أفادت آخر التحديثات الجوية الصادرة عن النماذج الحاسوبية في "مركز طقس العرب" الإقليمي، بأن النصف الشمالي من الكرة الأرضية يستعد لتغيرات جوية هامة، حيث يتوقع تصاعد واشتداد نشاط "العواصف الأطلسية" خلال الفترة القادمة.
وحذر "طقس العرب" من أن مناطق شمال المحيط الأطلسي وأجزاء من أوروبا ستشهد تقلبات جوية حادة.
وتشمل هذه التقلبات تدنيا كبيرا في درجات الحرارة، وهبوب رياح شديدة قد تصل سرعتها إلى 100 كيلومتر في الساعة أو أكثر، بالإضافة إلى زيادة احتمالية تساقط الثلوج على شمال أوروبا.
اندفاع كتل قطبية ضخمة
أوضح المختصون الجويون في "طقس العرب" أن شكل الأنظمة الجوية يتخذ ملامح أقرب إلى الشتوية خلال الفترة القادمة. ويحدث هذا التحول نتيجة "تنامي الكتل الهوائية القطبية" فوق الدائرة القطبية.
ويؤدي هذا التنامي إلى "تعزيز اندفاع الكتل الهوائية الباردة للغاية" القادمة من القطب الشمالي، والتي تتجه مباشرة نحو شمال المحيط الأطلسي.
وعند وصولها إلى المحيط، ستتفاعل هذه الكتل الباردة جدا مع "الأنظمة الجوية الدافئة والرطبة" الموجودة هناك، وهو ما سيؤدي حتما إلى "تشكل منخفضات جوية عميقة ذات تأثيرات واسعة النطاق".
ومن المتوقع أن تنتقل هذه المنخفضات العميقة عبر المحيط الأطلسي باتجاه شمال غرب أوروبا، مسببة اضطرابات جوية قد تستمر لعدة أيام.
رياح عاتية وثلوج في شمال أوروبا
سيؤدي هذا الاندفاع للكتل الباردة وتشكل العواصف الأطلسية المصحوبة بجبهات هوائية باردة، إلى اضطرابات جوية حادة تؤثر بشكل مباشر على شمال أوروبا.
وتشمل التأثيرات المتوقعة:
هبوب "رياح عاتية" وأمواج عالية جدا.
هطول "شديد الغزارة للأمطار".
تساقط الثلوج فوق القمم الجبلية العالية، وخص بالذكر "آيسلندا".
انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي في عدة مناطق من شمال غرب القارة، وسط أجواء "قاسية البرودة".
وفي السياق ذاته، يتوقع أن تتسبب هذه العواصف في ارتفاع الأمواج بشكل كبير جدا على سواحل المحيط الأطلسي، مما يرفع من احتمالية حدوث "فيضانات ساحلية" في بعض المناطق المنخفضة.
كيف يؤثر ذلك على الطقس في الوطن العربي؟
قد يعتقد البعض أن هذه العواصف الباردة ستصل إلى المنطقة العربية، إلا أن "طقس العرب" أوضح أن تأثيرها سيكون "عكسيا" على منطقة شرق المتوسط والجزيرة العربية.
تشير التحليلات الجوية إلى أن اندفاع الكتل الهوائية القطبية الباردة بقوة نحو شمال الأطلسي (غربا)، سيؤدي كرد فعل إلى "دفع المرتفع الجوي إلى الشرق".
هذا المرتفع الجوي، المدفوع شرقا، سيؤثر على "اغلب ارجاء القارة الأوروبية"، وسيعمل كـ "حائط صد" يمنع وصول الكتل الهوائية الباردة إلى منطقة شرق المتوسط والجزيرة العربية.
ونتيجة لذلك، فإن الطقس المتوقع في الوطن العربي هو "استقرار الأجواء واستمرار غياب الأمطار في اغلب المناطق".

0 تعليق