أظهرت بيانات الأسعار الحية، صباح الجمعة، تراجعا ملحوظا في أسعار عقود الفضة الآجلة لتسليم ديسمبر 2025، وسط ضغوط بيع من قبل المستثمرين والمضاربين في الأسواق العالمية.
وأفادت البيانات بأن العقود المقومة بالدولار الأمريكي فقدت 0.452 دولارا من قيمتها، أي ما يعادل 0.93% من السعر، لتصل إلى 48.253 دولارا، وهو مستوى قريب من الحد الأدنى اليومي المسجل عند 48.048 دولارا.
أسباب تراجع أسعار الفضة الجمعة
أشار محللون إلى أن هذا الانخفاض يأتي بعد موجة صعود متواصلة خلال الفترة الماضية، حيث عمد المستثمرون إلى جني الأرباح، ما أدى إلى زيادة ضغوط البيع في السوق.
كما تأثرت الأسعار بتقلبات الدولار الأمريكي، حيث يؤدي ارتفاعه إلى تراجع أسعار المعادن المقومة بالدولار، بما في ذلك الفضة، نظرا لتأثيره المباشر على القدرة الشرائية للمستثمرين.
كما يعتقد أن تحركات السوق تتأثر ببيانات التضخم العالمية وتوقعات السياسة النقدية الأمريكية، إذ أن أي تلميح من الاحتياطي الفيدرالي بشأن رفع الفائدة يؤدي إلى تقلبات إضافية في أسعار الفضة والعقود المستقبلية المرتبطة بها.
نطاق التداول اليومي والسنوي للعقود
بلغت أعلى مستويات التداول اليومي للعقود حتى لحظة إعداد التقرير 48.760 دولارا، بينما سجل الحد الأدنى اليومي 48.048 دولارا، وهو نطاق محدود يعكس حالة الترقب في الأسواق.
وعلى صعيد الأداء السنوي، تبين أن أسعار الفضة تتداول ضمن نطاق مرتفع على مدار العام (مدى 52 أسبوعا)، حيث سجل الحد الأدنى 27.545 دولارا، في حين وصل الحد الأعلى السنوي إلى 53.765 دولارا.
ويعكس هذا النطاق استمرار الطلب على الفضة كأصل تحوط ومخزن للقيمة ضمن الأسواق العالمية.
توقعات المحللين وتحركات السوق القادمة
يؤكد خبراء السوق أن الانخفاض الحالي يمثل تصحيحا طبيعيا داخل الاتجاه الصعودي العام، مع توقع استمرار التذبذب خلال الأيام المقبلة، نتيجة تفاعل الأسعار مع البيانات الاقتصادية العالمية ومستوى الطلب في الأسواق الفعلية والمضاربات المالية.
ويتابع المستثمرون عن كثب مستويات الدعم والمقاومة، حيث يعتبر مستوى 48 دولارا حاجزا نفسيا مهما قد يؤثر على حركة التداول القصيرة، بينما يمثل الحد الأعلى اليومي عند 48.760 دولارا سقفا قد يشهد مقاومة قبل أي محاولات للارتفاع.
دور عقود الفضة الآجلة في الأسواق المالية
تعتبر عقود الفضة الآجلة مؤشرا أساسيا لحركة المعادن الثمينة، ويستفيد منها المتداولون والمؤسسات في التحوط ضد المخاطر الاقتصادية وتقلبات العملات والأسواق العالمية.
كما أن العقود الآجلة توفر للمستثمرين منصة لتقدير الاتجاهات المستقبلية للفضة، سواء على المدى القصير أو الطويل، مع مراعاة المؤشرات الاقتصادية والتغيرات في السياسات النقدية العالمية.
وبحسب تحليلات الخبراء، فإن حركة أسعار الفضة ستستمر في التأثر بمزيج من العوامل الفنية والاقتصادية، بما في ذلك التوقعات المتعلقة بالطلب الصناعي على الفضة، واستثمارات صناديق المؤشرات والصناديق المتداولة، وتقلبات الدولار الأمريكي، والسياسات النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
الأسواق تتوقع تذبذبات قصيرة
في المجمل، يتوقع أن تستمر عقود الفضة الآجلة في التداول حول مستوياتها الحالية اليوم الجمعة، مع احتمالية تسجيل تصحيحات طفيفة صعودا أو هبوطا، وفقا للمعطيات الاقتصادية والطلب الفعلي من الأسواق العالمية.
ويظل التركيز منصبا على متابعة مستويات الدعم والمقاومة اليومية والسنوية، حيث تمثل هذه المستويات مؤشرا حيويا لاتجاه الأسعار في اليوم والجلسات القادمة.

0 تعليق