في خطوة تحمل دلالات رمزية وعسكرية بارزة، توجه وزير الحرب الأمريكي، بيت هيغسيث، إلى الحدود شديدة التوتر بين الكوريتين يوم الاثنين.
وتعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها التي يقوم بها وزير حرب أمريكي إلى هذه المنطقة الحساسة منذ ثماني سنوات، مما يعكس اهتماما متجددا بتعزيز الموقف الدفاعي المشترك في شبه الجزيرة الكورية.
ولم يكن هيغسيث وحيدا في هذه الجولة؛ فقد رافقه نظيره الكوري الجنوبي، آن غيو-باك.
وتوجه الوزيران معا إلى "بانمونجوم"، وهي "قرية الهدنة" الرمزية التي تعتبر المكان الوحيد على امتداد المنطقة المنزوعة السلاح الذي يقف فيه جنود من الكوريتين وجها لوجه في حالة تأهب دائم.
وقبل وصولهما إلى بانمونجوم، قام الوزيران بزيارة تلة استراتيجية تعرف باسم "نقطة المراقبة أويليت"، حيث اطلعا بشكل مباشر على الانتشار العسكري لكوريا الشمالية عبر الحدود.
وفي أعقاب الجولة، أصدرت وزارة الدفاع في سيول بيانا رسميا لخص هدف الزيارة، مؤكدة أن الوزيرين شددا "على قوة الموقف الدفاعي المشترك والتعاون الوثيق بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة".
يأتي توقيت زيارة هيغسيث في لحظة سياسية دقيقة.
فقد جاءت هذه الخطوة العسكرية الرفيعة المستوى في أعقاب المبادرات المتكررة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، خلال جولته الآسيوية الأسبوع الماضي، تجاه زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.
هذه المبادرات الدبلوماسية، التي هدفت على ما يبدو لكسر الجمود، لم تلق أي رد فعل يذكر من جانب بيونغ يانغ، التي التزمت الصمت التام.
وتكتسب هذه الزيارة أهميتها أيضا من الفجوة الزمنية الطويلة التي سبقتها. فآخر وزير حرب أمريكي زار المنطقة المنزوعة السلاح كان جيمس ماتيس، الذي قام بجولة مماثلة في تشرين الأول/أكتوبر 2017.
وتأتي جولة هيغسيث العسكرية بعد سنوات من الدبلوماسية الرئاسية المباشرة التي قادها ترمب بنفسه في هذه المنطقة.
ففي حدث تاريخي لافت خلال ولايته الرئاسية الأولى، التقى ترمب كيم في بانمونجوم في حزيران/يونيو 2019.
وفي خطوة غير مسبوقة، أصبح ترامب أول رئيس أمريكي في منصبه تطأ قدماه أرض كوريا الشمالية، عندما عبر خط الترسيم الحدودي لفترة وجيزة.
وعاد ترمب بعد ذلك بصحبة كيم لعقد اجتماع ثنائي.
ومع غياب أي رد من بيونغ يانغ على مبادرات ترمب الأخيرة، تبدو زيارة وزير الحرب هيغسيث بمثابة عودة إلى المسار التقليدي، وتأكيد على أن التحالف العسكري بين واشنطن وسيول يظل حجر الزاوية في استراتيجيتهما.

0 تعليق