Published On 28/10/202528/10/2025
|آخر تحديث: 29/10/2025 00:38 (توقيت مكة)آخر تحديث: 29/10/2025 00:38 (توقيت مكة)
يبدو الهجوم -الذي شنته إسرائيل على مناطق في قطاع غزة مساء اليوم الثلاثاء- محاولة لمعرفة حدود الموقف الأميركي، وسعيا للحصول على مساحة أكبر للتحرك عسكريا في ظل وقف إطلاق النار، كما يقول المحللون السياسيون.
فقد نفذ جيش الاحتلال ضربات في مدينة غزة ووسط القطاع وجنوبه بحجة تنفيذ المقاومة هجوما على قوة إسرائيلية في مدينة رفح، وهو ما نفته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأكدت أن لا علاقة لها بالحدث الذي تتذرع به إسرائيل.
وتمثل هذه الضربات استمرارا من إسرائيل في خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تقول الولايات المتحدة إنها راغبة في تنفيذه حتى النهاية.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر تأكيدها أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بما أسمتها خطة الرد على خرق (حماس) لاتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما أكدته "سي إن إن" (CNN) الأميركية أيضا.
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قال أمس إن الاتفاق لا يمنع إسرائيل من الدفاع عن نفسها إذا ما رأت ما يستوجب ذلك، وقال مصدر للجزيرة -اليوم- إنه لم يحدث ما يستدعي هذا التصعيد.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصدر بالجيش أن الضربات الحالية لن تذهب إلى عودة الحرب، كما نقلت وسائل إعلام عالمية لاحقا أن مسؤولين كبارا في البيت الأبيض أكدوا تمسك واشنطن بالالتزام بوقف الحرب على غزة.
اختبار الموقف الأميركي
ويعتقد الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين أن التصعيد الذي وقع مساء اليوم مجرد محاولة من بنيامين نتنياهو لاختبار قوة الموقف الأميركي من اتفاق وقف النار، ومعرفة حدود الخطوط الحمراء الموضوعة له.
وقال جبارين للجزيرة إن نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- يحاول القول إنه يتحرك منفردا ولا يخضع لما تريده واشنطن، لكنه يفعل ذلك بطريقة لا تستفزها.
والهدف من هذا السلوك -برأي جبارين- هو الحصول على مساحة أوسع للتحرك عسكريا في القطاع دون تقويض وقف إطلاق النار، أو ضمن خطوط الوصايا الأميركية المفروضة عليها.
إعلان
فقد بات واضحا أن الموقف الأميركي هو الذي يحدد خطوات إسرائيل منذ زيارة نتنياهو الأخيرة لواشنطن في سبتمبر/أيلول الماضي، والتي أخمدت خلالها نيرانه، حسب تعبير جبارين.
ولا يمكن فصل هذه الضربات عن الخروقات الإسرائيلية المتواصلة منذ سريان وقف إطلاق النار، سيما وأنها جاءت بعد حديث عن هجوم استهدف قوة إسرائيلية، لم تتحدث عنه المقاومة، كما يقول مدير مركز رؤيا للتنمية السياسية أحمد العطاونة.
فالواضح للجميع أن إسرائيل لا تريد الالتزام بهذا الاتفاق، وتضع الكثير من العراقيل أمام انتشال جثث أسراها ثم تشن هجمات ردا على عدم تسليم هذه الجثث، مما يعطي صورة مبكرة لما يمكن أن تصير إليه الأمور بعد الانتهاء من تسليم هذه الجثث، حسب العطاونة.
ولم يعد منطقيا التعويل على أميركا وحدها لوقف الحرب، لأنها منحازة لإسرائيل ودعمت الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال، ولا تتخذ موقفا من هذه الخروقات الكبيرة وتبررها، كما يقول العطاونة.
ويشي هذا التبرير الأميركي بأن الولايات المتحدة ستواصل تبرير كل ما ستقوم به إسرائيل من خروقات وقتل وتدمير في ظل سريان الاتفاق -وفق العطاونة- الذي قال إن هذا السلوك يضع عبئا كبيرا على الوسطاء والسلطة الفلسطينية وكل المنخرطين في هذا الملف لأن المقاومة وسكان غزة قدموا ما عليهم من التزامات.
وعلى الوسطاء تحديدا -برأي العطاونة- الوقوف على الموقف الأميركي الحقيقي، ومعرفة ما إذا كان الهدف هو وقف الحرب أم تحسين صورة إسرائيل وتخفيف عزلتها الدولية، ومنحها الحق في مواصلة العدوان بطريقة مختلفة.
" frameborder="0">
تنسيق إسرائيلي أميركي
في المقابل، يرى جيمس روبنز كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية أن من حق إسرائيل الرد على أي هجوم، لكنه يقول إن مسألة استعادة الجثامين لا تستدعي التصعيد لأنها متعلقة بأمور تقنية ويجب ألا تقوض وقف إطلاق النار.
كما أن الرد على أي خرق من جانب حماس يجب أن يكون متناسبا ومحددا بما لا يهدم الاتفاق -كما يقول روبنز- الذي قال إن كل ما تقوم به إسرائيل يتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة، معربا عن اعتقاده بأن الأخيرة لا تريد أن تعود إسرائيل للحرب أو تعيق التقدم الذي أحرز في الاتفاق.
وفي رد عملي على التصعيد الإسرائيلي، أعلنت حركة حماس أنها لن تسلم جثة أسير تمكنت من العثور عليها اليوم، ردا على هذا الخرق الإسرائيلي المتكرر لاتفاق وقف إطلاق النار.

0 تعليق