غزة - "الأيام": يواجه سكان محافظتي غزة والشمال أزمة خبز وطحين خانقة، تتمثل في عدم توفر الطحين وشح شديد في إمدادات الخبز، رغم مرور نحو أسبوعين على إعلان وقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وعودة عشرات المخابز للعمل، بتمويل ودعم من برنامج الأغذية العالمي.
ويضطر المواطنون في المحافظتين المدمرتين لقضاء ساعات طويلة يومياً بحثاً عن الطحين، الذي ارتفع سعره مؤخراً بشكل نسبي، كما يجدون صعوبة في الحصول على الخبز المعد من قبل المخابز المجتمعية.
وحتى في السوق السوداء، التي يباع فيها الخبز بأسعار مرتفعة، لا يجدونه بعد ساعات الصباح الأولى، ما يدفعهم الى خيارات أكثر قسوة على النساء، كإعداد الخبز بما تيسر من مواد غذائية بديلة.
وفي الوقت الذي يتوفر الخبز بوفرة في محافظتي خان يونس والوسطى، يحرم سكان محافظتي غزة والشمال، ومعظمهم فقدوا منازلهم، من الحد الأدنى منه.
وفي حين تباع سعر ربطة الخبز التقليدية في جنوب القطاع المدعومة من قبل برنامج الأغذية العالمي بثلاثة شواكل، يضطر مواطنو الشمال لشرائها بعشرة شواكل وأكثر من السوق السوداء، رغم عمل بعض المخابز في المحافظتين.
ولا يجد المواطنون تفسيراً لهذه الأزمة، ويعتبرونها مفتعلة من قبل تجار وأصحاب مصالح، وعدم اهتمام المؤسسات الدولية والأممية والمحلية المانحة بأحوال المواطنين في المحافظتين، المنشغلين حالياً بالعودة من رحلة النزوح.
واضطر المواطن جميل معروف الى الذهاب لمدينة دير البلح، وسط القطاع، لشراء الطحين، بعد أيام من عجزه عن توفيره في مدينة غزة، رغم قضائه وقتاً طويلاً في البحث عنه في كافة أرجاء المدينة.
وقال معروف لـ"الأيام": تذكرنا الأزمة الحالية بالمجاعة المميتة التي تعرضت لها المحافظة خلال الأشهر التي سبقت وقف إطلاق النار.
وتساءل عن عدم توفر الخبز والطحين رغم إعلان المؤسسات الأممية المختلفة عن تشغيل عشرات المخابز الآلية في مختلف أنحاء القطاع، فضلاً عن إدخال كميات كبيرة من الطحين سواء للمؤسسات أو للتجار.
أما المواطن علاء حبوب، فقضى خمس ساعات بحثاً عن الطحين قبل أن يعثر على عشرة كيلو غرامات بسعر مضاعف للسعر الطبيعي.
وقال حبوب: لم أتوقع بعد وقف إطلاق النار وعودة المخابز المدعومة من المؤسسات الأممية والدولية أن أجد صعوبات بالغة في توفير الخبز والطحين، معرباً عن قلقه من عدم حل الأزمة حتى اللحظة.
ويخشى المواطنون في المحافظتين من تجدد أزمة المجاعة، التي نشأت بشكل أساسي بعد نفاد الطحين من الأسواق والمنازل، بعد منع الاحتلال إدخاله منذ مطلع شهر آذار الماضي ولمدة خمسة أشهر متتالية، حيث ارتفع سعر الكيلو الواحد إلى أكثر من 150 شيكلاً.
ويعزو مسؤولون في مؤسسات إغاثية استمرار الأزمة في شمال غزة إلى رفض الاحتلال زيادة عدد شاحنات المساعدات، ومن ضمنها الطحين، إضافة إلى عدم تشغيل الكثير من المخابز على غرار محافظة الوسطى، وكذلك تركيز العمل الإغاثي والتجاري على مدينة دير البلح، التي لا تزال تحتضن عدداً كبيراً من النازحين، وسهولة التحرك فيها على عكس محافظتي غزة والشمال المدمرتين بشكل شبه كامل.
ويرى هؤلاء خلال أحاديث منفصلة مع "الأيام" أن حل الأزمة بشكل جذري، يتطلب تدخلاً دولياً فاعلاً للضغط على الاحتلال لفتح المعابر وإدخال المساعدات، وبشكل خاص الطحين بكميات كبيرة تكفي وتسد حاجة سكان القطاع دون نقصان.
ويرفض الاحتلال، حتى اللحظة، الالتزام بإدخال 600 شاحنة من المساعدات يومياً، كما جاء في خطة ترامب القاضية بوقف العدوان على قطاع غزة، والتي أفضت إلى التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار، قبل نحو أسبوعين.

0 تعليق