رويترز: الرئيس الأمريكي يعرب عن ثقته المطلقة بصمود الهدنة في قطاع غزة - الأول نيوز

أكد الرئيس الأمريكي ترمب، اليوم الأربعاء، أن الغارات الأخيرة التي نفذها كيان الاحتلال على قطاع غزة لن تشكل أي تهديد لوقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة، مشددا على ثقته المطلقة في صمود الهدنة بين الأطراف المعنية.

وجاءت تصريحات ترمب خلال إحاطات إعلامية نقلتها وكالة رويترز، حيث طمأن المجتمع الدولي بأن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال قائما، وأن التوترات العسكرية الأخيرة لن تؤثر على الجهود الرامية للحفاظ على التهدئة في القطاع المحاصر منذ أشهر طويلة. وقال ترمب بالحرف: "لا شيء سيهدد وقف إطلاق النار في غزة".

خلفية الضربات العسكرية للاحتلال

تشهد منطقة قطاع غزة بين الحين والآخر مواجهات متقطعة نتيجة عمليات كيان الاحتلال المحدودة، التي تستهدف مواقع تقول تل أبيب إنها تابعة للفصائل المسلحة.

وقد أثارت هذه الضربات الأخيرة بعض المخاوف بشأن قدرة الهدنة على الصمود، خصوصا بعد أن ترافقت مع تبادل محدود لإطلاق النار بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية.

التأثير على الأوضاع الإنسانية

في الوقت ذاته، تؤكد مصادر إنسانية أن قطاع غزة يواجه تحديات كبيرة نتيجة التوترات المتكررة، بما في ذلك نقص الوقود وانقطاع الكهرباء وازدحام الملاجئ.

تصريحات ترمب اليوم تشكل رسالة واضحة إلى كيان الاحتلال والفصائل الفلسطينية، مفادها أن الولايات المتحدة تلتزم بدعم الهدنة وستواصل مراقبة أي تهديدات محتملة.

وتؤكد الوكالة الدولية على أن استقرار وقف إطلاق النار لا يزال قابلا للحفاظ عليه، وأن الضربات الأخيرة للاحتلال ليست بالقدر الكافي لتقويض الاتفاق.

في الوقت نفسه، تظل الأوضاع في غزة حساسة وتتطلب متابعة دقيقة من جميع الأطراف لضمان استمرار صمود التهدئة.

من جانبها أفادت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بارتفاع حصيلة الشهداء جراء سلسلة غارات مكثفة شنها كيان الاحتلال على مناطق متفرقة من القطاع خلال الساعات الماضية.

ووفقا للمصادر، ارتفع إجمالي عدد الشهداء إلى 59 شهيدا، بينهم 22 طفلا، نتيجة قصف تابع للاحتلال استهدف منازل وخياما تؤوي نازحين.

أبرز الاستهدافات والضحايا:

مخيم دير البلح (وسط القطاع): أفاد مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى بوصول 4 شهداء وعدد من المصابين جراء غارة استهدفت خيمة للنازحين.

كما أشار مصدر آخر إلى وقوع إصابات إضافية في غارة استهدفت مخيما للنازحين في وقت سابق.

منطقة المواصي (غربي خان يونس): أعلن مجمع ناصر الطبي عن وصول 8 شهداء، بينهم 3 أطفال، جراء قصف تابع للاحتلال استهدف خياما للنازحين.

مخيم البريج (وسط القطاع): أفاد مصدر في مستشفى العودة بوصول مصابين نتيجة غارة على منزل في المخيم.

حي الزيتون (جنوب شرقي مدينة غزة): أفاد مصدر في المستشفى الأهلي العربي بوصول شهيدين جراء غارة استهدفت منزلا في الحي.

وتأتي هذه الغارات المكثفة لتزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، مع استمرار نقص الغذاء والماء والكهرباء وتأثر آلاف المدنيين من النساء والأطفال وكبار السن.

و أعلنت مساء يوم الثلاثاء مصادر محلية بوقوع انفجارات عنيفة هزت مناطق عدة في مدينة غزة، بالتزامن مع بدء هجوم للاحتلال واسع النطاق على القطاع، وفق ما ذكرته صحيفة يسرائيل هيوم العبرية.

وأعلن الدفاع المدني في غزة أن الاحتلال شن 3 غارات جوية على الأقل على مدينة غزة.

غارات مكثفة على غرب غزة ومحيط مجمع الشفاء

وذكرت المصادر أن طائرات الاحتلال شنت سلسلة غارات جوية استهدفت غرب مدينة غزة، كما قصفت بعدد من صواريخ الاستطلاع محيط مجمع الشفاء الطبي، ما أثار حالة من الهلع بين السكان والمصابين داخل المستشفى الأكبر في القطاع.

وأكدت المصادر أن طائرة مسيرة للاحتلال نفذت هجوما على المنطقة المحيطة بمجمع الشفاء، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي والاستطلاعي فوق أجواء المدينة.

نتنياهو أبلغ واشنطن قبل بدء الهجوم

في السياق ذاته، نقلت القناة 12 العبرية عن مصادر سياسية قولها إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أطلع مسؤولين أمريكيين على تفاصيل الرد العسكري في غزة قبل بدئه، في خطوة تهدف إلى تنسيق الموقف مع الإدارة الأمريكية.

وكان موقع أكسيوس الأمريكي قد نقل عن مسؤولين لدى الاحتلال أن نتنياهو يسعى للتواصل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للحصول على ضوء أخضر لرد عسكري موسع في غزة، إلا أنه لا توجد مؤشرات على حصول اتصال مباشر بينهما قبل تنفيذ الغارات.

توسيع العمليات داخل القطاع

من جهة أخرى، ذكرت هيئة البث العبرية أن الاحتلال قرر توسيع المنطقة التي يسيطر عليها داخل قطاع غزة، في خطوة قالت إنها تأتي "عقابا لحركة حماس"، مشيرة إلى أن نتنياهو يبحث تفاصيل العملية مع مسؤولين أمريكيين لتنسيق تنفيذها.

وأشارت هيئة البث العبرية إلى أن تل أبيب أبلغت الولايات المتحدة بخطة هجومها على غزة عقب انتهاك حماس وقف إطلاق النار، حسب وصفها.