Published On 30/10/202530/10/2025
|آخر تحديث: 20:55 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:55 (توقيت مكة)
تناولت مجلة إيكونوميست البريطانية في مقال مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبناء قاعة رقص جديدة في البيت الأبيض، معتبرة إياه فصلا جديدا في تاريخ طويل من نزعة القادة السياسيين لتحويل المقرات الرسمية إلى رموز للترف والغرور.
المشروع، الذي تتضارب تفاصيله من حيث الحجم والتكلفة متراوحة بين 200 و300 مليون دولار، يأتي في أعقاب أمر تنفيذي وقعه ترامب لاعتماد "العمارة الكلاسيكية" أسلوبا رسميا لمباني الدولة، في خطوة رآها منتقدوه تجسيدا لولعه بالمظاهر الإمبراطورية، أما مؤيدوه فيرون فيها قرارا مهما.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listوترى المجلة أنه عندما يستدعي القادة المعماريين ومصممي الديكور الداخلي، فإن ذلك يَنِمُّ عن إحساس مفرط بأهمية الذات والتباهي.
Who ask for a Ball Room?
The White House belongs to all Americans.. This a disgrace.. And this administration will be held accountable..#America pic.twitter.com/5tw6Zalbbs— ???????? Fight for Democracy (@breakingwtfnews) October 23, 2025
وذكرت أن ملك فرنسا لويس 14 الذي حكم بلاده خلال الفترة من عام 1643 حتى 1715، أنفق ثروة طائلة محمّلا رعاياه تكلفة بلغت 100 مليون ليفر تونو (ما يعادل على الأرجح نحو 2.6 مليار دولار اليوم)، لتحويل نُزُل صيد صغير إلى قصر فرساي الفخم، الذي صار تجسيدا صارخا للفوارق الطبقية قبل أن تنتهي سلالة الملوك بالمقصلة.
وفي ثمانينيات القرن الماضي، أنفق الزعيم الروماني نيكولاي تشاوسيسكو ثلث ميزانية بلاده على "قصر الشعب" قبل أن يُقتل على أيدي عناصر من الجيش بعد ثورة شعبية.
وتستحضر المجلة حالات حديثة مشابهة، منها إقدام جاكوب زوما بعد انتخابه رئيسا لجنوب أفريقيا في عام 2009 على اتخاذ قرار بتحويل مزرعته العائلية إلى مجمع فخم تحت ذريعة أنها بحاجة إلى "تحديث أمني"، يشمل حوض سباحة ضخما ومأوى فاخرا لقطعان مواشيه.
إعلان
وقد كانت مبرراته لبناء المجمع من الخزينة العامة في غاية الغرابة، إذ قال إن بقرة شاردة قد تثير إنذارا كاذبا، وإن "بركة إطفاء الحرائق" ضرورية في حال اشتعل أحد الأسقف المصنوعة من القش.
ملك فرنسا لويس 14 الذي حكم بلاده خلال الفترة من عام 1643 حتى 1715، أنفق ثروة طائلة محمّلا رعاياه تكلفة بلغت 100 مليون ليفر تونو (ما يعادل على الأرجح نحو 2.6 مليار دولار اليوم)، لتحويل نُزُل صيد صغير إلى قصر فرساي الفخم
وأثار تركيب مصعد للأمتعة في المقرّ الرسمي لرئيس وزراء أستراليا عام 2016، استياء واسعا بعدما تبيّن أن تكلفته بلغت 83 ألفا و500 دولار أسترالي (نحو 62 ألف دولار أميركي).
كما أسهم ورق جدران قُدّرت تكلفة اللفة الواحدة منه بــ840 جنيها إسترلينيا (1155 دولارا) في سقوط بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني بين عامي 2019 و2022، بعدما استخدمه في تزيين شقته في "داوننغ ستريت".
لكن أكثر القوائم إسرافا -كما تفيد إيكونوميست- كانت من نصيب الرئيس الأوكراني الأسبق فيكتور يانوكوفيتش، الذي أضفى تحسينات على مقر إقامته بأسود محنطة على جدرانه ودروع وسيوف وبيانو أبيض من طراز شتاينواي، وبحيرة اصطناعية تتوسطها سفينة مقلدة معلّقة فيها ثريات بقيمة 97 ألف دولار. وبعد هروبه، فُتح المنزل أمام العامة ليصبح "متحفا للفساد".
وتخلص إيكونوميست إلى أن مشروع ترامب، حتى لو تكفل بتحمل نفقات تنفيذه، فإن "شبح التاريخ" سيظل يطارده، حتى إن منتقديه يقارنونه بقصر فرساي في باريس.

0 تعليق