شهد غرب كينيا مأساة إنسانية وبيئية مفاجئة، إثر انزلاق مدمر للتربة وقع اليوم السبت، نتج بشكل مباشر عن الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة.
وقد أسفرت هذه الكارثة عن سقوط عدد كبير من الضحايا والمفقودين، مما دفع الحكومة إلى إطلاق عمليات إنقاذ واسعة النطاق.
وأعلن وزير الداخلية الكيني، كيبشومبا موركومن، في بيان رسمي، أن الحصيلة الأولية تشير إلى وفاة 21 شخصا على الأقل، فيما لا يزال البحث جاريا عن عشرات المفقودين.
حصيلة الضحايا وتفاصيل الحادث:
جاء الإعلان عن الحصيلة المروعة على لسان وزير الداخلية كيبشومبا موركومن، الذي استخدم منصة "إكس" (تويتر سابقا) لإيصال المستجدات.
"وكتب كيبشومبا موركومن على منصة اكس "تأكدنا من مقتل 21 شخصا في هذه المأساة، فيما لا يزال أكثر من 30 شخصا في عداد المفقودين وفق ما أفادت عائلاتهم"".
هذه الأرقام تشير إلى أن العدد الإجمالي للضحايا والمفقودين يتجاوز الخمسين شخصا.
وأوضح الوزير أن الحادث وقع في "منطقة مركويت الشرقية"، وهي منطقة يبدو أنها ذات طبيعة جغرافية معرضة لخطر الانهيارات الأرضية والفيضانات عند هطول الأمطار الغزيرة.
وقد أدت الأمطار الغزيرة المتواصلة إلى تشبع التربة، مما أدى إلى فقدان تماسكها وحدوث الانزلاق المدمر.
توقف عمليات البحث وتحديات الوصول:
أفاد وزير الداخلية بأن عمليات البحث والإنقاذ الجارية قد اضطرت للتوقف بشكل مؤقت. "ولفت الى أن الحادث وقع في منطقة مركويت الشرقية، موضحا أن عمليات البحث والإنقاذ توقفت ليلا".
يأتي هذا التوقف الإجباري لأسباب تتعلق بسلامة فرق الإنقاذ نفسها، في ظل الظلام وتدهور الأوضاع الميدانية.
وتواجه فرق الإنقاذ تحديات لوجستية هائلة تحول دون الوصول السريع والفعال إلى جميع المناطق المتضررة.
وأوضح الصليب الأحمر الكيني، الذي يشارك بفعالية في الجهود، في بيان على موقعه الإلكتروني أن "الوصول إلى بعض المناطق المتضررة ما زال صعبا للغاية بسبب الفيضانات والطرق المغلقة".
هذه الصعوبات تعني أن عمليات الإنقاذ قد تشهد بطئا عند استئنافها صباحا، مما يزيد من القلق على مصير المفقودين.
استجابة الصليب الأحمر والجهود الجوية:
دخل الصليب الأحمر الكيني على الفور في حالة تنسيق قصوى مع الحكومة المركزية لإدارة جهود الاستجابة للكارثة.
وأفاد بأنه "ينسق جهود الإنقاذ مع الحكومة"، مشيرا إلى أن هذه الجهود شملت "عمليات الإجلاء الجوي للمصابين". إن اللجوء إلى الإجلاء الجوي يؤكد على صعوبة الطرق البرية وخطورة الإصابات التي تتطلب نقلا سريعا للمستشفيات.
وقد نشر الصليب الأحمر الكيني صورا جوية التقطتها طائرات مسيرة (درون) أو مروحيات من المنطقة المتضررة، حيث "أظهرت انزلاقات هائلة للتربة وفيضانات امتدت على مسافات شاسعة".
هذه الصور البانورامية تساعد فرق الإنقاذ على تحديد المناطق الأكثر تضررا وتوجيه جهود البحث بفعالية أكبر نحوها.
الخطر القائم والحاجة للدعم:
تظهر هذه المأساة الأثر المدمر للتغيرات المناخية والظواهر الجوية المتطرفة على البنية التحتية والمجتمعات المحلية في كينيا.
فاستمرار هطول الأمطار الغزيرة في مناطق ذات تضاريس جبلية أو وعرة يزيد من احتمالية تكرار مثل هذه الانزلاقات الكارثية.
ومن المتوقع أن تبدأ المناشدات الدولية لدعم جهود الإغاثة والتعافي في الأيام القادمة، خاصة مع تأكيد توقف عمليات الإنقاذ حتى صباح اليوم التالي.

0 تعليق