تراجع سعر الذهب 2025.. هل بدأ التصحيح الكبير وما علاقته بالبيتكوين؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
 هل ما نشهده هو مجرد "تصحيح سعري" مؤقت وطبيعي بعد موجة صعود قوية، أم أن أسواق الملاذ الآمن تتحرك نحو مرحلة جديدة من التقلبات؟

شهدت أسواق المعادن الثمينة هزة ملحوظة في أكتوبر/تشرين الأول 2025، حيث هبط سعر أونصة الذهب إلى ما دون مستوى 4,000 دولار. يأتي هذا التراجع بعد شهور من التداول المستمر فوق مستويات قياسية تاريخية تجاوزت 4,300 دولار للأونصة.

يثير هذا الانخفاض تساؤلات جوهرية في أوساط المستثمرين: هل ما نشهده هو مجرد "تصحيح سعري" مؤقت وطبيعي بعد موجة صعود قوية، أم أن أسواق الملاذ الآمن تتحرك نحو مرحلة جديدة من التقلبات يعيد فيها الذهب تموضعه مقابل الأصول الأخرى كالأسهم والسندات والبيتكوين؟

التناقض الأبرز: لماذا هبط الذهب رغم توقعات خفض الفائدة؟

يبدو الهبوط الحالي إلى ما دون 4,000 دولار متناقضا للوهلة الأولى، خاصة وأنه يأتي في ظل توقعات شبه مؤكدة ببدء دورة "خفض الفائدة" من قبل الفيدرالي الأمريكي. تاريخيا، يؤدي خفض الفائدة إلى إضعاف الدولار ودعم أسعار الذهب (كونه لا يقدم عائدا).

لكن تحليل السوق الأعمق، كما يشير الخبراء، يوضح أن الذهب ليس حساسا للسياسات النقدية وحدها. يمكن تفسير الهبوط الحالي بثلاثة عوامل رئيسية:

قوة الدولار الأمريكي: على عكس المتوقع، شهد الدولار ارتفاعا، مما يجعل الذهب أكثر تكلفة للمشترين بعملات أخرى، ويقلل الطلب الدولي.

تحسن شهية المخاطرة: عادت السيولة بقوة إلى الأسواق عالية المخاطر، وتحديدا أسهم التكنولوجيا والعملات المشفرة كالبيتكوين، على حساب الأصول الآمنة كالذهب.

توازن العرض والطلب (جني الأرباح): قامت بعض صناديق الاستثمار الكبرى ببيع أجزاء من مخزونها الذهبي لجني الأرباح بعد الوصول للمستويات القياسية، مما خلق ضغطا بيعيا على الأسعار.

الذهب والبيتكوين: "الذهب الرقمي" أم أصل مخاطرة؟

يطرح "البيتكوين" دائما كمنافس للذهب تحت مسمى "الذهب الرقمي". لكن تحليل الأداء التاريخي يكشف عن اختلاف جوهري في سلوكهما:

الذهب كملاذ آمن: في الأزمات الكبرى (مثل جائحة 2020)، يرتفع الذهب بينما تنهار الأسهم.

البيتكوين كأصل مخاطرة: غالبا ما يتحرك البيتكوين بشكل متزامن مع أسواق الأسهم (كما حدث في 2021)، مما يجعله أقرب إلى "أصول النمو" عالية المخاطرة منه إلى "مخزن القيمة" الآمن.

الدرس المستفاد هو أن الذهب لا يزال الملاذ الأكثر استقرارا وثباتا في أوقات الذعر، بينما يظهر البيتكوين تقلبات حادة تعكس شهية المخاطرة.

سيناريوهات مستقبلية: ما المتوقع لأسعار الذهب؟

بناء على المعطيات الحالية، يضع المستثمرون نصب أعينهم سيناريوهين رئيسيين للمرحلة المقبلة:

السيناريو الصعودي (الارتداد): إذا بدأ تنفيذ خفض الفائدة فعليا، بالتزامن مع استمرار التضخم أو ظهور توترات جيوسياسية جديدة، فمن المرجح أن يرتد الذهب سريعا نحو مستويات 4,200 - 4,400 دولار. السيناريو الهبوطي (التصحيح): في حال استمرت قوة الدولار وتحسنت شهية المخاطرة، قد يستمر الذهب في التداول ضمن نطاق 3,800 - 4,000 دولار لبعض الوقت قبل إيجاد قاع جديد.

خلاصة للمستثمرين:

الهبوط الحالي ليس مجرد رقم، بل هو رسالة للسوق. يجب على المستثمرين ربط حركة الذهب ليس فقط بالسياسات النقدية، بل أيضا بقوة الدولار، عوائد السندات، وسلوك الأصول عالية المخاطرة. تمثل هذه اللحظة فرصة لإعادة تقييم استراتيجيات التحوط طويلة الأمد وإعادة التوازن بين الأصول التقليدية (الذهب) والرقمية (البيتكوين).

0 تعليق