قضى على أورام الثدي تماماً.. دواء تجريبي يبشر بثورة في علاج السرطان - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
"LiPyDau" ليس دواء مبتكرا من الصفر، بل هو تطوير "ذكي" لأحد أقوى أدوية العلاج الكيميائي المعروفة (داونوروبيسين).

كشف باحثون أوروبيون عن دواء تجريبي جديد، يعرف باسم "LiPyDau" (ليبيداو)، أظهر فعالية استثنائية في القضاء على أنواع متعددة من الأورام، بما في ذلك سلالات السرطان المقاومة للعلاجات الكيميائية الشائعة. الدراسة، التي نشرت في مجلة "Molecular Cancer" المرموقة، تفتح الباب أمام جيل جديد من العلاجات الموجهة التي تتغلب على مشكلة السمية التي طالما قيدت فعالية أقوى أدوية السرطان.

1. ما هو عقار "LiPyDau"؟

"LiPyDau" ليس دواء مبتكرا من الصفر، بل هو تطوير "ذكي" لأحد أقوى أدوية العلاج الكيميائي المعروفة (داونوروبيسين)، التي تنتمي لعائلة "الأنثراسايكلينات" المدرجة على قائمة منظمة الصحة العالمية للأدوية الأساسية.

الدراسة جاءت كثمرة تعاون بين باحثين من الجامعة الطبية في فيينا، ومركز أبحاث HUN-REN المجري، وجامعة إيتڤوش لوراند في بودابست.

2. مشكلة السمية.. والحل "النانوي"

واجه الباحثون تحديا كبيرا: لقد نجحوا في تعديل الدواء الأصلي لإنتاج مركب جديد "2-بيرولينو-داونوروبيسين"، وهو مركب فتاك بالسرطان، لكنه في شكله الحر "سام جدا" لدرجة تمنع استخدامه سريريا على البشر خوفا من الأضرار الجانبية، خاصة على القلب.

الحل جاء عبر تقنية "الليبوزومات" (Liposomes). قام الفريق بتغليف هذا المركب شديد الفعالية داخل حويصلات دهنية نانوية (الليبوزومات)، وهذا ما أنتج الصيغة الجديدة "LiPyDau". هذا التغليف النانوي يعمل كـ "حصان طروادة" ذكي، حيث يقوم بتوصيل الدواء مباشرة إلى الخلايا الورمية ويحمى الأنسجة السليمة في الجسم من سميته.

3. آلية عمل فريدة: تدمير الحمض النووي "بلا رجعة"

تكمن قوة "LiPyDau" الفائقة، خاصة ضد الأورام المقاومة، في آلية هجومه. فبمجرد دخوله الخلية السرطانية، يقوم بإحداث "روابط تساهمية لا رجعة فيها" بين سلسلتي الحمض النووي (DNA) الخاص بالورم.

هذا التلف المزدوج والنهائي لا تستطيع الخلايا السرطانية إصلاحه، مما يؤدي حتما إلى موتها المبرمج، حتى لو كانت هذه الخلايا قد طورت سابقا مقاومة ضد العلاجات الكيميائية الأخرى.

4. نتائج مذهلة في الدراسات قبل السريرية (القائمة)

أظهر "LiPyDau" فعالية غير مسبوقة في النماذج الحيوانية (الفئران)، مما يمنح أملا كبيرا للمرحلة السريرية:

سرطان الجلد (الميلانوما): جرعة واحدة من الدواء نجحت في كبح نمو الورم بشكل شبه كامل.

سرطان الرئة: أثبت فعاليته العالية في نموذجين، أحدهما يستخدم خلايا ورمية بشرية معروفة بأنها "لا تستجيب للعلاجات المعتادة".

سرطان الثدي (العدواني): كانت النتائج هي الأبرز، حيث سجل العلاج "انحسارا شبه تام" للأورام، وفي بعض الأشكال الوراثية صعبة العلاج، نجح في "القضاء التام والدائم على الأورام".

5. الخطوة التالية: من الفئران إلى الإنسان

أكد الباحثون أن هذه النتائج واعدة للغاية. وقال "غيرغيلي ساكاش"، المشرف على الدراسة، إن تغليف المركب "مكن من استخدام دواء جديد شديد الفعالية، كان ساما أكثر من اللازم للاستعمال المباشر".

وشدد "ساكاش" على أن "الخطوة المهمة التالية هي إجراء مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كان يمكن ترجمة هذه النتائج الواعدة إلى تطبيقات سريرية" على البشر.

0 تعليق