أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم السبت، سلسلة من التصريحات العاجلة والقوية، أدانت فيها بشدة "الفظائع الجماعية المبلغ عنها التي ارتكبتها قوات الدعم السريع" في مدينة الفاشر السودانية.
وعبرت واشنطن عن قلقها البالغ تجاه التصعيد العسكري والانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في دارفور.
وتضمنت التصريحات الأمريكية تحذيرا مباشرا من تكرار الأحداث المأساوية التي شهدتها مناطق أخرى، ودعوة صريحة لكلا طرفي النزاع لتبني المسار السلمي ووقف التدخلات العسكرية الخارجية.
إدانة الفظائع والتحذير من تكرار "مأساة الجنينة":
بدأت الخارجية الأمريكية بتوجيه إدانة واضحة ومباشرة للممارسات الميدانية لقوات الدعم السريع، مؤكدة أنها "تدين الفظائع الجماعية المبلغ عنها التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بالفاشر".
هذا الاستخدام للفظ "الفظائع الجماعية" يشير إلى أن واشنطن لديها تقارير موثوقة حول طبيعة الانتهاكات الجارية.
كما عبرت الخارجية الأمريكية عن قلقها العميق إزاء الوضع الإنساني والأمني، حيث قالت: "نشعر بقلق بالغ على سلامة المدنيين داخل الفاشر وأولئك الذين يفرون إلى المناطق المجاورة".
هذا القلق يغطي النازحين داخل المدينة وخارجها على حد سواء.
وفي تصريح حمل دلالات تاريخية وتهديدية، ربطت الخارجية الأمريكية الأحداث الجارية بكارثة سابقة، مشددة على أن "على قوات الدعم السريع وقف أعمال الانتقام والعنف العرقي ومأساة الجنينة يجب ألا تتكرر".
هذا الربط يرفع مستوى الخطر إلى درجة الإبادة أو التطهير العرقي، وهو ما ترفضه واشنطن بشكل قاطع.
الموقف الأمريكي: لا حل عسكري والعمل الدبلوماسي مستمر:
في تحديد واضح لاستراتيجيتها تجاه الصراع، أكدت الخارجية الأمريكية على المبدأ الذي تتبناه واشنطن لحل الأزمة السودانية. فقد أعلنت صراحة: "لا يوجد حل عسكري في السودان".
وفي تحذير للأطراف الإقليمية والدولية المتورطة في دعم أحد طرفي النزاع، شددت الخارجية الأمريكية على أن "الدعم العسكري الخارجي لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع"، مؤكدة ضرورة وقف تدفق الأسلحة والمساعدات العسكرية للجانبين.
وبدلا من الحل العسكري، أكدت واشنطن التزامها بالمسار الدبلوماسي: "الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها لإيجاد مسار سلمي للمضي قدما في السودان".
دعوة الطرفين للعودة إلى طاولة التفاوض:
وختمت الخارجية الأمريكية تصريحاتها بدعوة صريحة ومباشرة لـ "طرفي النزاع في السودان" (قوات الدعم السريع والجيش السوداني).
حيث "تحث" واشنطن الطرفين "على اتباع مسار تفاوضي لإنهاء معاناة السودانيين".
هذا الموقف يؤكد أن الولايات المتحدة لا ترى أي إمكانية لإنهاء الأزمة دون العودة إلى طاولة المحادثات والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة تنهي النزاع العسكري المفتوح.

0 تعليق