تكثف أجهزة الأمن في مديرية أمن الجيزة جهودها لكشف لغز واقعة مأساوية شهدتها منطقة منشأة القناطر شمال الجيزة، بعد العثور على جثة طالب في المرحلة الإعدادية داخل حظيرة مواش، في ظروف غامضة تشير المعاينات الأولية إلى أنه توفي نتيجة الخنق.
وتعود بداية الواقعة إلى بلاغ تلقته الأجهزة الأمنية، أمس الخميس، من أسرة الطالب، يفيد باختفائه عقب خروجه من المنزل متوجها إلى مدرسته كعادته صباحا، قبل أن يتفاجأ ذووه بعدم عودته مساء وفشلهم في التواصل معه أو العثور عليه في محيط القرية.
بداية التحرك الأمني
على الفور، كلفت مديرية أمن الجيزة فرق بحث موسعة من إدارة مباحث المديرية ومركز شرطة منشأة القناطر، حيث انتقلت قوة أمنية إلى مكان البلاغ.
وبعد ساعات من البحث في محيط المنطقة، عثر على جثة الطالب داخل حظيرة مواش تابعة لأحد المنازل في أطراف القرية، ملفوفة بقطعة قماش حول العنق.
وأفادت المعاينة الأولية أن الجثة لا تحمل طعنات أو آثار مقاومة واضحة، ما يرجح أن الوفاة نتيجة عملية خنق متعمد، فيما لم يتم العثور على مقتنيات الطالب كاملة، الأمر الذي دفع المباحث إلى وضع أكثر من فرضية للحادث، تشمل الشبهة الجنائية أو محاولة السرقة، إلى جانب احتمال أن يكون الحادث مرتبطا بخلافات شخصية أو بدافع الانتقام.
كاميرات المراقبة والشهود
وباشرت فرق المباحث فحص كاميرات المراقبة القريبة من موقع العثور على الجثة وخط سير الطالب منذ مغادرته منزله حتى لحظة اختفائه.
وتشمل عملية الفحص كاميرات المدارس والمتاجر والطرقات العامة داخل القرية، على أمل تتبع تحركات الضحية والتعرف على الأشخاص الذين ظهروا في محيطه في ذلك التوقيت.
كما استمعت الشرطة إلى أقوال عدد من الشهود والجيران وأفراد من أسرة الطالب، في محاولة لتجميع صورة متكاملة عن الساعات الأخيرة التي سبقت الحادث.
وأشارت بعض الإفادات إلى أن الطالب كان معروفا بحسن سلوكه، ولم يكن له أي خلافات تذكر، ما زاد من غموض الواقعة وأثار شكوكا قوية حول تورط أطراف مجهولة.
أوامر النيابة العامة
وانتقلت النيابة العامة إلى موقع الجريمة، حيث أجرت المعاينة الميدانية وأمرت بنقل الجثة إلى مشرحة زينهم تحت تصرف الطب الشرعي، لبيان السبب الدقيق للوفاة وتوقيتها، مع أخذ العينات اللازمة لفحصها.
كما طلبت النيابة تحريات المباحث النهائية حول الواقعة، على أن تعرض النتائج فور ورود تقرير الطبيب الشرعي.
وشددت النيابة على ضرورة استكمال التحقيقات بشكل عاجل، خاصة في ما يتعلق بالجهات أو الأشخاص الذين تواجدوا بالقرب من مكان الحادث خلال الساعات الحرجة، مع تحليل تسجيلات الكاميرات التي تم جمعها من المنطقة المحيطة.
غموض ودعوات مجتمعية للعدالة
وفي الوقت الذي لا تزال فيه التحقيقات جارية، تسود حالة من الحزن والصدمة بين أهالي القرية عقب انتشار خبر الحادث.
وطالب الأهالي بسرعة كشف هوية الجناة وتقديمهم للعدالة، مؤكدين أن الواقعة تمثل جرس إنذار خطيرا بشأن ضرورة تعزيز إجراءات الأمن في محيط المدارس والمناطق الريفية.
كما أشار مصدر أمني إلى أن الفريق الجنائي يواصل فحص جميع القرائن المحتملة، مع مراجعة الاتصالات الأخيرة للضحية، واستجواب عدد من أصدقائه ومعارفه لتحديد ما إذا كان قد تلقى تهديدات أو تعرض لمضايقات قبل اختفائه.
استمرار التحريات
وأكد المصدر أن الأجهزة الأمنية تعمل على مدار الساعة للوصول إلى الجناة، وأن كل الاحتمالات لا تزال مفتوحة لحين صدور تقرير الطب الشرعي وظهور نتائج الفحص الفني للكاميرات.
وتحرر محضر رسمي بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق، فيما تستمر أعمال البحث والتحري لضمان كشف الحقيقة الكاملة وراء الحادث الذي هز الرأي العام في منشأة القناطر.

 
            
0 تعليق