أفيغدور ليبرمان: ترمب صديق عزيز لكن يجب أن نمتلك القدرة على قول لا والدفاع عن مصالحنا - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أوضح ليبرمان أن العلاقة القوية مع واشنطن "لا تعني الخضوع الكامل للرؤى الأمريكية، خاصة في قضايا الأمن والحدود"

أكد رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يعد "صديقا عزيزا" للاحتلال، لكنه شدد على ضرورة امتلاك القيادة في القدس المحتلة القدرة على قول "لا" لواشنطن في بعض الأحيان، وذلك بهدف الدفاع عن المصالح الوطنية الحيوية.

ويأتي هذا التصريح في وقت حساس، يتزامن مع تصاعد التوترات الدبلوماسية حول خطط الإدارة الأمريكية الجديدة المتعلقة بالضفة الغربية.

تتمتع العلاقات بين ليبرمان وترمب بتاريخ طويل ومعقد يمتد إلى فترة ولاية ترمب الأولى.

 فقد شغل ليبرمان منصب وزير حرب الاحتلال بين عامي 2016 و2018، وهي فترة شهدت تقاربا كبيرا بين الحليفين.


وأشاد ليبرمان آنذاك بقرارات ترمب التاريخية، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في مايو 2018، والاعتراف بسيادة الاحتلال على الجولان السوري المحتل في مارس 2019.

ومع ذلك، لم تخل العلاقة من خلافات جوهرية؛ ففي أبريل 2018، انتقد ليبرمان علنا ترمب لعدم استشارة الاحتلال قبل الإعلان عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، قائلا إن "الدولة ستضطر إلى العمل وحدها ضد أعدائها".

 وتفاقم التوتر في نوفمبر 2018، عندما استقال ليبرمان من منصبه كوزير حرب، احتجاجا على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي وصفه بـ"الاستسلام للإرهاب".

 وكشف إعلام عبري في يناير 2019، أن ليبرمان كان قد أفشى تفاصيل خطة ترمب للسلام (صفقة القرن) لمسؤولين فلسطينيين قبل استقالته.

جاءت تصريحات ليبرمان الأخيرة خلال مقابلة تلفزيونية، اليوم الأربعاء، مع "إعلام عبري"، في ظل إدارة ترمب الثانية التي بدأت في يناير 2025.

وأوضح ليبرمان أن العلاقة القوية مع واشنطن "لا تعني الخضوع الكامل للرؤى الأمريكية، خاصة في قضايا الأمن والحدود".

وقال: "ترمب صديق عزيز، لكن يجب أن نكون قادرين على قول 'لا' عندما يتعارض ذلك مع مصالحنا، كما حدث في بعض القرارات السابقة حول سوريا والضفة الغربية".

وأضاف أن "إسرائيل" يجب أن يركز على تعزيز السيطرة الأمنية دون "الاعتماد المطلق" على الدعم الأمريكي، مشيرا إلى أن "الاعتماد الكامل يضعف استقلاليتنا".

ويأتي هذا الموقف في سياق الخطة الجديدة التي أعلنتها إدارة ترمب في سبتمبر 2025 لـ"التوسع الآمن" في الضفة الغربية، والتي تتطلب تجميد البناء في المستوطنات المعزولة مقابل اعتراف أمريكي بالكتل الاستيطانية الرئيسية.

 ورغم أن ليبرمان نفسه كان قد اقترح صفقة مشابهة عام 2016، إلا أنه يحذر الآن من أن أي تنازل يجب أن يكون محسوبا بعناية.

أثارت تصريحات ليبرمان جدلا داخل الائتلاف الحاكم، حيث اعتبرها مسؤولون مقربون من نتنياهو "إشارة إلى خلافات محتملة" قد تعرقل التنسيق مع واشنطن.

 ويأتي هذا في وقت يواجه فيه الاحتلال ضغوطا أمريكية لكبح التصعيد في الضفة الغربية، بعد أحداث دامية في يوليو الماضي.

ينظر إلى ليبرمان، البالغ من العمر 67 عاما، كمرشح قوي لخلافة نتنياهو، خاصة مع صعوده في استطلاعات الرأي (وفقا لإعلام عبري في يونيو 2024) كمعارض يميني صلب.

 ويهدف تصريحه الأخير إلى تعزيز موقفه كزعيم مستقل، قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة في 2026.

 وهو يكرر موقفه الذي صرح به عام 2018: "لا يهمني دولة فلسطينية، ما يهمني هو الدولة اليهودية".

يبرز موقف ليبرمان التوازن الدقيق الذي يسعى إليه اليمين في الاحتلال: الاستفادة من الدعم الأمريكي غير المسبوق، الذي شمل صفقات أسلحة جديدة بقيمة 8 مليارات دولار في فبراير 2025، مع الحفاظ على استقلالية القرار في القضايا الأمنية الجوهرية.

0 تعليق