Published On 4/11/20254/11/2025
|آخر تحديث: 06:50 (توقيت مكة)آخر تحديث: 06:50 (توقيت مكة)
في خضم التسابق المحموم للوصول إلى "النسخة الأفضل من الذات" الذي يسوّق كشرط للنجاح، يحذر خبراء في علم النفس من الإفراط في هذا التسابق الذي يؤدي إلى انتكاسات ونتائج عكسية، مؤكدين أن القبول الذاتي هو مفتاح النجاح الحقيقي.
وفي مقال "سيكولوجي توداي"، حذر الدكتور جوش غريسل عالم النفس السريري مما وصفه بـ"طاحونة تطوير الذات" التي لا تتوقف، موضحا أن السعي المحموم للتحسين يتحول غالبا إلى مصدر لاستنزاف الطاقة، بدلا من أن يكون دافعا لتحقيق الإنجاز المأمول.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listالمشكلة -كما يراها الدكتور غريسل- ليست في الممارسات نفسها مثل التأمل أو الروحانيات، بل في أننا نحولها إلى منافسة جديدة، وبدل أن نسترخي ونركز على الاستمتاع بالتجربة أيا كانت، نبدأ مباشرة في قياس الأثر: هل نجحت في التأمل؟ هل فعلتها بشكل أفضل من الأمس؟ وبهذا، يتحول الهدوء إلى ضغط إضافي.
السباق الزائف نحو الإنجاز
يوضح الدكتور غريسل أننا نهدر طاقتنا عندما نحاول بكل قوتنا سد الفراغ الداخلي والشعور بأن ليس لنا قيمة ذاتية. هذا الإرهاق النفسي والذهني يمنعنا من إنجاز أي شيء فعلي وملموس.
فالصوت المزعج داخل رؤوسنا الذي يصرخ: "أنت لا تملك قيمة كافية" لن يختفي بمضاعفة العمل والضغط على النفس. بل يهدأ فقط عندما نتوقف ونقرر أننا سنكتفي ونقبل ذواتنا كما هي، ما يريح عقولنا ويوجه التركيز نحو الأهداف الخارجية المؤثرة فعلا على مسيرتنا ونجاحنا.
ويستشهد غريسل بحوار طريف مع ابنه الصغير الذي سأله ببساطة: "هل يجب أن أكون شيئا يا أبي؟". هذا السؤال يؤكد أننا لسنا بحاجة لأن نصبح شيئا آخر، فقيمتنا في ذاتنا بالفعل وجاهزون الآن للعمل والنجاح.
وأكد أن النجاح الحقيقي يأتي من هذا الشعور بالاكتفاء الداخلي، لذلك إذا قررت أن تطور نفسك، فافعله بدافع الشغف والفضول لأنك تحب الأمر، وليس محاولة يائسة لإثبات أنك تستحق أو لتعويض نقص غير موجود بالأساس.
إعلان
في الختام، يدعو التقرير إلى أخذ استراحة من الإفراط المستمر في هوس التطوير، مؤكدا أنه حان الوقت للتركيز على الحاضر، والعمل من منطلق القبول العميق للذات. بهذه الطريقة فقط، يكون إنجازك الخارجي نابعا من قوة داخلية، وليس نتيجة سباق لا هدف له سوى إثبات قيمتك.

            
0 تعليق