تتجه أنظار الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء، إلى صناديق الاقتراع في عدة ولايات حاسمة، أبرزها نيويورك ونيوجيرسي وفرجينيا، فيما ينظر إليه على أنه مقياس دقيق لشعبية الرئيس دونالد ترمب بعد عام من ولايته الثانية، واختبار حقيقي لقوة الديمقراطيين قبل معركة الانتخابات النصفية المصيرية المقبلة.
نيويورك: هل يحسمها الاشتراكي ممداني؟
في مدينة نيويورك، الأكبر سكانا في البلاد، يبدو السباق على منصب العمدة أشبه بلحظة مفصلية للحزب الديمقراطي. المرشح الأوفر حظا، زهران ممداني (34 عاما)، وهو اشتراكي ديمقراطي، يواجه خصمين بارزين: الحاكم السابق أندرو كومو (68 عاما)، الذي يسعى لعودة سياسية جريئة كمستقل، والمرشح الجمهوري كورتيس سليوا (71 عاما).
ممداني، الذي هزم كومو بسهولة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، يتقدم حاليا في استطلاعات الرأي. وتعكس هذه المعركة حالة الانقسام العميقة داخل الحزب الديمقراطي بين التيار التقدمي الصاعد والتيار المعتدل التقليدي، وهو مشهد يتوقع أن يتكرر بكثافة في الانتخابات التمهيدية القادمة على مستوى البلاد.
وقد شهدت المدينة أعلى نسبة إقبال على الإطلاق في تصويت مبكر لانتخابات غير رئاسية، حيث أدلى أكثر من 735 ألف ناخب بأصواتهم حتى يوم الاثنين.
نيوجيرسي: اختبار لولاء ترمب
على الضفة الأخرى من نهر هدسون، يتنافس الجمهوري جاك تشاتاريلي والديمقراطية ميكي شيريل على منصب الحاكم لخلافة الديمقراطي فيل مورفي.
القضية المحورية في الولاية هي القدرة على تحمل تكاليف المعيشة المرتفعة. يسعى تشاتاريلي، المدعوم بقوة من الرئيس ترمب، إلى تصوير نفسه على أنه "رجل نيوجيرسي الأصيل"، واصفا منافسته شيريل، التي خدمت سابقا في البحرية، بأنها "غريبة عن الولاية".
في المقابل، تركز شيريل حملتها على إبراز العلاقة الوثيقة بين تشاتاريلي وترمب، وهو عامل قد يكون حاسما في ولاية يتفوق فيها عدد الديمقراطيين المسجلين على الجمهوريين بفارق 800 ألف ناخب.
هل يعاقب الموظفون الفيدراليون ترمب؟
في فرجينيا، الولاية التي صوتت ضد ترمب ثلاث مرات، تسعى نائبة الحاكم الجمهوري وينسوم إيرل-سيرز لخلافة الحاكم الحالي جلين يونجكين. تركز إيرل-سيرز حملتها على قضايا ثقافية مثيرة للجدل، مثل السياسات المتعلقة بالطلاب المتحولين جنسيا في المدارس.
لكن استطلاعات الرأي تظهر تقدما واضحا لمنافستها الديمقراطية، النائبة السابقة أبيجيل سبانبرجر.
وقد حرص الديمقراطيون على ربط إيرل-سيرز بترمب بشكل متواصل، وهي لم تحاول النأي بنفسها عنه.
وتكتسب هذه الانتخابات أهمية خاصة نظرا لقرب فرجينيا من العاصمة واشنطن.
فمع تأثر مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين المقيمين في الولاية بسياسات تقليص حجم الحكومة والإغلاق الحكومي الذي فرضته إدارة ترمب، ينظر إلى هذا السباق على أنه "اختبار حقيقي لأداء ترمب خلال هذا العام".
كاليفورنيا" معركة هندسة الدوائر الانتخابية"
بعيدا عن سباقات المناصب، يصوت الناخبون في كاليفورنيا على "المقترح 50"، وهو إجراء حاسم سيحدد مسار المعركة على السيطرة على مجلس النواب الأميركي العام المقبل.
سيقرر الناخبون ما إذا كانوا سيوافقون على خطة الحزب الديمقراطي، بقيادة الحاكم جافين نيوسوم، لاستبدال الخرائط الحالية (التي وضعتها لجنة غير حزبية) بخريطة معدلة حزبيا.
الهدف من هذه الخطوة هو زيادة فرص الديمقراطيين في الفوز بخمسة مقاعد يسيطر عليها الجمهوريون حاليا. ويأتي هذا التحرك كرد فعل مباشر على خطوات مماثلة اتخذها الجمهوريون في ولاية تكساس لتعزيز أغلبيتهم في مجلس النواب.

0 تعليق