بسبب 200 دولار.. ألاباما الأمريكية تعدم رجلاً بغاز النيتروجين في ثاني استخدام لهذه الطريقة المثيرة للجدل - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أشار محامو بويد خلال مراحل التقاضي الطويلة إلى وجود تفاوت في الأحكام

أعلنت السلطات الأمريكية في ولاية ألاباما عن تنفيذ حكم الإعدام بحق السجين أنتوني بويد (54 عاما)، الذي أدين بالمساعدة في جريمة قتل مروعة عام 1993 راح ضحيتها رجل تم حرقه حيا بسبب دين مخدرات لا يتجاوز 200 دولار.

وأعلن عن وفاة بويد في الساعة 6:33 مساء في مرفق ويليام سي هولمان الإصلاحي، باستخدام غاز النيتروجين، وهي طريقة إعدام جديدة ومثيرة للجدل لم تستخدم سوى مرة واحدة سابقة.

جريمة "200 دولار"

تعود جذور القضية إلى عام 1993، في مقاطعة تالاديغا بولاية ألاباما. أدين أنتوني بويد، الذي كان يبلغ من العمر 19 عاما آنذاك، بالمشاركة في جريمة قتل غريغوري هوغولي.


ووفقا لسجلات المحكمة وتصريحات المدعين العامين، فإن الدافع وراء الجريمة كان فشل هوغولي في دفع مبلغ 200 دولار، قيمة كمية صغيرة من مخدر الكوكايين. وقد تم إشعال النيران في الضحية وهو داخل سيارته، مما أدى إلى وفاته حرقا.

ورغم بشاعة الجريمة، أشار محامو بويد خلال مراحل التقاضي الطويلة إلى وجود تفاوت في الأحكام، حيث حصل متهمون آخرون في نفس القضية على عقوبات أخف، بينما حكم على بويد بالإعدام.

ثاني إعدام بالنيتروجين في التاريخ

تعد عملية إعدام بويد هي المرة الثانية فقط في تاريخ الولايات المتحدة (والعالم) التي يتم فيها استخدام طريقة "الاختناق بالنيتروجين"

وكانت ولاية ألاباما هي أول من استخدم هذه الطريقة في يناير 2024 لإعدام سجين آخر، كينيث سميث، في خطوة أثارت تنديدا دوليا واسعا.

وتعتمد هذه الطريقة على تثبيت قناع غاز محكم على وجه السجين، يتم من خلاله ضخ غاز النيتروجين النقي، ليحل تدريجيا محل الأكسجين في الهواء القابل للتنفس.

وتؤدي هذه العملية إلى الوفاة بسبب نقص الأكسجة، أو ما يعرف بـ"الاختناق بالنيتروجين".

جدل قانوني وحقوقي تعتبر طريقة الإعدام بغاز النيتروجين "مثيرة للجدل" إلى حد كبير. فمنذ إعلان ألاباما عن اعتمادها كبديل لعمليات الحقن المميتة (التي واجهت صعوبات لوجستية في تأمين الأدوية)، والمنظمات الحقوقية والأمم المتحدة تصفها بأنها "قاسية" و"غير إنسانية" وقد ترقى إلى مستوى "التعذيب" أو "التجربة البشرية".

ووفقا لشبكة "سي بي إس نيوز"، أكد فريق محامي بويد على "عدم دستورية" طريقة الإعدام هذه، مجادلين بأنها "على درجة عالية من القسوة" وتنتهك التعديل الثامن للدستور الأمريكي الذي يمنع العقوبات القاسية وغير الاعتيادية.

وفي محاولات قانونية أخيرة لوقف تنفيذ الحكم، كان بويد قد طلب في وقت سابق من هذا العام أن يتم إعدامه إما "رميا بالرصاص" أو "شنقا"، مجادلا بأن هاتين الطريقتين، رغم قسوتهما، أقل قسوة وألما من الموت اختناقا بالنيتروجين.

يأتي تنفيذ هذا الحكم ليصب الزيت على النار في النقاش الدائر حول أخلاقيات وفعالية عقوبة الإعدام في الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بابتكار طرق جديدة لتنفيذها.

ففي حين تدافع سلطات ألاباما عن النيتروجين كبديل "إنساني" للحقن المميتة الفاشلة، يرى المنتقدون أنها مجرد وسيلة جديدة لإخفاء عملية اختناق مؤلمة، مما يضمن استمرار الجدل القانوني والحقوقي حول هذه الممارسة.

0 تعليق