عاجل

تحركات إثيوبيا لمنفذ بحري تدفع مصر وإريتريا لتحالف إستراتيجي - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

عندما استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الإريتري أسياس أفورقي في القاهرة هذا الأسبوع، بدت أجندة اللقاء وكأنها قائمة أولويات إقليمية: القرن الأفريقي، وأزمة السودان، وأمن البحر الأحمر.

لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نظيره الإريتري أسياس أفورقي في القاهرة (المصري اليوم)
لقاء سابق للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) مع نظيره الإريتري أسياس أفورقي في القاهرة (المصري اليوم)

وتقول أفريكا ريبورت إن الرسالة غير المعلنة كانت واضحة: "إلى أي مدى يمكن لإثيوبيا أن تذهب في سعيها لاستعادة منفذها البحري المفقود منذ زمن طويل؟".

خطاب آبي أحمد المثير للجدل

جاءت الزيارة بعد أقل من 24 ساعة من خطاب ناري ألقاه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أمام البرلمان، وصف فيه افتقار إثيوبيا إلى منفذ بحري بأنه "قضية وجودية".

وشكك في شرعية عدم وصول إثيوبيا إلى البحر الأحمر بعد استقلال إريتريا عام 1993، قائلا: "لا حكومة ولا برلمان ولا استفتاء شعبي قرر ذلك".

Ethiopia's Prime Minister Abiy Ahmed addresses parliament members on the current situation of the country, at the parliament building, in Addis Ababa, Ethiopia, October 28, 2025. REUTERS/Tiksa Negeri
خطاب رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد أمام البرلمان عن أحقية بلاده في الوصول للبحر الأحمر (رويترز)

ورغم تأكيده أن أديس أبابا تسعى لحل دبلوماسي وسلمي، فإن تحذيره من امتلاك إثيوبيا "قدرات موثوقة" في حال نشوب صراع أثار قلقا إقليميا.

قضية إثيوبيا البحرية

في خطابه، قال آبي أحمد إن النمو السكاني والاقتصادي يجعل الوصول إلى البحر "مسألة بقاء".

تصميم خاص خريطة إريتريا

وعلّق المحلل الأمني أبراهام ميسيلو -لأفريكا ريبورت- بالقول إن "كل إثيوبي يدرك أهمية الوصول إلى البحر، لكن توقيت الخطاب ونبرته وسط اضطرابات داخلية يجعلان القضية تبدو أمنية".

وأضاف أن الطرح القانوني للحكومة قد يلقى قبولا داخليا، لكنه يثير قلق الجيران الذين يخشون طموحات أديس أبابا.

رد إريتريا السريع

في المقابل، ردت إريتريا سريعا، إذ اتهم وزير الإعلام يماني جبرمسكل حزب الازدهار الإثيوبي بالوقوع في "وهم الازدهار"، واعتبر تصريحات آبي أحمد "هذيانا سياسيا".

BEIJING, CHINA - MAY 15: President Isaias Afwerki of Eritrea attends a meeting with Premier Li Qiang of China at the Great Hall of the People on May 15, 2023 in Beijing, China. President Afwerki and his delegation arrived in Beijing for a four-day visit to China on President Xi Jinping's invitation. (Photo by Florence Lo - Pool/Getty Images)
أسياس أفورقي شكك في نية إثيوبيا بحديثها عن ميناء عصب الإريتري (غيتي)

وأكدت أسمرا أن قضية ميناء عصب غير قابلة للنقاش، وأن أي محاولة لإعادة فتح ملف السيادة الإريترية تمثل انتهاكا للقانون الدولي.

إعلان

ورغم ذلك، فإن آبي أحمد شدد على أن "إثيوبيا لا تسعى لحرب مع إريتريا"، ودعا المجتمع الدولي -بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وروسيا والاتحاد الأفريقي– للتوسط في حل سلمي وقانوني.

احتضان إستراتيجي من مصر

في هذا السياق، تقول أفريكا ريبورت إن لقاءات السيسي وأفورقي بدت بعيدة عن كونها مصادفة، إذ وصفت الرئاسة المصرية اللقاء بأنه لتعزيز "التنسيق الإستراتيجي" بشأن استقرار المنطقة وأمن البحر الأحمر، كذلك أشاد السيسي "بالعلاقات الراسخة بين القاهرة وأسمرا"، لكن محللين رأوا في اللقاء حسابات إستراتيجية.

A woman rows her boat after flooding in Dalhamo Village, near the Delta city of Ashmoun, in Menoufia Governorate, Egypt, October 5, 2025. Egypt's Prime Minister Mostafa Madbouly said the government had anticipated the rise in water levels, which coincides with the flood season and Ethiopia's inauguration of its dam. He said higher-than-usual discharges are expected until the end of October, adding that the flooded areas in Menoufia and Beheira are part of the Nile's flood zone and have been encroached upon by some citizens. REUTERS/Mohamed Abd El Ghany TPX IMAGES OF THE DAY
موضوع مياه النيل من نقاط الخلاف الرئيسة بين مصر وإثيوبيا خاصة بعد تشغيل سد النهضة (رويترز)

يقول المحلل الإثيوبي تيريفي بشاني لموقع أفريكا ريبورت إن "مصر ترى طموحات إثيوبيا البحرية تهديدا لنفوذها التاريخي، ودعم إريتريا -ولو رمزيا- يساعد في احتواء هذا التهديد".

وأشار إلى أن إعلان قمة أسمرا بين مصر وإريتريا والصومال في أكتوبر/تشرين الأول 2024، الذي شدد على "احترام سيادة ووحدة أراضي الدول"، كان بمنزلة رد غير مباشر على طموحات أديس أبابا.

توازن دقيق في المنطقة

مع تصاعد الصراعات في السودان وتوتر العلاقات بين إثيوبيا والصومال، عاد البحر الأحمر ليكون من أكثر النقاط الإستراتيجية حساسية في أفريقيا.

ADDIS ABABA, ETHIOPIA - NOVEMBER 07: People shout slogans as a ceremony is held to support the Ethiopian military troops who is battling against the Tigrays People Liberation Front in Amhara Region on November 7, 2021 in Addis Ababa, Ethiopia. The country's Prime Minister Abiy Ahmed declared a state of emergency on Wednesday as his government's conflict with Tigrayan forces has expanded beyond that group's home region in the north. Tigrayan fighters have recently forged an alliance with the Oromo Liberation Army, a group fighting on behalf of ethnic Oromos, who make up about 35 percent of Ethiopia's 110 million people. (Photo by Getty Images/Getty Images)
مظاهرات شعبية لدعم القوات العسكرية الإثيوبية خلال حرب تيغراي (غيتي)

فالقوة البحرية المصرية، والموقع الساحلي لإريتريا، والثقل السكاني والاقتصادي لإثيوبيا، كلها عوامل تجعل التوازن الإقليمي هشا.

ويرى المحللون أن التعاون بين القاهرة وأسمرا تكتيكي وليس طويل الأمد، فكل منهما يواجه تحديات داخلية: مصر تعاني من ضغوط اقتصادية، وإريتريا من عزلة دولية.

مستقبل البحر الأحمر

ويضيف تيريفي -في حديثه مع أفريكا ريبورت- أن "القرن الأفريقي يدخل مرحلة إعادة تموضع إستراتيجي؛ إثيوبيا تفرض نفسها، ومصر تحمي مصالحها، وإريتريا تبحث عن دور"، مشيرا إلى أن طريقة تعاملهم مع القضية ستحدد مستقبل البحر الأحمر.

خريطة إثيوبيا

أما أبراهام، فيرى أن إعادة فتح ملف البحر الأحمر من قبل آبي أحمد قد يكون خطوة محفوفة بالمخاطر لكنها تعبّئ الرأي العام داخليا. ودعوته للوساطة الدولية تشير إلى محاولة لتأطير القضية ضمن مسار قانوني ودبلوماسي، من دون عزل إثيوبيا.

ويختم بالقول إن "الجميع يتفق على أن إثيوبيا تحتاج إلى منفذ بحري، لكن السؤال هو: كيف؟ وبأي ثمن على استقرار المنطقة؟".

0 تعليق