في جراحة نادرة.. فريق طبي مصري بالإسكندرية يستخرج مقذوفاً قرب الشريان الأورطي لمصاب من غزة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أكدت الوزارة أن الفرق الطبية المصرية أجرت قرابة 3000 عملية جراحية عالية التعقيد ومتعددة التخصصات للمصابين

في إنجاز طبي يعكس مدى تطور القدرات الجراحية المصرية، نجح فريق طبي متخصص بمستشفيات جامعة الإسكندرية في إجراء جراحة دقيقة ونادرة، تمكن خلالها من إنقاذ حياة مصاب فلسطيني من قطاع غزة.

وتمثلت العملية، التي وصفت بـ"بالغة الخطورة"، في استخراج مقذوف ناري كان قد استقر في القفص الصدري على مقربة شديدة من الشريان الأورطي.

دعم مصري مستمر للمصابين الفلسطينيين 

يأتي هذا النجاح الجراحي في سياق الجهود المصرية المستمرة لاستقبال وعلاج الجرحى والمصابين الفلسطينيين جراء العدوان على قطاع غزة.

ووفقا لأحدث إحصائيات وزارة الصحة المصرية، استقبلت مصر منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى اليوم 7277 حالة من الجرحى والمصابين، يرافقهم 1551 شخصا.

وقد تم توزيع هذه الحالات على 300 مستشفى مجهز في 24 محافظة، في عملية لوجستية ضخمة شاركت فيها 150 سيارة إسعاف مجهزة.


وأكدت الوزارة أن الفرق الطبية المصرية أجرت قرابة 3000 عملية جراحية عالية التعقيد ومتعددة التخصصات للمصابين، بمعدلات نجاح تعد من بين الأعلى عالميا.

جراحة بالغة الخطورة

أوضح الدكتور تامر عبد الله، عميد كلية الطب بجامعة الإسكندرية ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، أن فريقا من أطباء قسم جراحة القلب والصدر والتخدير، بمعاونة الفرق الطبية المساندة، هم من تولوا هذه الحالة المعقدة. 

وأشار إلى أن المريض، وهو أحد المصابين القادمين من قطاع غزة، كان قد تعرض لإصابة بطلق ناري منذ فترة، استقر المقذوف على إثرها داخل تجويف القفص الصدري.

وأكد "عبد الله" أن خطورة الحالة تكمن في موقع المقذوف، حيث كان مستقرا "قرب الشريان الأورطي"، وهو، كما أوضح البيان، "أكبر وأهم شرايين الجسم والمسؤول عن تغذية جميع الأعضاء الحيوية".

وأضاف أنه على الرغم من دقة الحالة وتعقيدها الشديد، نجح الفريق الطبي في استخراج المقذوف بأمان، بعد عملية جراحية استمرت لعدة ساعات داخل المستشفى الجامعي الجديد. 

وأكد أن المريض خضع بعدها للرعاية الطبية اللازمة، وأن حالته الصحية "مستقرة حاليا وتخضع للمتابعة الدقيقة" من الفريق المختص.

إنجاز طبي ورسالة إنسانية 

من جانبه، أكد الدكتور عبد العزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، أن "نجاح هذه الجراحة يجسد الكفاءة العالية للفريق الطبي بالمستشفيات الجامعية". 

ولفت إلى أن الجامعة "تولي اهتماما بالغا بدعم القضايا الإنسانية وبتقديم الرعاية الصحية المتكاملة للأشقاء العرب". 

وأشار إلى أن هذه الجهود تأتي "تنفيذا لتوجيهات الدولة المصرية في مساندة المصابين من قطاع غزة وتوفير أفضل سبل العلاج لهم داخل المستشفيات الجامعية".

الصحة: دليل على تفوق الكوادر المصرية ، وصف المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية، الدكتور حسام عبد الغفار، هذا النجاح بأنه "إنجاز طبي استثنائي".

 واعتبره "دليلا قاطعا على تفوق الكوادر الطبية المصرية في التعامل مع أعلى درجات التعقيد الجراحي".

وأكد "عبد الغفار" أن عملية جراحية بهذا الحجم، لاستخراج مقذوف مستقر بالقرب من الشريان الأورطي، "تتطلب دقة متناهية، وتنسيقا تاما بين تخصصات الجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية، والتخدير، والأشعة، والرعاية المركزة".

وأوضح أن هذا النجاح "لم يكن وليد الصدفة"، بل هو نتاج منظومة متكاملة تشمل "أطباء وجراحين مدربين على أحدث البروتوكولات العالمية، مع خبرات متراكمة".

وأشار إلى دور "توافر أجهزة تصوير ثلاثي الأبعاد، وغرف عمليات مجهزة بتقنيات الملاحة الجراحية، وأنظمة دعم الحياة المتقدمة"، بالإضافة إلى وجود نظام صحي مرن وقادر على الاستجابة السريعة للحالات الإنسانية العاجلة من فلسطين.

واختتم "عبد الغفار" تصريحاته بالتأكيد على أن هذا الإنجاز "ليس مجرد نجاح طبي، بل هو رسالة إنسانية قوية تعكس التزام مصر بدورها الريادي في تقديم الدعم الطبي للشعب الفلسطيني في أصعب الظروف"، ويؤكد مكانة مصر "كمركز إقليمي للتميز الطبي في المنطقة".

0 تعليق