واصلت عقود الفضة الآجلة تسليم ديسمبر 2025 تداولاتها عند مستويات مرتفعة، مسجلة ارتفاعا طفيفا خلال تعاملات الثلاثاء ليبلغ سعر التسوية 46.835 دولار للأونصة، بزيادة قدرها 0.13% أو 0.061 دولار مقارنة بالجلسة السابقة.
وتشير البيانات إلى أن الأسعار لا تزال تتحرك بالقرب من المستوى النفسي المهم عند 47 دولارا، في مؤشر على ثقة المستثمرين والصناعيين على حد سواء في المعدن الأبيض.
ويأتي هذا الأداء في ظل نطاق سعري سنوي واسع للفضة، حيث بلغ أعلى مستوى خلال 52 أسبوعا 53.765 دولار، فيما سجل أدنى مستوى 27.545 دولار، ما يعكس اتجاها صعوديا قويا خلال العام، واستمرار التفاؤل تجاه الطلب المستقبلي على المعدن سواء في التطبيقات الصناعية أو كأصل للتحوط المالي.
شهدت عقود الفضة الآجلة اليوم تذبذبا محدودا بين 46.670 دولار و47.215 دولار، في تداولات اتسمت بالاستقرار النسبي وسط حركة سوقية هادئة.
ويمثل السعر الحالي أعلى مستويات الثلث الأعلى من النطاق السنوي، ما يعكس توقعات قوية بأن الطلب على الفضة سيستمر في الارتفاع خلال الأشهر القادمة.
ويعزى هذا الاتجاه إلى عوامل متعددة، أبرزها الدور الصناعي الحيوي للفضة في قطاعات التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة.
فالفضة تستخدم بشكل مكثف في تصنيع الألواح الشمسية، المركبات الكهربائية، والبطاريات المتقدمة، ما يجعلها عنصرا لا غنى عنه في سلسلة التوريد العالمية للطاقة النظيفة.
إلى جانب ذلك، لا تزال الفضة تحتفظ بجاذبيتها الاستثمارية، حيث يعتبرها المستثمرون "ذهب الفقراء" أو أداة تحوط من التضخم بتكلفة أقل مقارنة بالذهب.
ويرى المحللون أن هذه الميزة تجعل الفضة خيارا جذابا للمتداولين الذين يسعون لموازنة محافظهم الاستثمارية بين المعادن النفيسة والأسهم والسندات.
يرى خبراء السوق أن تداول عقود ديسمبر 2025 عند هذه المستويات يعكس تسعيرا مبكرا لمخاطر تضخمية مستمرة في الاقتصاد العالمي، فضلا عن تراجع محتمل لقيمة الدولار على المدى المتوسط.
وقال "مايكل ريد"، محلل أسواق السلع، إن "ارتفاع الأسعار عند مستويات تاريخية نسبيا يعكس توقع المستثمرين باستمرار الطلب الصناعي القوي، إضافة إلى استخدام الفضة كأداة للتحوط ضد أي اضطرابات اقتصادية أو مالية".
وأضاف "جيمس لوكاس"، خبير المعادن النفيسة، أن "الفضة تستفيد من عاملين متزامنين: زيادة الطلب الصناعي واستمرار الضغوط التضخمية التي تجعلها أداة مثالية للحفاظ على القيمة، خصوصا في فترات التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية".
كما أشار محللون فنيون إلى أن مستوى 46.800–47 دولار يمثل نقطة دعم نفسية وفنية مهمة، طالما بقي السعر فوقها فإن الاتجاه الصاعد طويل الأمد يظل قائما.
أي انخفاض تحت هذا المستوى قد يؤدي إلى تصحيح محدود أو جني أرباح، لكنه لن يغير الاتجاه العام الذي يظهر من خلال النطاق السنوي الواسع والمتصاعد.
يتوقع المحللون أن يستمر تداول عقود ديسمبر 2025 ضمن نطاق مرتفع نسبيا، مدعوما بزيادة الطلب الصناعي والتوجهات الاستثمارية نحو المعادن الثمينة، بينما ستبقى الأحداث الاقتصادية العالمية، مثل قرارات البنوك المركزية ومستوى التضخم وارتفاع أسعار الطاقة، عوامل مؤثرة في تحديد الزخم المستقبلي للفضة.
ويشير التوجه الحالي إلى إمكانية إعادة اختبار أعلى مستوى للفضة خلال 52 أسبوعا عند 53.765 دولار إذا استمر الطلب الصناعي والتدفقات الاستثمارية عند مستويات قوية، مما يعزز النظرة الإيجابية تجاه المعدن الأبيض كأصل مزدوج الاستخدام: صناعي واستثماري.
وبذلك، يبقى المستثمرون والصناعيون على حد سواء يراقبون تحركات الفضة عن كثب، مع التركيز على الاستقرار فوق حاجز 47 دولارا ودور المعدن الحيوي في صناعة التكنولوجيا النظيفة والاستثمار التحوطي في ظل حالة من عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

0 تعليق