دراسة علمية: ارتفاع درجات الحرارة عالميا يقتل شخصا كل دقيقة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

كشفت دراسة علمية حول التأثير الصحي لأزمة المناخ أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية جراء ظاهرة الاحتباس الحراري يتسبب في مقتل شخص واحد كل دقيقة حول العالم، وهو ما يؤكد حدة وخطورة التغير المناخي.

وتشير الدراسة التحليلية التي نشرت في مجلة "لانسيت" المرموقة، إلى أن الضرر الذي يلحق بالصحة سوف يزداد سوءا في ظل قيام زعماء، مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتمزيق سياسات المناخ، واستمرار شركات النفط في استغلال احتياطيات جديدة.

اقرأ أيضا

list of 4 items end of list

وأُعدّت نشرة عام 2025 لمجلة لانسيت حول الصحة وتغير المناخ -تضمنت هذه الدراسة- بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وشارك في إعدادها 128 خبيرا من أكثر من 70 مؤسسة أكاديمية ووكالات تابعة للأمم المتحدة

وأكدت الدراسة على أن إدمان العالم على الوقود الأحفوري يسبب أيضا تلوث الهواء السام وحرائق الغابات وانتشار الأمراض مثل حمى الضنك، حيث يموت الملايين كل عام بسبب الفشل في معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.

ووجد الباحثون أن الحكومات وزعت 2.5 مليار دولار يوميا في شكل إعانات مباشرة لشركات الوقود الأحفوري في عام 2023، في حين خسر الناس نفس المبلغ تقريبا بسبب درجات الحرارة المرتفعة التي منعتهم من العمل في المزارع ومواقع البناء.

ويفيد التقرير أيضا بأن تقليل استهلاك الفحم أنقذ حياة حوالي 400 شخص يوميا خلال العقد الماضي، وأن إنتاج الطاقة المتجددة يشهد ارتفاعا سريعا، لكن الخبراء يقولون إن مستقبلا صحيا بات مستحيلا إذا استمر تمويل الوقود الأحفوري بالمعدلات الحالية.

وقالت الدكتورة مارينا رومانيلو، من كلية لندن الجامعية، والتي قادت الدراسة التحليلية: "يرسم هذا التقرير صورة قاتمة لا يمكن إنكارها للأضرار الصحية المدمرة التي تطول جميع أنحاء العالم. سيستمر تفاقم الدمار الذي يلحق بالأرواح وسبل العيش حتى نتخلص من إدماننا على الوقود الأحفوري".

تؤدي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي المسؤولة عن التغير المناخي (بيكسابي)

خطر متزايد

ويشير التقرير إلى أن العالم يشهد ملايين الوفيات سنويا دون داع، بسبب التأخر في الحد من آثار تغير المناخ والتكيف معه، كما يشهد العالم تراجع قادة وحكومات وشركات رئيسية عن التزاماتها المناخية، مما يُعرّض الناس للخطر بشكل متزايد.

إعلان

وارتفع معدل الوفيات المرتبطة بالحرارة بنسبة 23% منذ تسعينيات القرن الماضي، حتى بعد الأخذ في الاعتبار الزيادات في عدد السكان، إلى متوسط ​​546 ألف حالة وفاة سنويا بين عامي 2012 و2021، وفق ما أوردته الدراسة.

ويقول البروفيسور أولي جاي، من جامعة سيدني بأستراليا، والذي شارك في فريق التحليل: "هذا يعني تقريبا حالة وفاة واحدة مرتبطة بالحرارة كل دقيقة على مدار العام. إنه رقم مُفزع حقا، والأعداد في ازدياد".

وأكد جاي أن الإجهاد الحراري يمكن أن يؤثر على الجميع ويمكن أن يكون مميتا، وأن الكثير من الناس لا يفهمون ذلك وأن كل حالة وفاة مرتبطة بالحرارة يمكن الوقاية منها في النهاية.

من جهتها، قالت لورا كلارك، الرئيسة التنفيذية لشركة المحاماة البيئية "كلاينت إيرث": "نعيش عصر عواقب المناخ. لم تعد موجات الحر والفيضانات والجفاف والأمراض مجرد تحذيرات بعيدة، بل هي واقعة الآن، ولكن مع تنامي التقاضي بشأن المناخ، والنشاط الشعبي، لم تعد المساءلة عن آثار المناخ مسألة "هل" بل "متى".

وخلال السنوات الأربع الماضية، تعرض الشخص العادي لـ19 يوما سنويا من الحر الشديد الذي يهدد حياته، ولم تكن 16 يوما منها لتحدث لولا ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي الناجم عن أنشطة الإنسان، وفقا للدراسة.

وإجمالا، أدى التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة إلى خسارة قياسية بلغت 639 مليار ساعة عمل بحلول عام 2024، مما تسبب في خسائر قدرها 6% من الناتج المحلي الإجمالي في أقل الدول نموا.

ولا يقتصر استمرار حرق الوقود الأحفوري على ارتفاع درجة حرارة الكوكب فحسب، بل يُنتج أيضا تلوثا للهواء، متسببا في ملايين الوفيات سنويا. وتُفاقم حرائق الغابات، التي تُؤججها ظروف الجفاف والحرارة المتزايدة، الوفيات الناجمة عن الدخان، حيث سُجِّل رقم قياسي بلغ 154 ألف حالة وفاة في عام 2024، وفقا للتقرير.

كما تُلحق موجات الجفاف والحرّ أضرارا بالمحاصيل والثروة الحيوانية، وعانى 123 مليون شخص إضافي من انعدام الأمن الغذائي في عام 2023، مقارنة بالمتوسط ​​السنوي بين عامي 1981 و2010.

وعلى الرغم من هذا الضرر الناجم عن حرق الغاز والنفط والفحم، قدمت حكومات العالم 956 مليار دولار من الدعم المباشر للوقود الأحفوري في عام 2023، الذي كان العام الأكثر سخونة في العالم على الإطلاق، حتى تم تجاوزه بحلول عام 2024.

كما أفاد التقرير بأن أكبر 100 شركة للوقود الأحفوري في العالم زادت إنتاجها المتوقع خلال العام المنتهي في مارس/آذار 2025، مما سيؤدي إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يعادل 3 أضعاف، مما يتوافق مع هدف اتفاقية باريس للمناخ المتمثل في الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

كما تدعم البنوك التجارية هذا التوسع، حيث استثمرت أكبر 40 جهة مقرضة لقطاع الوقود الأحفوري مجتمعة 611 مليار دولار في عام 2024، وهو أعلى مستوى لها في 5 سنوات، وانخفضت قروضها للقطاع الأخضر إلى 532 مليار دولار.

0 تعليق