رعب فالنادي الكتالوني يخشى تكرار سيناريو ميسي في بداياته.. والتحذيرات تحيط بـ "جوهرة" الفريق
في الوقت الذي يحاول فيه نادي برشلونة لملمة جراحه بعد الخسارة الأخيرة في الكلاسيكو، سقطت "قنبلة" جديدة داخل أروقة النادي، لكنها هذه المرة ليست متعلقة بنتيجة مباراة، بل بمستقبل أغلى ما يملكه النادي: النجم الشاب لامين يامال فقد كشفت صحيفة "ذا صن" البريطانية، في تقرير أثار هلعا في كتالونيا، أن قلقا عميقا يسود إدارة برشلونة والجهاز الطبي، من أن تتحول الإصابة التي يعاني منها يامال في منطقة الفخذ، إلى "حالة مزمنة" قد تلازمه طوال مسيرته.
"الجوهرة" البالغ من العمر 18 عاما، والذي يحمل على عاتقه الصغير آمال فريق بأكمله، يعاني من "آلام متكررة" في منطقة حساسة للغاية، وتحديدا "منطقة العانة" (Pubalgia)، وذلك منذ بداية الموسم الحالي
هذه ليست إصابة عادية كتمزق عضلي واضح يتطلب أسابيع محددة للتعافي، بل هي "إنذار أحمر" من النوع الذي يخشاه الأطباء والمدربون؛ إنه ألم "غامض" يذهب ويعود، ويشير إلى وجود حمل زائد على منطقة محورية في جسد اللاعب
"التهاب العانة".. الكابوس الصامت
تكمن خطورة هذه الإصابة، التي يعاني منها يامال، في طبيعتها. يعرف هذا الألم في الأوساط الطبية بـ "التهاب العانة" أو "فتق الرياضيين"، وهو كابوس شائع للاعبي كرة القدم بسبب الحركات المفاجئة والتسديد المتكرر وتغيير الاتجاه والمخاوف داخل النادي الكتالوني، بحسب "ذا صن"، هي أن هذه الآلام المتكررة، إذا لم تعالج بالشكل الجذري والصحيح، ستتطور حتما إلى "مشكلة طويلة الأمد" لا يمكن الشفاء منها، وتتحول إلى "ألم مزمن" يحد من قدرة اللاعب على تقديم 100% من مستواه.
هذا يعني أن برشلونة قد يخسر جوهرته ليس لسوء مستواه، بل لأن جسده لم يعد قادرا على تحمل متطلبات كرة القدم على أعلى مستوى.
أشباح الماضي.. الخوف من "فاتي" جديد
يزداد "الرعب" داخل برشلونة لأن النادي يمتلك تاريخا حديثا "مأساويا" مع إدارة إصابات مواهبه الشابة. أشباح أنسو فاتي وبيدري لا تزال تحوم في "المدينة الرياضية" أنسو فاتي، الذي كان "الوريث" قبل يامال، تم التسرع في إعادته للملاعب، وتحولت إصابته في الركبة إلى كابوس أنهى مسيرته فعليا مع النادي. وبيدري، الذي أنهك في موسمه الأول، أصبح لاعبا "زجاجيا" يعاني من إصابات عضلية متكررة.
الآن، يرى برشلونة السيناريو نفسه يتشكل من جديد. لديهم موهبة "تاريخية" لا تتكرر إلا مرة واحدة كل جيل، والفريق يعتمد عليه بشكل شبه كلي. يامال هو النجم الأول وصانع اللعب الأول، رغم أنه لا يزال في الثامنة عشرة من عمره.
المعضلة التي تواجه الإدارة والمدرب هانز فليك هي: هل يمنحون يامال الراحة "الإجبارية" والطويلة التي يحتاجها جسده للتعافي التام، حتى لو عنى ذلك التضحية بجزء من الموسم الحالي؟ أم يخاطرون بإشراكه في المباريات الحاسمة، ويقامرون بمستقبله بالكامل؟
بصيص الأمل.. سابقة "ليونيل ميسي"
وسط هذا القلق، هناك بصيص أمل واحد يستند إليه برشلونة، وهو مفارقة تاريخية مثيرة. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن "ليونيل ميسي، النجم السابق لبرشلونة، واجه مشكلة مشابهة تماما في بداية مسيرته" نعم، "البرغوث" الأرجنتيني عانى هو الآخر من آلام في منطقة العانة في سنواته الأولى، وهي إصابات كادت أن تحد من انطلاقته الصاروخية.
هذه المقارنة هي سيف ذو حدين:
الجانب المخيف: أنها تؤكد مدى خطورة هذه الإصابة، وأنها قادرة على ضرب حتى أكثر المواهب مناعة وصلابة. الجانب المشرق: أن ميسي "تعافى منها بشكل كامل".الدرس المستفاد من "حالة ميسي" هو أن الشفاء التام "ممكن"، ولكنه يتطلب شيئا واحدا: "العلاج بالشكل المناسب". ميسي، في ذلك الوقت، خضع لبرنامج علاجي وتأهيلي صارم، وتغيير جذري في نظامه الغذائي، وإدارة دقيقة لأحماله التدريبية. لم يتم التسرع في إعادته.
الكرة الآن في ملعب الجهاز الطبي لبرشلونة. هل سيتبعون "بروتوكول ميسي" الحذر والطويل، ويضحون بالنتائج قصيرة المدى لإنقاذ مسيرة اللاعب؟ أم أن ضغط المباريات والحاجة الماسة ليامال سيدفعهم لتكرار "أخطاء فاتو"، وتحويل مستقبل النادي المشرق إلى "ألم مزمن"؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد مصير لامين يامال ومستقبل برشلونة لسنوات قادمة.

0 تعليق