Published On 24/10/202524/10/2025
|آخر تحديث: 13:48 (توقيت مكة)آخر تحديث: 13:48 (توقيت مكة)
طلبت وزارة العدل في مدغشقر من الشرطة الدولية (الإنتربول) إصدار "نشرة حمراء" بحق رجل الأعمال النافذ مامي رافاتومانغا المقرب من الرئيس المخلوع أندري راجولينا، والمتهم بالضلوع في فضيحة تهريب طائرات "بوينغ 777" إلى إيران، في واحدة من أكبر القضايا التي تهز الدولة منذ سقوط النظام.
ووفق وثائق رسمية اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، يواجه رافاتومانغا (56 عاما) اتهامات بـ"غسل أموال" وتورط مباشر في عملية نقل غير قانونية لـ5 طائرات "بوينغ 777" إلى شركة "ماهان إير" الإيرانية الخاضعة لعقوبات أميركية.
وقد فر الرجل -الذي كان ضمن قائمة "فوربس" لأكبر 10 أثرياء في مدغشقر عام 2017- إلى جزيرة موريشيوس المجاورة حيث جُمدت أصوله، في حين أصدرت السلطات في أنتاناناريفو مذكرة توقيف بحقه منتصف أكتوبر/تشرين الأول بعيد استيلاء الجيش على السلطة.
وكانت القضية قد تفجرت بعد أن حصلت "ماهان إير" على شهادات تسجيل مؤقتة للطائرات من هيئة الطيران المدني في مدغشقر.
لكن الهيئة نفسها سارعت لاحقا إلى التبرؤ من العملية، متحدثة عن "تزوير" و"تعديل غير قانوني" لتمديد صلاحية الوثائق.
وكشفت التحقيقات شبكة تضم مسؤولين بارزين، بينهم وزير النقل المقال فاليري رامونجافيلو والمدير العام لهيئة الطيران المدني، إلى جانب رافاتومانغا الذي وُصف بأنه "العقل المدبر" خلف الوزير.
رشاوى بملايين اليوروات
وأكد أحد الموقوفين -ويدعى سينغ خوشويندر- خلال استجوابه أن ممثلين عن "ماهان إير" دفعوا مليون يورو إلى كل من وزير النقل والمدير العام لهيئة الطيران المدني مقابل تسهيل تمرير الصفقة.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) شارك في استجواب بعض المشتبه بهم، في ظل حساسية الملف المرتبط بالعقوبات الأميركية على إيران.
إمبراطورية اقتصادية مثيرة للجدل
يذكر أن رافاتومانغا المعروف أيضا باسمه الكامل مامينيانا رافاتومانغا يملك مجموعة "سوديات" العملاقة التي تمتد أنشطتها من تصدير الفانيليا والليتشي إلى قطاعات السيارات والطيران والأمن الخاص والإعلام والبناء والصحة والعقارات والسياحة.
إعلان
لكن هذه الإمبراطورية الاقتصادية تحولت في الأسابيع الأخيرة إلى رمز لغضب الشارع، إذ يتهمه المحتجون بـ"احتكار الثروات" و"الهيمنة على مفاصل الاقتصاد" بفضل قربه من الرئيس المخلوع راجولينا.
وقد عجّلت الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت مدغشقر وانضمام وحدة عسكرية إلى صفوف المتظاهرين بسقوط راجولينا وفراره مع عدد من المقربين منه، ومعه وجد رافاتومانغا نفسه في قلب العاصفة مطاردا من القضاء المحلي ومطلوبا دوليا.

0 تعليق