بعد انتظار دام 23 عاما، وبتكلفة إجمالية ضخمة بلغت 1.2 مليار دولار أمريكي، وهو رقم يضاهي ميزانيات بعض الدول، أسدلت مصر الستار أخيرا عن "المتحف المصري الكبير".
في احتفالية مهيبة أقيمت قبل أيام بمنطقة الأهرامات بالجيزة، وبحضور وفود رفيعة المستوى من 79 دولة، دشنت القاهرة أيقونتها الثقافية الجديدة، التي حظيت باهتمام إعلامي عالمي واسع، باعتبارها أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.
مليار و200 مليون دولار:
رحلة التمويل والتعاون لم يكن هذا الصرح العملاق ليتحقق لولا بنية تمويلية معقدة. بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع 1.2 مليار دولار، ساهمت فيها اليابان بشكل محوري عبر تقديم قروض ميسرة ودعم تقني بقيمة إجمالية بلغت تقريبا 600 مليون دولار.
وقد غطت الدولة المصرية باقي التكاليف، لتؤكد التزامها بإتمام هذا المشروع القومي، الذي ينظر إليه كاستثمار طويل الأمد في التراث الثقافي والسياحي للبلاد.
جهد بشري هائل: آلاف الأيادي ومئات الخبراء
خلف هذه الواجهات الزجاجية الضخمة، يقف جهد بشري لا يوصف. فقد عمل في المشروع آلاف العمال والمهندسين والخبراء المصريين والأجانب على مدار عقدين من الزمن.
وكان لعلماء الآثار والمرممين دور بطولي، حيث شارك المئات منهم في عمليات دقيقة لحفظ، وترميم، ونقل آلاف القطع الأثرية من مواقعها الأصلية أو من المتحف القديم بالتحرير، لضمان عرضها بأمان وبأحدث الأساليب العلمية.
كنوز لا تقدر بثمن: ماذا يضم المتحف؟
يعد المتحف كنزا حقيقيا للبشرية، حيث يضم بين جنباته أكثر من 50,000 قطعة أثرية لا تقدر بثمن، تمثل مختلف عصور الحضارة المصرية القديمة. ويعتبر "درة التاج" في مقتنيات المتحف هو عرض المجموعة الكاملة لكنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون لأول مرة في مكان واحد، إلى جانب القطع الأثرية الضخمة مثل:
صدى عالمي وحضور 79 دولة
لم يكن الافتتاح حدثا محليا، بل احتفالية عالمية، ويؤكد حضور وفود رسمية من 79 دولة، إلى جانب التغطية الإعلامية المكثفة من كبرى الوكالات العالمية، على الأهمية التي يمثلها هذا المتحف للتراث الإنساني، وعلى عودة مصر بقوة كمركز ثقافي وسياحي عالمي.

            
0 تعليق