أعلنت أمانة عمان الكبرى، بالتعاون الوثيق مع إدارة السير ، عن بدء تنفيذ حملة ميدانية شاملة تهدف إلى إعادة هيكلة ثقافة الاصطفاف في العاصمة، في خطوة وصفت بالضرورية لتعزيز الانسيابية المرورية ومعالجة إحدى أكبر المشكلات المؤرقة للمواطنين: الاختناقات المرورية الناتجة عن الوقوف العشوائي.
وتتضمن الحملة، التي تأتي كجزء من جهود مكثفة لتنظيم حركة المرور، إجراءات واضحة تتمثل في طلاء كندرين الأرصفة باللونين "الأبيض والأحمر"، ورسم خطوط حمراء على جوانب الشوارع في مواقع حيوية ومختارة بعناية، بالإضافة إلى تعزيز الشواخص المرورية التي تمنع الوقوف والتوقف بشكل قاطع في تلك المواقع.
من الفوضى إلى الانسيابية
تتركز أهداف الحملة، بحسب بيان الأمانة، على محورين رئيسيين: السلامة المرورية والانسيابية.
أولا، تعزيز السلامة المرورية عبر تحديد صارم للمناطق التي يمنع فيها الوقوف والتوقف، والتي غالبا ما تشكل خطرا على المشاة أو تحجب الرؤية عند التقاطعات. وتشمل هذه المواقع بشكل خاص محيط المستشفيات، والمدارس، والمرافق العامة.
ويعد الاصطفاف العشوائي، وخاصة المزدوج، أمام هذه المرافق أحد الأسباب الرئيسية للشلل المروري الذي تشهده العاصمة يوميا. ففي محيط المستشفيات، يمكن أن يؤدي وقوف مركبة واحدة بشكل خاطئ إلى إعاقة وصول سيارات الإسعاف أو حالات الطوارئ. أما أمام المدارس، فتتحول الشوارع مرتين يوميا إلى ساحات للفوضى المرورية التي تهدد سلامة الطلاب وتتسبب في اختناقات تمتد لعدة كيلومترات.
ثانيا، تحسين انسيابية السير والحد من الازدحامات. تعمل الأمانة وإدارة السير من خلال هذه الحملة على "تحرير" المسارب المغلقة بفعل الاصطفاف غير القانوني. ففي العديد من شوارع عمان الرئيسية، يتقلص الشارع ذو المسربين أو الثلاثة إلى مسرب واحد فعلي بسبب استخدام المسرب الأيمن "كموقف دائم" من قبل بعض السائقين، مما يخلق عنق زجاجة مصطنعا ويضاعف من أزمنة الرحلات.
العين الإلكترونية: لا تهاون مع المخالفات
الجانب الأبرز في هذه الحملة هو آلية الإنفاذ. فبعيدا عن الرقابة البشرية التقليدية، أكدت الأمانة أن الوقوف أو التوقف بجانب الأرصفة المطلية باللونين الأبيض والأحمر، أو على طول الخطوط الحمراء المرسومة حديثا، سيتم رصده "إلكترونيا".
ويعد هذا التحول نحو الرقابة الآلية عبر كاميرات المراقبة المنتشرة في مختلف المواقع، نقلة نوعية في التعامل مع هذه المخالفة.
ففي السابق، كان السائقون يعتمدون على غياب رقيب السير لارتكاب المخالفة. أما الآن، فإن الكاميرات ستعمل على مدار الساعة، مما يعني أن المخالفة ستسجل بشكل فوري وآلي، وهو ما يرفع من مستوى الردع بشكل كبير.
وشددت الأمانة على أن هذا السلوك يعد "مخالفة مرورية صريحة"، ودعت، إلى جانب إدارة السير، جميع السائقين إلى الالتزام المطلق بتعليمات الوقوف والتوقف، والانتباه إلى الشواخص المرورية المحدثة والألوان الأرضية، لتجنب تسجيل المخالفات وتحمل الغرامات المالية المترتبة عليها.

0 تعليق