شهدت المناطق الشرقية في قطاع غزة صباح اليوم الجمعة تصعيدا عسكريا كبيرا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفقا لمصادر ميدانية فلسطينية. وأفادت المصادر بأن عمليات نسف ضخمة ومتزامنة نفذها الجيش الإسرائيلي في شرق مدينة خانيونس، جنوب القطاع، استهدفت فيها منازل سكنية، ما أدى إلى أضرار مادية واسعة.
وبالتزامن مع ذلك، أفادت المصادر أن قوات الاحتلال شنت أيضا عمليات نسف أخرى في المناطق الشرقية لمدينة غزة، وسط إطلاق نار كثيف من آلياتها العسكرية المتمركزة في تلك المناطق.
وترافق التفجير وإطلاق النار مع حالة من الذعر بين السكان المدنيين، الذين اضطر كثير منهم إلى النزوح المؤقت خوفا على حياتهم.
أوضحت المصادر أن عمليات النسف الأربعة في خانيونس شملت تفجيرات متزامنة لمنازل سكنية ومباني تجارية صغيرة، ما تسبب في انهيار أجزاء من المباني المجاورة وإصابة عدد من السكان بحالات انهيار عصبي نتيجة الخوف والفزع.
وأشارت المصادر إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم مواد متفجرة قوية تتوافق مع الأساليب العسكرية المتبعة في مثل هذه العمليات.
في الوقت نفسه، تركزت عمليات النسف في مدينة غزة في المناطق الشرقية، حيث أفاد شهود بأن قوات الاحتلال فجرت مبان سكنية وسط إطلاق نار مكثف، ما أدى إلى شلل شبه كامل في حركة السكان والمركبات في تلك المناطق.
وأكدت المصادر أن هذه العمليات تهدف، وفق الرواية العسكرية للاحتلال، إلى استهداف مواقع تقول تل أبيب إنها تابعة للفصائل الفلسطينية المسلحة، بينما يشكك السكان المدنيون في هذا التفسير ويصفون التفجيرات بأنها هجمات عشوائية تستهدف الأحياء السكنية.
وأثارت هذه العمليات موجة غضب واستنكار في صفوف الفلسطينيين، حيث اعتبرها كثير من المواطنين "تصعيدا خطيرا يهدد حياة المدنيين ويخرق القوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة".
وكانت قد دعت فصائل المقاومة الفلسطينية إلى اليقظة واتخاذ إجراءات مضادة لحماية المدنيين، فيما دعا الناشطون الحقوقيون والمنظمات الإنسانية إلى تدخل دولي عاجل لتوثيق الانتهاكات وحماية السكان.
و يأتي هذا التصعيد في إطار سلسلة من العمليات العسكرية للاحتلال في قطاع غزة خلال الأسابيع الأخيرة، والتي تركزت على مناطق متفرقة، خاصة في جنوب وشرق القطاع.
ويعد هذا التصعيد من بين الأكثر كثافة في الفترة الأخيرة، نظرا لتزامنه مع تفجيرات منازل سكنية وإطلاق نار من آليات مدرعة.
تتزامن هذه العمليات مع ظروف معيشية صعبة في القطاع، حيث يعاني السكان من انقطاع الكهرباء والمياه ونقص المواد الغذائية والخدمات الطبية.
ويؤكد مراقبون أن تفجيرات اليوم ستفاقم الأوضاع الإنسانية، خاصة في شرق خانيونس وغزة، إذ تضطر الأسر التي فقدت مساكنها إلى البحث عن مأوى عاجل، بينما تتعطل المدارس والمستشفيات المحلية بسبب الأضرار المادية والخوف من الاقتراب من مناطق التفجير.
دعت مصادر محلية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف التصعيد، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لاحترام القانون الدولي الإنساني، والحفاظ على حياة المدنيين وممتلكاتهم.
كما طالبت منظمات حقوق الإنسان بفتح تحقيقات عاجلة لتوثيق الأضرار والخسائر الناجمة عن عمليات النسف وإطلاق النار المكثف.
مع استمرار التوتر، يبقى احتمال استمرار هذه العمليات قائما في الأيام المقبلة، وهو ما يهدد زيادة المعاناة الإنسانية للسكان في مناطق الشرقي لقطاع غزة.

 
            
0 تعليق