في إطار احتفالاتها بالذكرى الـ 35 لتأسيسها وإطلاق حملتها الخيرية "زكاتك علاجهم"، كشفت الجمعية الأردنية للعون الطبي للفلسطينيين (MAP) عن تحولها الجذري من مجرد مقدم للرعاية الأولية إلى "نظام صحي متكامل" يقدم خدمات طبية معقدة ودعما شاملا للمرضى.
وخلال استضافتها في برنامج "حلوة يا دنيا" الذي يعرض عبر قناة "رؤيا"، أوضحت السيدة شيرين شاهين، المديرة التنفيذية للجمعية، أن "ماب" اليوم تختلف كليا عما كانت عليه قبل خمس سنوات.
من "حبة الدواء" إلى "القلب المفتوح"
وقالت شاهين: "الجمعية لم تعد مجرد عيادات صحية لتوفير العلاج الأولي. اليوم لدينا سيستم كامل؛ المريض من أول ما يدخل الجمعية لحد ما يخلص هو عم بيتعالج من كل النواحي: الصحية، النفسية، والغذائية".
وأشارت إلى أن الخدمات توسعت لتشمل "كفالات دواء للعمر"، وتوفير أجهزة طبية منزلية كأجهزة التنفس والأسرة الطبية، بالإضافة إلى نهج استباقي يتمثل في "الوصول للناس في بيوتهم" بدلا من انتظار قدومهم للعيادات.
وسلطت شاهين الضوء على التطور النوعي في مستوى العمليات الجراحية التي تدعمها الجمعية، قائلة: "بلشنا بعمليات لوز، اليوم بنعمل عمليات قلب مفتوح، وقسطرة للقلب، وقمنا بعملية استبدال كلية لطفل قبل كم يوم، ونعالج حالات الحروق للأطفال".
دعم شامل لمرضى غزة ومرافقيهم
وأكدت شاهين أن الدعم المقدم لمرضى غزة القادمين للعلاج يشمل رعاية متكاملة لهم ولأربعة مرافقين مع كل طفل، تغطي كافة احتياجاتهم الصحية وحتى اللوجستية، وتصل إلى مستوى "الفحوصات الجينية" المتقدمة.
قصص إنسانية ملهمة
وأوضحت شاهين أن كل مريض يدخل الجمعية يخضع أولا لدراسة حالة اقتصادية واجتماعية لتحديد مساهمته (دينار واحد أو مجانا)، قبل دخوله في "خط إنتاج" الرعاية المتكاملة.
وعرضت شاهين قصصا إنسانية تعكس عمق الأثر، منها:
ثلاثة أجيال من العلاج: "هناك عائلة بدأت تتعالج معنا (هو وزوجته) منذ سنين، ثم تزوجا، وأولادهم تعالجوا معنا، والآن أحفادهم يتعالجون لدينا. الجمعية أصبحت طوق نجاة ومكانا آمنا لهم".
قصة "عامل الوطن": روت شاهين قصة عامل وطن كان ينظف أمام أحد مراكز الجمعية، ويعاني من مشكلة تمنعه من أداء عمله، لكنه "غير مستحق" للعلاج كونه موظفا.
وأضافت: "كان بحاجة لتغيير مفصل، واليوم، بعد أن أجرينا له العملية، عاد لشغله ولحياته".
زراعة القواقع.. تدخلات تتجاوز الأهداف
من جهته، أضاف السيد ميشيل الصايغ، رئيس الهيئة الإدارية للجمعية، قصة إنسانية أخرى تعكس توسع خدمات "ماب" خارج نطاق أهدافها الأساسية أحيانا.
وقال الصايغ: "وصلنا لوضع طفل يعاني من مرض في الأذنين ويحتاج زراعة قواقع، تكلفتها من 15 إلى 18 ألف دينار. بهمة سمو الأمير حسن، دلنا على الهيئة التايوانية التي تبنت الحالة بالكامل".
وأضاف: "الحمد لله، الآن عندما تجلس معه (الطفل) يتكلم، بعد أن كان لا يتكلم لأنه لا يسمع".
وأكد الصايغ أن الجمعية أصبحت تستعين بالغير لتغطية الحالات المعقدة التي تقع خارج نظامها المباشر، مثل عمليات القلب، وذلك بالتعاون مع المستشفيات والمختبرات التي تقدم بدورها تسهيلات كبيرة.

 
            
0 تعليق