عاجل

إبراهيم نصر الله يفوز بجائزة "نيوستاد" الأدبية العالمية - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتبت بديعة زيدان:

 

أعلنت مجلة "الأدب العالمي اليوم" (World Literature Today)، عن فوز الروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله، بجائزة نيوستاد للأدب للعام 2026"، الدولية المرموقة، ليكون الفائز التاسع والعشرين بالجائزة، التي تنظمها جامعة أوكلاهوما والمجلة المُعلِنة.
وفي تصريح خاص بـ"الأيام"، عبّر نصر الله عن سعادته "بهذه المساحة التي تشرعها هذه الجائزة الكبيرة للسردية الفلسطينية اليوم، خاصة في زمن الإبادة، لوصول الصوت الفلسطيني إلى العالم على أكثر من مستوى: الإنساني والوطني والتاريخي والإبداعي، خاصة أن هذه الجائزة يتنافس عليها كل عام كتّاب كبار من مختلف أنحاء العالم، وبهذا فهي تؤكد المكانة الأدبية للنص العربي والنص الفلسطيني كجزء أساس من تاريخ الأدب وتطوره أيضاً".
وتُمنح جائزة "نيوستاد"، تقديراً للجدارة الأدبية المتميزة في الآداب على مستوى العالم، حسب الموقع الرسمي للجائزة، ليتحصل عليها صاحب المشروع الروائي "الملهاة الفلسطينية"، الذي يمتد ويتواصل منذ عقود، واشتمل على عديد الروايات الملحمية، وخاصة روايته "زمن الخيول البيضاء"، التي مثلته في المنافسة على الجائزة.
وأعلنت كاثي نيوستاد، ممثلة عن الجائزة والعائلة التي تحمل الجائزة اسمها، عن فوز نصر الله، خلال مهرجان "نيوستاد" الأدبي السنوي، لافتةً إلى أنه من المقرر تكريم الروائي الفلسطيني في الدورة القادمة من مهرجان الجائزة الأدبي، في خريف العام 2026، هو الذي اختير، قبل أربعة أشهر، ضمن القائمة النهائية للجائزة، ويتنافس عليها تسعة كُتّاب وروائيين وشعراء، وكان العربي الوحيد في القائمة لهذه الدورة.
بدروه أكد روبرت كون ديفيس أونديانو، المدير التنفيذي لمجلة "الأدب العالمي اليوم"، أن "فوز إبراهيم نصر الله بهذه الجائزة يمثل لحظة مهمة في إعادة المقاربة الغربية للثقافة الفلسطينية".
وعادة ما يُشار إلى الجائزة باسم "نوبل الأميركية" لكونها في عديد الحالات شكلت تمهيداً لاختيار الأكاديمية السويدية السنوي لجهة ترشيحات "نوبل للآداب"، بل والفائزين بها، علماً أن أي مؤلف حي يكتب من أي مكان في العالم مؤهل للحصول على جائزة نيوستاد.
تتألف لجنة التحكيم من مؤلفين عالميين مشهود لهم، ما يساعد في حماية الجائزة من الضغوط الخارجية من بائعي الكتب والناشرين وغيرهم ممن قد يكون لديهم مصلحة في التأثير على النتيجة.
وتم ترشيح نصر الله للجائزة، وقيمتها المادية 50 ألف دولار أميركي، من قبل شيرين ملحربي، وهي مؤلفة بريطانية فلسطينية ومن مواليد العام 1980، وحائزة على جوائز لروايات وسلسلة كتب للأطفال.
في بيان ترشيحها، قالت ملحربي إن "أعمال نصر الله الأدبية تشمل قضايا وموضوعات عالمية منسوجة في النضال الفلسطيني، ما يسمح للقراء بالتواصل بعمق مع فلسطين خارج الإطار الاستعماري"، مضيفة أن عمله "أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنظر إلى محنة الفلسطينيين"، وأنه "حان الوقت ليرى العالم فلسطين الحقيقية، بحيث يمكن لأعمال نصر الله أن تقدم هذا المنظور. تحظى جائزة نيوستاد باحترام كبير داخل المجتمع الأدبي لتقديرها للتميز".
ومثلت ملحربي نصر الله، الفائز الأول بالجائزة من كتّاب العربية، في لجنة التحكيم، بروايته "زمن الخيول البيضاء"، حيث يتم اختيار عمل مكتوب أو مترجم إلى الإنكليزية للكاتب لتمثيل مجمل أعماله، وهي الرواية التي ترجمتها نانسي روبرتس، وتتناول جذور القضية الفلسطينية على مدى 75 عاماً، منذ نهايات القرن التاسع عشر حتى عام النكبة.
وولد صاحب سلسلة "الشرفات" أيضاً، في العام 1954 في العاصمة الأردنية عمّان، حيث يقيم، لأبوين فلسطينيين اقتلعتهما العصابات الصهيونية من أرضهما في العام 1948، ونشأ في مخيم الوحدات للاجئين، وبدأ مسيرته المهنية كمعلّم في المملكة العربية السعودية.
ونصر الله روائي وشاعر ورسام ومصور غزير الإنتاج، ونشر أكثر من أربعين عملاً، بما في ذلك روايات تشكل جزءاً من سلسلاته الشهيرة، وتُرجمت كتاباته، المتجذرة بعمق في موضوعات المنفى والهوية والمقاومة، إلى لغات متعددة، ما أكسبه شهرة دولية كواحد من أهم الأصوات في الأدب العربي المعاصر.
وسبق لنصر الله أن فاز بعدد من الجوائز، من بينها: الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، وجائزة كتارا (مرتين)، والجائزة العالمية للشعر في تركيا، وغيرها.
وكان الشاعر الفلسطيني غسان زقطان، من أوائل المعقبيّن على نبأ فوز نصر الله بالجائزة، بل المُعلنين عنه عربيّاً، مؤكداً في منشور له على صفحته في "فيسبوك": هذا تقدير كبير لمشروع إبراهيم نصر الله الابداعي، واعتراف بقوة حضور الثقافة الفلسطينية في الأدب العالمي".

 

0 تعليق