غوتيريش: العالم فشل في كبح الاحتباس الحراري والعواقب باتت "وخيمة" - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن البشرية فشلت في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، ويجب عليها تغيير مسارها على الفور لتجنب كارثة تصيب الكوكب جراء التغير المناخي الذي قد يخرج عن السيطرة.

وفي مقابلة أجراها قبل قمة المناخ "كوب 30" الشهر المقبل، أقر غوتيريش بأنه "بات من المحتم" الآن أن تتجاوز البشرية الهدف المنصوص عليه في اتفاق باريس للمناخ، مما ستكون له "عواقب مدمرة" على العالم.

اقرأ أيضا

list of 4 items end of list

وحث زعماء العالم الذين سيجتمعون في مدينة بيليم البرازيلية الغنية بالغابات المطيرة -في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل- على إدراك أنهم كلما تأخروا في خفض الانبعاثات، زاد خطر الوصول إلى "نقاط تحول" كارثية في الأمازون والقطب الشمالي والمحيطات.

وقال غوتيريش لصحيفة غارديان البريطانية ومؤسسة سوماوما الإخبارية البرازيلية: "دعونا نعترف بفشلنا. الحقيقة هي أننا فشلنا في تجنب تجاوز 1.5 درجة مئوية خلال السنوات القليلة المقبلة، وهذا الارتفاع له عواقب وخيمة، وبعض هذه العواقب الوخيمة تُمثل نقاط تحول، سواء في الأمازون، أو في غرينلاند، أو في غرب أنتاركتيكا، أو في الشعاب المرجانية".

وأكد غوتيريش أن الأولوية في مؤتمر الأطراف الـ30 هي تغيير المسار "لضمان أن يكون التجاوز قصيرا قدر الإمكان وأقل شدة لتجنب نقاط تحول مثل الأمازون. لا نريد أن نرى الأمازون سهولا رملية. لكن هذا يُمثل خطرا حقيقيا إذا لم نُغير مسارنا وإذا لم نُحقق انخفاضا كبيرا في الانبعاثات في أسرع وقت ممكن".

وكانت السنوات العشر الماضية الأكثر حرارة على كوكب الأرض منذ بدء تسجيل البيانات. ورغم تزايد القلق العلمي من سرعة ارتفاع درجات الحرارة العالمية الناجم عن حرق الوقود الأحفوري (النفط والفحم والغاز)، فإن الأمين العام صرّح بأن التزامات الحكومات لم تُلبَ.

إعلان

وحسب بيانات مركز مراقبة المناخ، قدمت أقل من ثلث دول العالم ( 62 من أصل 197) خطط عملها بشأن المناخ، المعروفة باسم "المساهمات المحددة وطنيا" بموجب اتفاقية باريس. بينما تخلّت الولايات المتحدة -بقيادة الرئيس دونالد ترامب– عن هذه العملية. ولم يقدم الاتحاد الأوروبي مساهمته حتى الآن، ووُجّهت اتهامات للصين، أكبر مُصدر للانبعاثات في العالم، بعدم الالتزام.

وفي هذا السياق، أكد غوتيريش أن عدم تحقيق طموحات المساهمات المحددة وطنيا يعني أن هدف باريس المتمثل في 1.5 درجة مئوية سيُنتهك مؤقتا على الأقل قائلا: "من بين المساهمات المحددة وطنيا التي قُدِّمت حتى الآن، يُتوقع خفض الانبعاثات بنسبة 10%، لكننا سنحتاج إلى 60% للبقاء ضمن نطاق 1.5 درجة مئوية، لذا فإن تجاوز هذا الهدف أصبح أمرا لا مفر منه".

وأكد الأمين العام أنه قد يكون من الممكن تجاوز الهدف مؤقتا، ثم خفض درجات الحرارة في الوقت المناسب للعودة إلى 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، ولكن ذلك يتطلب تغيير الاتجاه في مؤتمر الأطراف الـ30 وما بعده.

زيادة معدلات انبعاثات الكربون عالميا عطلت خطط الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري (أسوشيتد برس)

الدفاع عن الطبيعة الأم

كما أشار إلى أن التحول بعيدا عن الوقود الأحفوري هو مسألة مصلحة اقتصادية ذاتية، لأنه من الواضح أن عصر الوقود الأحفوري يقترب من نهايته، قائلا: "نحن نشهد ثورة في مجال الطاقة المتجددة، وسوف يتسارع التحول حتما، ولن تكون هناك طريقة تمكن البشرية من استخدام كل النفط والغاز المكتشفين بالفعل".

ودعا الأمين العام الحكومات إلى إعادة التوازن في التمثيل، بحيث يكون لمجموعات المجتمع المدني، وخاصة من المجتمعات الأصلية، حضور وتأثير أكبر من الأشخاص الذين تدفع لهم الشركات، قائلا: "جميعنا نعلم ما تريده جماعات الضغط: إنه زيادة أرباحهم، والثمن يدفعه البشر".

وأكد غوتيريش أنه ينبغي لقادة العالم أن يتعلموا من الشعوب الأصلية كيفية تحقيق التوازن مع الطبيعة، قائلا إنه "أحيانا لا يوجد إدراك لأهمية العلاقة المنسجمة مع الطبيعة، ولذلك من الضروري الحفاظ على نهج تربوي دائم مع القادة السياسيين، وليس هناك من هو أفضل من المجتمعات الأصلية للقيام بهذا النهج".

وقال إن البديل عن العمل المناخي الجاد هو حالة من الفوضى الشاملة التي يعلم الجميع ما تعنيه؛ "إنها تعني وجود نخبة صغيرة من الأفراد والشركات المتميزة القادرة على حماية نفسها دائما، حتى لو انتشرت الكوارث. ستنتشر الفيضانات، وستُدمر المجتمعات، ولكن ستظل هناك دائما مجموعة من الأثرياء والشركات الغنية القادرة على حماية نفسها في ظل الدمار المتزايد للكوكب".

وسيكون العام المقبل آخر عام لغوتيريش في عهدته أمينا عاما للأمم المتحدة. وفي المقابلة الحصرية الأولى مع صحفي من مجتمع أصلي، وهو واجا شيباي، مراسل موقع سوماوما من شعب شيباي، وصحيفة غارديان، استذكر غوتيريش سنواته التسع في المنصب، وقال إنه تمنى لو ركز على المناخ والطبيعة في وقت سابق، مع أنه أصبح الآن أولوية.

وقال: "لن أتخلى أبدا عن التزامي بالعمل المناخي، وعن التزامي بالتنوع البيولوجي، وعن التزامي بحماية الطبيعة، وعن التزامي بمساعدة ودعم جميع الحركات الديمقراطية التي تُناضل بلا هوادة حول العالم للحفاظ على أثمن ما نملك، ألا وهي الطبيعة الأم".

إعلان

0 تعليق