شارك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي اليوم في جلسة حوارية بعنوان "مستقبل الحوكمة الأمنية العالمية"، ضمن أعمال الدورة الحادية والعشرين لحوار المنامة ٢٠٢٥، إلى جانب وزيري خارجية ألمانيا وبريطانيا.
وحدد نائب أيمن الصفدي، أولويات المرحلة المقبلة في غزة، مؤكدا أن الأولوية القصوى هي ضمان الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وربطه بأفق سياسي يفضي إلى "حل الدولتين" باعتباره السبيل الوحيد للسلام.
وشدد الصفدي على ضرورة وضع جدول زمني لانسحاب القوات الإسرائيلية التي ما تزال تسيطر على 53% من القطاع.
أولويات الأردن لـ "اليوم التالي" في غزة
1. منظومة متكاملة لما بعد الحرب
أكد الصفدي على ضرورة وجود "منظومة متكاملة" بعد وقف إطلاق النار، تشمل خمس ركائز أساسية:
المساعدات الإنسانية: إدخالها بشكل كاف ومستدام ورفع العقبات الإسرائيلية أمام منظمات الأمم المتحدة.
التعافي المبكر: البدء الفوري بجهود التعافي.
الأمن: تحقيق الأمن والاستقرار.
الحوكمة: يجب أن يتولى الفلسطينيون حكم أنفسهم، مشيرا إلى أن أي لجنة "تكنوقراط" يجب أن ترتبط بالسلطة الوطنية الفلسطينية.
الأفق السياسي: ربط كل الجهود بحل الدولتين.
وشدد الصفدي على ضرورة عدم السماح بتجزئة القضية، قائلا: "لا يمكننا السماح بتجزئة غزة، فغزة واحدة وهي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة... ولكي يتحقق حل الدولتين يجب أن تظل غزة والضفة الغربية جزءا لا يتجزأ من بعضهما البعض".
2. الموقف الأردني: "لا قوات في غزة" ودعم دولي
جدد الصفدي تأكيد الموقف الأردني الحاسم الذي عبر عنه جلالة الملك عبد الله الثاني، بأنه "لن يتم نشر قوات أردنية في غزة".
في المقابل، أوضح الوزير استعداد الأردن للمساهمة بشكل فاعل في استقرار القطاع عبر:
الاستمرار كمركز رئيسي لإيصال المساعدات إلى غزة.
الاستعداد لتدريب الشرطة الفلسطينية.
التعاون مع أي قوة دولية (بشرط تشكيلها بقرار من مجلس الأمن) عبر تقديم التدريب والمشاركة في القيادة والسيطرة.
3. استقرار الضفة ركيزة لسلامة غزة
حذر الصفدي من إهمال الوضع في الضفة الغربية المحتلة، معتبرا أن "استقرار الضفة الغربية ركيزة لاستقرار غزة". وأضاف: "مهما فعلنا في غزة، إذا تدهورت الأوضاع في الضفة الغربية فسوف يقوض كل شيء".
وأكد على ضرورة دعم السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها ممثلا للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى التزام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإجراء الإصلاحات اللازمة.
4. الموقف من سوريا ولبنان
فيما يتعلق بالشأن الإقليمي، أكد الصفدي على:
سوريا: ضرورة دعم الحكومة السورية في إعادة البناء بما يضمن وحدة سوريا وسيادتها، مشددا على "ضرورة وقف التدخلات والاعتداءات الإسرائيلية على سوريا والتي تؤدي إلى زعزعة استقرارها".
لبنان: دعم وحدة لبنان وسيادته وأمنه واستقرار مؤسساته.
5. نشاط دبلوماسي مكثف في المنامة
على هامش أعمال حوار المنامة، عقد الصفدي سلسلة لقاءات ثنائية مكثفة لبحث العلاقات والتنسيق حول قضايا المنطقة، شملت:
وزراء خارجية: ألمانيا (يوهان دافيد فاديفول)، بريطانيا (إيفيت كوبر)، اليمن (شائع محسن الزنداني)، اليونان (يورجوس يرابيتريتيس)، التشيك (يان ليبافسكي)، وقبرص (كونستانتينوس كومبوس).
مسؤولون آخرون: وزير الدولة السنغافوري للدفاع (زكي محمد)، وزير الداخلية اللبناني (أحمد الحجار)، ومستشارة الرئيس الفرنسي (آن كلير لوجندر).
المبعوث الأمريكي لسوريا: توماس بارك، لمتابعة "خريطة الطريق الأردنية السورية الأميركية المشتركة" لحل الأزمة في السويداء.
الصليب الأحمر: المدير العام للجنة الدولية بيير كراهنبول، لبحث سبل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

0 تعليق