تتجه أنظار عشّاق كرة القدم العربية إلى دولة قطر، التي تستضيف النسخة المرتقبة من كأس العالم تحت 17 عامًا (مونديال الناشئين) خلال الفترة من 3 إلى 27 نوفمبر 2025.
ولا تُعدّ هذه البطولة مجرد حدث رياضي عالمي يقام على أرض عربية، بل تمثل استدعاءً لذاكرة المجد الذي صنعه المنتخب السعودي عام 1989، عندما أصبح أول منتخب عربي وآسيوي يرفع كأس البطولة العالمية.
إنجاز 1989.. الأسطورة التي غيّرت وجه الكرة العربية
في صيف اسكتلندا 1989، كتب المنتخب السعودي للناشئين واحدة من أجمل صفحات التاريخ الكروي العربي.
وقدّم "الأخضر" أداءً مبهراً تخطى خلاله عقبات صعبة، أبرزها الفوز على شقيقه المنتخب البحريني في نصف النهائي بهدف دون رد، قبل أن يخوض نهائيًا ماراثونيًا أمام المنتخب الاسكتلندي المضيف.
وفي ليلة لا تُنسى، حسم السعوديون اللقب بركلات الترجيح (5-4)، ليرفع سعود الحمالي كأس البطولة، ليصبح الإنجاز رمزًا للفخر العربي ومصدر إلهام لأجيال لاحقة من اللاعبين والمدربين في المنطقة.
تفوق آسيوي عربي في ساحة المواهب
منذ انطلاق البطولة عام 1985، شهدت كأس العالم للناشئين مشاركة 12 منتخبًا عربيًا من آسيا وإفريقيا، وهي:
السعودية، قطر، عمان، البحرين، الإمارات، اليمن، العراق، سوريا، إضافة إلى مصر، المغرب، تونس، السودان، والجزائر.
لكن اللافت هو التفوق النوعي للمدارس الآسيوية العربية، حيث نجحت منتخبات السعودية وقطر وعُمان والبحرين في بلوغ المربع الذهبي في نسخ مختلفة، مقابل محاولات عربية إفريقية لم تتجاوز ربع النهائي حتى الآن.
هذا التباين يبرز عمق العمل القاعدي في بعض الدول الخليجية التي استثمرت في الأكاديميات وبرامج تطوير المواهب مبكرًا.
تأتي استضافة قطر لنسخة 2025 وسط تطلعات عربية واسعة لتكرار إنجاز السعودية.
ومع النظام الجديد الموسع للبطولة، تتزايد فرص المنتخبات العربية في تسجيل حضور قوي، وفتح صفحة جديدة من النجاحات في كرة القدم السنية.
فالبطولة تمثل أكثر من منافسة، إنها مختبر للمواهب ومنصة انطلاق للمستقبل، ومن يبرع فيها اليوم، قد يصبح نجم الغد في البطولات الكبرى.

0 تعليق