تصاعدت موجة الانتقادات داخل الكنيست "الإسرائيلي" حول استخدام اللغة العربية في جلسات البرلمان، حيث أعلنت عضو الكنيست عايدة توما سليمان، الصحفية والسياسية البارزة، أنها ستواصل التحدث بالعربية رغم ما وصفته بـ "استشراس وانفلات عناصر اليمين" تجاه النواب العرب.
وفي تصريح صحفي، أكدت توما سليمان أن استخدام اللغة العربية داخل الكنيست ليس مجرد خيار شخصي، بل هو "رسالة مباشرة إلى أبناء مجتمعنا العربي الأصيل"، مؤكدة على أن لغتها الأم تمثل وسيلة للتواصل والتعبير عن الهوية والانتماء. وقالت: "نحن نتحدث لغتنا لأنها لغتنا ولأنها تعبير عن وجودنا الذي لا يمكن محوه".
ووصفت النائبة ردود الفعل العنيفية التي تواجه النواب العرب بأنها محاولة لإسكاتهم، مضيفة: "كأنها جريمة أن تكون عربيا أو تتكلم بالعربية".
وأشارت إلى أن هذه المواقف تعكس انحياز بعض أعضاء الكنيست من اليمين المتطرف ضد الأقلية العربية، ومحاولة للحد من حضورها وتأثيرها داخل المؤسسة التشريعية.
وأكدت توما سليمان أن التحديات لا تثنيها ولا تثني زملاءها من مواصلة الدفاع عن حقوق الأقلية العربية في كيان الاحتلال ، بما في ذلك الحق في استخدام اللغة العربية داخل البرلمان والمرافق العامة، والمطالبة بالاعتراف الكامل بالهوية الثقافية واللغوية للأقلية. وقالت: "سنستمر في التحدث بالعربية، لأنها جزء من هويتنا، وجزء من تاريخنا، ولن نسمح لأحد بأن يحاول محوه أو تقويضه".
وترى النائبة أن هذه القضية تمثل أحد أهم الجوانب الرمزية للنضال العربي في كيان الاحتلال، حيث تعتبر اللغة العربية رابطا أساسيا بين المواطنين العرب وهويتهم الوطنية والثقافية.
وأضافت أن التمسك بالعربية في الكنيست يرسل رسالة واضحة لمجتمع كيان الاحتلال برمته بأن الأقليات لها الحق في التعبير عن نفسها بحرية داخل مؤسسات الدولة.
وتأتي تصريحات توما سليمان في سياق توتر مستمر داخل الكنيست حول حقوق وهوية الأقلية العربية، حيث تعرض النواب العرب أحيانا لمواقف عدائية أو محاولات لإسكاتهم خلال النقاشات البرلمانية، خاصة عند تناول قضايا تتعلق بالمجتمع العربي.
ويشير مراقبون إلى أن هذه التصرفات تعكس تصعيدا من قبل اليمين المتطرف في محاولة لإضعاف تأثير النواب العرب، لكنها في الوقت نفسه تؤكد تصميم النواب على حماية حقوق مجتمعهم والدفاع عن لغتهم وثقافتهم.
ومن المعروف أن اللغة العربية كانت وما زالت قضية سياسية وحساسة في "إسرائيل"، حيث يطالب نواب عرب منذ سنوات بتوسيع استخدامها رسميا في المؤسسات العامة والحكومية، بما يعكس تنوع المجتمع "الإسرائيلي" ويضمن حقوق الأقلية العربية.
وتؤكد عايدة توما سليمان أن هذا التمسك لا يقتصر على البعد اللغوي فحسب، بل يمتد ليشمل الدفاع عن هوية ومكانة العرب داخل الدولة، والحفاظ على تاريخهم الثقافي والاجتماعي.
وعلى الصعيد البرلماني، أعلنت النائبة أنها ستعمل مع زملائها في الكنيست لمواجهة أي محاولات لفرض قيود على اللغة العربية أو تقليص دورها، مشددة على أن "كل محاولات الاستفزاز والاستشراس لن توقفنا عن التحدث بلغتنا الأم والدفاع عن حقوق مجتمعنا".
في المجمل، تعكس تصريحات عايدة توما سليمان استمرار التحديات التي تواجه الأقلية العربية في "إسرائيل"، وحرص النواب العرب على الحفاظ على حقوقهم الأساسية، بما في ذلك الحق في اللغة والتمثيل والمشاركة الفعلية في صياغة القرارات البرلمانية.
كما تؤكد على أن الدفاع عن الهوية العربية في الكنيست هو جزء من نضال أوسع من أجل العدالة والمساواة داخل كيان الاحتلال، وأن اللغة العربية ستظل رمزا مهما لهذا النضال.

0 تعليق