية، بعيداً عن الخلافات السياسية التقليدية بين الفصائل.

وأشارت مصادر الاحتلال الإسرائيلي  إلى أن هذه الحكومة الجديدة ستكون مسؤولة عن مجموعة من الملفات الحساسة، بما في ذلك الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، إضافة إلى إدارة العلاقات مع الجهات الدولية المانحة، والتنسيق مع السلطات الفلسطينية في الضفة الغربية، رغم أن التحديات الأمنية والسياسية لا تزال قائمة.

وزعمت هيئة البث العبرية أن حماس، رغم إعلانها عدم مشاركتها رسمياً، تمارس تأثيراً غير مباشر على اختيار الوزراء والمستشارين، عبر وسطاء أو شخصيات مقربة من الحركة داخل القطاع.

ويعد أن الهدف من هذه المشاركة هو الحفاظ على بعض النفوذ السياسي والأمني للحركة، وضمان أن تتوافق سياسات الحكومة الجديدة مع مصالحها، خاصة في الملفات الأمنية والخدمات الأساسية.

وأكد التقرير أن هذه الخطوة تأتي بعد ضغوط محلية ودولية لإيجاد آلية لإدارة غزة بصورة مستقلة عن الصراعات الحزبية، بينما تظل حماس لاعباً أساسياً في أي ترتيبات مستقبلية بسبب قدرتها على التحكم في الواقع الأمني داخل القطاع.

وقد أثارت هذه الأنباء جدلاً واسعاً، إذ يرى محللون أن مشاركة حماس "من خلف الستار" قد تضعف مصداقية الحكومة الجديدة أمام المجتمع الدولي، لكنها في الوقت ذاته تُظهر قدرة الحركة على البقاء اللاعب الأقوى في غزة دون الظهور المباشر في السلطة التنفيذية.

وفي المقابل، أكدت بعض الجهات الدولية أن تشكيل حكومة تكنوقراط قد يكون فرصة لتقليل الاحتكاكات السياسية في القطاع، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية إلى المواطنين، شرط أن تكون الإدارة مستقلة وشفافة.

التحديات المستقبلية

ويواجه هذا التشكيل الحكومي المرتقب مجموعة من التحديات، أهمها:

ضمان استقلالية الحكومة عن أي تدخل سياسي خارجي أو محلي.

إعادة بناء الاقتصاد والبنية التحتية بعد سنوات من التدمير.

التعامل مع الملفات الإنسانية الملحة مثل الكهرباء والمياه والصحة.

التنسيق مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية دون أن يؤدي ذلك إلى صراعات سياسية جديدة.

ويرى مراقبون أن مشاركة حماس بطريقة سرية قد تكون ضرورية لضمان قبولها بأي ترتيبات جديدة، لكن أي كشف لهذه المشاركة قد يؤدي إلى توترات سياسية أو احتجاج شعبي داخل القطاع، خصوصاً بين القوى السياسية التي تطالب بحكومة مستقلة تماماً عن أي تأثير حزبي.

و يبقى الموقف الحالي في غزة هشاً، إذ يحاول المجتمع الدولي والإقليمي إيجاد حل تقني لإدارة القطاع، مع الأخذ بعين الاعتبار النفوذ الكبير لحركة حماس.

ويبدو أن الحكومة التكنوقراطية المرتقبة ستكون اختباراً حقيقياً لتوازن القوى بين الإدارة الفنية للأزمات الإنسانية والخدمات الأساسية، وبين النفوذ السياسي الخفي الذي تسعى حماس للحفاظ عليه "من خلف الستار".

0 تعليق